تعليق: اتهام الصين باختراق أجهزة كمبيوتر الحكومة الامريكية .. حكم تعسفي وغير دقيق
صحيفة الشعب الصينية ـ
بقلم/ فانغ شينغ دونغ*:
اعلن مكتب إدارة شؤون الموظفين الامريكية يوم 4 يونيو الجاري أنها رصدت عمليات قرصنة معلوماتية طالت المعطيات الشخصية لأربعة ملايين موظف فدرالي، وان عملية القرصنة هذه تعتبر الاكبر في تاريخ امريكا. واتهم محققون أمريكيون الحكومة الصينية باختراق معلوماتي، دون استيضاح الحقائق، ولا معلومات مؤكدة حتى الان . وذكرت صحيفتا واشنطن بوست وول ستريت جورنال في خبر بعنوان “الصين تخترق الحكومة الامريكية”، ان الحكومة الأمريكية توجه أصابع الاتهام إلى القراصنة الصينيين.
تعب الصينيون من المزاعم الامريكية ورمي الاتهامات دون أي تحقيق دقيق وأدلة دامغة، حيث ان اتهام الصين باختراق أجهزة كمبيوتر الحكومة الامريكية هو حكم تعسفي وغير دقيق.
كما نعلم جميعا، ان جريمة عابرة للحدود نظرا لطبيعة الفضاء الإلكترونى من الصعب جدا رصد وتتبع القراصنة عبر العالم، ولا يمكن لدولة واحدة ان تستكمل التحقيق بشكل فعال. كما ان تعرض وكالات الحكومة الامريكية لقرصنة معلوماتية قد يكون عن طريق الصين او روسيا فقط. وتوصل دائرة التحقيقات الامريكية الى ان قراصنة الانترنت ذات صلة بالصين لا يحل القضية، وإنما ينبغي على امريكا توسيع التعاون مع الصين لمعرفة الحقيقة. والحقيقة ان وصف امريكا للصين بـ “افتراض الذنب” موقف لا يوحي بالسعي لايجاد حل للقضية. وعليه، فإننا نتساءل عن سبب توجه الحكومة الامريكية ووسائل الاعلام نحو منعطف التكهنات والاتهامات لا أساس لها في شأن اختراق قراصنة صينيين شبكات كمبيوتر حكومية أمريكية.
وتتلخص الاسباب في ثلاث نقاط رئيسية: أولا، تعكس ” السياسة الصحيحة”. ثانيا، السعي لتحقيق التأثير الاخباري. ثالثا، التخفيف من مسئولية الاتهام. وان العثور على ادلة قاطعة حول مصدر الهجمات الالكترونية أمر صعب، ولكن، ايجاد الأدلة لنفي الاتهام أصعب. لذلك، تتمسك الصين بالدفاع عن نفسها.
ومع ذلك، فإن تكرار امريكا لمثل هذه الاتهامات التي لا اساس لها سوف يشوه صورتها، ولا يمكن ان تؤثر على صورة الصين. كما لا يساعد في حل مشكلة القراصنة وإنما يساعد على افلات القراصنة الحقيقيين من العقاب، وتهيئة الظروف لهجمات اخرى مستقبلا. ومن هذا المنظور، فإن امريكا متواطئة في عملية القرصنة العالمية.
في الواقع ان الصين واحدة من أهم ضحايا هجمات قراصنة الكومبيوتر. ومن موقف مسؤول، الصين لم تتهم أي طرف كان عشوائيا، بل دعت مرارا الى التعاون الدولي. وإذا ارادت امريكا حقا محاربة القرصنة الالكترونية العالمية يجب عليها تعديل تفكيرها وسياستها حقا. اولا، ينبغي ان يكون الموقف الامريكي واقعيا، وتعترف بان دور الحكومة في إدارة الشبكات لا غنى عنه، وخاصة في مكافحة هجمات القراصنة، الارهاب ومختلف الجرائم الحاسوبية الاخرى. يجب على امريكا ان تستجيب لنداء الصين لتعزيز التعاون بين حكومتي الدولتين، لتعزيز قدرات التعاون على اساس اليات التعاون الدولي. وتتحمل الصين وأمريكا مسؤولية محاربة قراصنة الانترنت ومن أجل المساهمة في انشاء وصيانة شبكة الانترنيت باعتبارهما اكبر شبكة فضاء الكتروني في العالم.
بطبيعة الحال، لا يمكن للصين ان تتعامل سلبا مع الاتهامات الامريكية الباطلة المتكررة. وأقترح على الحكومة الصينية بنشر قائمة سوداء ببعض المؤسسات الاعلامية الامريكية التي نشرت الافتراءات في السنوات الاخيرة. وفي الوقت المناسب، يمكن للصين اتخاذ تدابير قانونية أو انشاء اليات تأديبية، حتى نجبر اصحاب التصريحات غير المسؤولة على تحمل المسؤولية .
*مؤسس مختبر الانترنت في الصين، مدير مركز الدراسات الاجتماعية والانترنت بكلية الاعلام بجامعة تشجيانغ