أردوغان وعثمنة الخام وجمهرة العوام

موقع الصين بعيون عربية ـ
الشيخ محمد حسن التويمي*
إذ أردتم معرفة حقيقة الصراع في المنطقة العربية، واسباب نهم اردوغان وشراهة عيونه، فتشوا عن السبب، لتكتشفوا بأن الغاز والنفط هو أس الصراع التركي على منطقتنا، بل وعلى الصين ايضاً ومناطق العالم الاخرى، التي حوّلها الخام الاسود وبقدرة قادر الى عثمانية جديدة بدون أسانيد.
أردوغان يَعود اليوم كما بعض القوى العالمية الى طعن العرب والصين وروسيا في سعي منه لإيجاد أسباب لفرض قوته على اكثرية الاتراك الذين لفظوه مؤخراً. فمن إدعاءاته بأن غرب الصين تركي أصلاً وفصلاً، الى ترديد ذات السيمفونية الاحتلالية بحق العالم العربي بدون خجل، إذ يريد اردوغان التمهيد لإعادته للحظيرة العثمانية، عن طريق المسلسلات التلفازية والثقافة التركية أولاً ، والجيل العربي التائه ثانياً ، ومن ثم بالدواعش والارهابيين من مختلف الاصناف والالوان ثالثاً. أضف الى ذلك، تطلعه الى ضم الساحلين السوري واللبناني الى إمبرطوريته، رغبةً منه بالسيطرة على نفط وغاز المنطقة العربية، وتهميش بلاد الشام ومؤسساتها الدولتية سياسياً وعسكرياً واقتصادياً وبشرياً، برغم أن الامبرطورية الاردوغانية بدأت بالإنحدار الشديد والانحسار المتسارع بعد نتائج انتخابية خيّبت أماله.
في غرب الصين، وبالتحديد في منطقة شينجيانغ، يقوم اتباع اردوغان بتنظيم المعارضات المسلحة السرية، والتفجيرات الانتحارية، والفبركات الإعلامية والاجتماعية، عِلماً ان قوى عديدة اخرى تُنازع اردوغان السيطرة على تلك المنطقة. ومن تلك القوى الدالاي لاما، والعميلة الدولية المليونيرة ربيعة قدير. اردوغان وتنظيمه الدولي يعملون منذ سنوات طويلة على مساعي ضم شبه جزيرة القرم الى تركيا، لذلك اتّبعت تركيا سياسة عثمنة القرم وتقديم مختلف “المساعدات” التعليمية والثقافية والمالية والسياسية لعددٍ من تتار القرم قسراً، وفي عتمة الليل، للنيل من السيادة الروسية، ويَعتقد اردوغان بأن التتار القرميين وبرغم نسبتهم المئوية العددية القليلة جداً، قياساً لنسبة عديد سكان شبه الجزيرة، يستطيعون جرّ سكان القرم الى الوحدة السياسية والجغرفية مع تركيا، والاندماج بها. لكن شعب القرم الذي صوّت منذ عام ونيّف لصالح العودة الى روسيا، في تصويت عام وعلني تضمنه مواثيق الامم المتحدة الخاصة بحق أي شعب بتقرير مصيره بنفسه، أفشل سياسات اردوغان والحزب القرمي المتطرف، الذي ما يزال يرفع شعار ضم القرم الى تركيا، واستعداء الجميع على الروس وعلى روسيا والامة السلافية العالمية بدون مسوغات حقيقية ومنطق.
تحاول تركيا الاردوغانية، وهي عثمانية جديدة، ضم مختلف الدول الشرق والوسط اوروبية ايضاً التي توجد فيها أقليات عرقية تركية، ومنها على سبيل المثال لا الحصر البانيا، بل والعمل لتمتد امبرطورية اردوغان حتى الحدود الغربية للنمسا، عودة على السيطرة العثمانية المتجددة على كل العالم.
وقصة الصين مع تركيا والعثمنة طويلة ومؤلمة. فهناك ومنذ ان زار ادوغان تلك المنطقة لم يتوقف عن التطلع إليها كقطعة من بلاده، وما الارهابيين الذين يقومون بين حين وآخر بعمليات انتحارية سوى منفذين عميان لسياسة اردوغان وتنظيمه الدولي، الذي وجد في الولايات المتحدة سنداً طيّعاً لتطلعاته، ليتقاسما النفوذ والمصالح الكونية.
