سفير الصين: ماضون في التنيمة السلمية ونعمل لصون السلام
موقع ليبانون فايلز الالكتروني:
أكد سفير الصين في لبنان جيانغ جيانغ للزميلة كاتي يمين في برنامج “لقاء الخميس” في إذاعة لبنان ان العلاقات بين لبنان والصين في تطور دائم”، قائلا إنه “على الصعيد السياسي، هناك احترام متبادل بين البلدين ومعاملة لبعضهما البعض على قدم المساواة. وقد دعم الجانب الصيني جهود لبنان الرامية إلى الحفاظ على أمن البلاد واستقرارها وتحقيق التنمية الوطنية. أما على الصعيد الاقتصادي والتجاري فقد شهد التبادل التجاري عام 2013 تطورا سريعا، إذ تجاوز حجمه 2.3 مليارات دولار أمركي، فسجل رقما قياسيا جديدا. وقدمت الصين الى لبنان بعض الهبات، بما فيها مصابيح لإنارة الشوارع على الطاقة الشمسية وبعض المعدات الطبية والسيارات، بالإضافة إلى مساعدات قدمت حديثا الى النازحين السوريين المتواجدين في لبنان. ووجه الجانب الصيني دعوات الى أكثر من 70 شخصية متخصصة في المجالات المختلفة لزيارة الصين وإجراء الدراسات المتبادلة في سبيل دفع التعاون بين البلدين لتنمية الموارد البشرية. كذلك يواصل البلدان تبادل البعثات الطالبية. وعلى الصعيد الثقافي والسياحي، شارك وفد الأكروبات الوطني الصيني في مهرجان بيت الدين فتلقت عروضه الرائعة إعجابا شديدا من اللبنانيين. ووجه الجانب الصيني دعوة الى مديرة المتحف الوطني اللبناني لحضور ندوة لمديري المتاحف الوطنية الصينية والدول العربية المنعقدة في الصين، بالاضافة الى دعوة لبعض الرسامين اللبنانيين لرسم المناظر الطبيعة في الصين”.
وشرح خطط الصين للعام الجاري “الرامية الى مزيد من التعاون الودي بين البلدين في المجالات المختلفة”. وأكد “مواصلة الجانب الصيني العمل لتكثيف التبادلات مع لبنان وتعميق الثقة المتبادلة، والاستمرار في التنسيق والتعاون في القضايا الدولية والإقليمية”.
وقال” إن الصين ستعمل على توسيع حجم التبادل التجاري الثنائي على مبدأ المصالح والمنافع المتبادلة، وتدعم دخول المنتجات اللبنانية المتميزة إلى الصين وتقيم منصة للتعاون بين مؤسسات البلدين”.
وعن أحوال التنمية في بلاده، قال: “ان الصين حققت إنجازات كبيرة منذ انتهاجها سياسة الإصلاح والانفتاح، مع ان الصين لا تزال دولة نامية، من أولوياتها الملحة التنمية الاقتصادية وتحسين معيشة الشعب”.
والقى الضوء على “الأهداف التنموية للصين في المدى المتوسط والبعيد”، وإذ شدد على “ضرورة المتابعة باعتماد سياسة الإصلاح والانفتاح من أجل تحقيق “الحلم الصيني” الرامي إلى تحقيق إعادة نهضة الأمة، وقد توصلت الدورة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الثامنة عشرة للحزب الشيوعي الصيني الى قرار حاسم بتعميق الإصلاح الشامل وتوسيعه”.
وأكد ان “الصين ستعمل على تحويل نمط التنمية وتعديل الهيكل الاقتصادي وتوسيع مجالات الانفتاح”. وأشار الى أن “التنمية في الصين لا تستغني عن العالم، وفي المقابل فإن التنمية في العالم لا تستغني عن الصين، وإن عملية إسراع الصين في التنيمة هي عملية تعميق تعاون الصين مع دول العالم، وستتيح فرص تنمية أكبر لجميع الدول بما فيها لبنان”، مؤكدا أن “تنمية الصين هي تنمية سلمية قائمة على التعاون وتنمية الفوزالمشترك، وأن الصين ستتابع السير في طريق التنيمة السلمية وتعمل على صون السلام والاستقرار في المنطقة والعالم كله، وتسعى إلى تطوير علاقات الصداقة مع دول العالم على أساس المبادئ الخمسة للتعايش السلمي: الاحترام المتبادل للسيادة، سلامة الأراضي، عدم الاعتداء، عدم التدخل في الشؤون الداخلية، المساواة والتعايش السلمي”.
