تعليق: الصين وأمريكا اللاتينية بحاجة الى توسيع التعاون الى مجالات أبعد من التعاون في تجارة السلع
لابد من اكتشاف مجالات جديدة للتعاون الصيني-الأمريكي اللاتيني ،الذي اعتمد تقليديا على تجارة السلع، بعد تراجع أسعار السلع.
وفي تقريره الأخير بشأن الآفاق الاقتصادية العالمية، اعتبر صندوق النقد الدولي نهاية دورة السلع كواحدة من التهديدات الاقتصادية الرئيسية التي تواجه العالم حاليا.
وتعاني الكثير من الاقتصادات الصاعدة، التي تعتمد بكثافة على صادرات المواد الخام، بوضوح. فعلى سبيل المثال، تشكل منتجات المواد الخام والوسيطة ما يصل الى62 بالمئة من صادرات البرازيل الكلية، وعانت دول مثل شيلي وبيرو من انهيارات تجارية مماثلة. ولا عجب أن التراجع في أسعار النفط والحديد والنحاس والمواد الأخرى تركها غير متأكدة إزاء كيفية إعادة التوزان لتجارتها الخارجية.
وعلى هذه الخلفية، تواجه الصين وأمريكا اللاتينية فرصة للارتقاء بعلاقاتهما من خلال التعاون في القدرة الإنتاجية في مجالات جديدة، مثل البنية التحتية اللوجيتسية والطاقة والمعلومات.
واقترح رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ نمط ” 3في3″ للتعاون الصيني-الأمريكي اللاتينية بشأن القدرة الانتاجية، خلال زيارته للبرازيل في مايو. وتشير الـ”3″ الأولى الى التعاون في بناء 3 شرايين لأمريكا اللاتينية في مجالات اللوجيتسيات والطاقة والمعلومات، في حين تشير الـ”3″ الثانية الى التعاون السليم بين الشركات والمجتمع والحكومة، وتشير الـ”3″ الثالثة الى توسيع قنوات المالية الثلاث الأموال والائتمان والتأمين.
وتسمح فكرة النمط “3في3” ، إذا اتبع، للتعاون الثنائي بين الصين وأمريكا اللاتينية بأن يصبح أكثر مرونة ويتويع الى ما هو أبعد من العلاقات التجارية البسيطة.
إن التجارة مهمة وستواصل النمو، غير أن البنية التحتية تعد أمرا ضروريا للنمو الاقتصادي. وخلال الاجتماعات السنوية للبنك الدولي في ليما في الفترة من 9 الى 11 أكتوبر الجاري، أكد رئيس البنك جيم يونغ أهمية البنية التحتية الذكية كربونيا من طرق ومطارات واتصالات لمستقبل الاقتصادات الناشئة.
وتم تنفيذ الكثير من الاقتراحات المكونة للنمط “3 في3” بالفعل.
في يوليو، فازت شركة الشبكات الكهربائية الصينية التابعة للدولة بحق بناء ثاني خط لنقل الطاقة الكهربائية، بطول 2250 كيلومترا من محطة بيلو مونتي العملاقة للطاقة الكهرومائية في ولاية بارا بشمال البلاد إلى مدينة ريو دي جانيرو في جنوب شرق.
وتشارك حاليا مجموعة قتشوبا الصينية، وهي شركة بناء وهندسة صينية، مشهورة ببناء سد الخوانق الثلاثة في البلاد، تشارك بشكل كبير في بناء سدين كبيرين في جنوب الأرجنتين.
في مايو، وقع رئيس مجلس الدولة لي مذكرة تفاهم مع البرازيل والبيرو لبناء سكة حديدية تصل بين المحيطات، تمتد عبر أمريكا الجنوبية، من المحيط الهادئ إلى الأطلنطي.
وفي مجالات مثل الطاقة والتعدين والبنى التحتية، أصبحت المشاريع المشتركة شائعة بشكل متزايد للتعاون الثنائي.
وقد حصلت شركة مينميتالس الصينية على مشروع مشترك مع كوديلكو، وهي شركة تعدين نحاس تشيلية تابعة للدولة، منذ عام 2006.
في عام 2013، فاز تجمع شركات، من بينها بيتروبارس البرازيلية، والشركة الوطنية الصينية للبترول، وشركة النفط البحرية الوطنية الصينية، وتوتال وشل، بعقد يمتد لـ 35 عاما لاقتسام الانتاج وذلك لتطوير حقل ليبرا النفطي في سانتوس باسين قبالة الشاطئ الجنوبي الشرقي للبرازيل.
وفيما يتعلق بقنوات التمويل، فإن الخدمات المالية الصينية تؤدي بالفعل دورا مهما في صناعة الطاقة في البرازيل، من خلال تقديم مليارات من الدولارات على شكل قروض واستثمارات.
وفي أول سبتمبر، أحدث بنك الشعب الصيني صندوق بقيمة 10 مليارات دولار أمريكي من أجل الاستثمار في دول أمريكا اللاتينية، خاصة في مجالات التصنيع والزراعة والطاقة والتعدين.
الكل في الكل، النمط الذي اقترحه رئيس مجلس الدولة لي لا يتطلب تغييرا في اقتصاد وتجارة الدول أو قوانين النقد الأجنبي ، بل يقدم بكل بساطة الخطوة الطبيعية القادمة للصين وأمريكا اللاتينية لتعميق تعاونهم.