وعلى خط الارهابيين العالميين، دلفت ربيعة قدير زعيمة الارهاب العثماني، التي باعت الاسرار السيادية الصينية لمختلف الدول، جرياً وراء الاموال، دلفت الى اعتاب اليابان، مطالبة طوكيو بإرسال بعثة لتقصي الحقائق إلى الصين، لدعم العناصر المتطرفة هناك، بدعوى “مساعدة الاقلياتّ”. وتقوم قدير التي ترأس المؤتمر العالمي للويغور الداعي للاستقلال ومقره الولايات المتحدة، بزيارات لليابان بين حين وآخر، وبالتالي يتضح ان قدير تتمسك بسياسة ونهج التدخل الخارجي بشؤون دولة سيدة ومستقلة هي الصين، وتجرُ اليابان لطرفها، سيّما وان طوكيو تتطلع هي الاخرى لقضم وهضم بعض الاراضي الصينية والروسية، وهو ما توافق عليه واشنطن وتسعى إليه، لكونها تريد إضعاف جمهورية الصين الشعبية والفيديرالية الروسية، وجعلهما لقمة سائغة في فم واشنطن وشرذمتهما وتفتيتهما، ونثق بأن ذلك لن يحدث.
ان ما يُسمّى بالمؤتمر العالمي للويغور يُحرّض على أعمال الشغب والارهاب في الصين، وأما قدير فتسعى إلى انفصال إقليم شينجيانغ عن الصين، ويصب ذلك في مصلحة اليابان وأمريكا. وتُتهم (بضم التاء الاولى) ربيعة قدير بتأجيج أعمال الشغب والارهاب في غرب الصين، وترويج ما يُسمّى “بالاسلام الامريكي”، أي استخدام الاسلام والمسلمين في الخطط الاستعمارية والاحتلالية الامريكية وقتل المسلمين بأيدي المسلمين أنفسهم، لذلك لا صفة لقدير بتمثيل الاويغوريين والشينجيانغيين خاصة والمسلمين عامة، الذين يعيشون في الاقليم الذي يتمتع بالحكم الذاتي والازدهار.
في العام 2007 صوّت مجلس النواب الاميركي على قرار يدعو جمهورية الصين الشعبية للافراج عن ابناء ربيعة قدير وما يُسمّى “الكف عن القمع الثقافي واللغوي والديني بحق الشعب الاويغوري”، بينما “اتهم الرئيس الاميركي الأسبق جورج بوش الذي التقى ربيعة قدير في 2007 برغم أنها ليست وزيرة ولا سيدة دولة، اتهم بكين بسجن ابناء ربيعة بسبب ما ما إدعاه بـ”دفاعها عن حقوق الانسان”، الامر الذي اعتبرته بكين تدخلاً سافراً في شؤونها الداخلية، ولها الحق باعتباره كذلك.
نَضم أنفسنا وافكارنا وعقولنا وأدمغتنا وضمائرنا لمعسكر حلفائنا الفيديرالية الروسية و جمهورية الصين الشعبية والجمهورية البوليفارية الفنزويلية، وإخلاصنا لها وللشعوب المُتعبة والمتحرِّرة والسائرة في طريق الانعتاق والمنعة، والخائضة للمعركة الشديدة الكونية الحالية للتحرر العالمي، ونؤكد ضرورة صيانة بلدانهم وسلامها، كما صيانة وسلام بلداننا العربية واستقلاليتها وسيادتها وأمنها وأمانها، ورفعة شعوبنا ورقيها وصحيح دينها وثقافتها الضاربة جذورها في أعماق التاريخ والأرض العربية، والتي يجب عليها أن تصحو قبل فوات الأوان وخُسران البلدان وسيادة العوام، بهدف تفشيل المخطط الامبريالي الكوني لتقسيم العالم بأجمعه وجعل شعوبه خادمة للاستعمار ورأس المال الاستعماري، ولن نسمح بأن يحدث ذلك أبداً.
*مسؤول المطبوعات في الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب حلفاء الصين .