واضاف: “ان الصين تولي اهتماما دائما بعلاقات الصداقة والتعاون مع الدول العربية، وقد أسس الطرفان “منتدى التعاون الصيني العربي” في عام 2004. وتصادف هذا العام الذكرى السنوية العاشرة لإقامة هذا المنتدى، وستعقد في بكين الدورة السادسة للاجتماع الوزاري لوضع التخطيطات للتطورات المستقبلية للعلاقات الصينية العربية في إطارالمنتدى. وسيقيم الطرفان ندوة المنتدى ومهرجان الفنون العربية وغيرها من الأنشطة المهمة. إن لبنان مشارك مهم للمنتدى، وحضوره فيه سيشكل عنصرا مساهما في تطويره”.
سئل: الى ماذا تهدف المبادرة التي طرحها الرئيس الصيني شي جينبينغ بإنشاء “الحزام الاقتصادي لطريق الحرير” و”طريق الحرير البحري في القرن ال 21″؟
أجاب: “منذ ما يناهز ألفي عام ربط “طريق الحرير القديم” الشهير دول قارات آسيا وأروبا وإفريقيا بعضها ببعض، فتعززت الاتصلات التجارية بينها، ما حقق التواصل الثقافي والاجتماعي والمنفعة المشتركة. من هنا أتى طرح الرئيس الصيني مبادرة بناء “الحزام الاقتصادي بطريق الحرير” الذي يعبر قارتي آسيا وأوروبا، وبناء “طريق الحرير البحري” الذي يمتد من المحيط الهادئ إلى المحيط الهندي، تكريسا لروح طريق الحرير القديم لدفع وتكثيف التبادل والتعاون بين الدول الواقعة على الحزام والطريق حتى تحقيق التنمية المشتركة. وقد تلقت هذه المبادرة اهتماما وتجاوبا إيجابيا من دول عديدة”.
إن الجانب الصيني يقترح تعزيز التعاون بين الدول الواقعة على الحزام والطريق في مجالات خمسة:
أولا: “تناسق السياسات”، تعزيز التواصل والتنسيق بين الدول على مستوى استراتيجيات التنيمة الاقتصادية.
ثانيا: “ترابط الطرقات”، إكمال شبكة المواصلات والنقل التي تربط بين آسيا وأوروبا وإفريقيا برا وبحرا ودفع بناء البنية التحتية والمواصلات العابرة للحدود.
ثالثا: “تواصل التجارة”، دفع التسهيلات التجارية والاستثمار.
رابعا: “تداول العملات” توسيع نطاق تصفية الحسابات بالعملات المحلية وتبادل العملات ، وتعزيز التعاون المالي الثنائي والمتعدد الأطراف.
خامسا: “تفاهم العقليات”، تعزيز التواصل والحوار بين مختلف الحضارات وتعزيز التبادل الودي بين مختلف الدول”.
وأشار إلى أن “نقطة التلاقي للحزام والطريق هي في منطقة الشرق الأوسط، فتعتبر الدول العربية بما فيها لبنان الشريكة المهمة والطبيعية لإجراء بناء الحزام مع الطريق. ويعتبر “طريق الحرير القديم” الرباط التاريخي بين الصين والدول العربية، أما بناء الحزام مع الطريق المعاصر، فسيضيف محتويات جديدة الى التعاون الودي بين الصين والدول العربية، ويوفر فرصا سانحة وآفاقا مشرقة للتنمية والازدهار المشترك للصين والدول العربية. وأضاف : “إننا على ثقة بأن بناء الحزام مع الطريق سيساعد على تعزيز التبادل والتعاون في المجالات كافة بين الصين والدول العربية عموما، وبين الصين ولبنان خصوصا، حتى يتحقق التكامل في التفوق والتوصل إلى المنفعة المتبادلة والفوز المشترك”.