المبعوث الصيني وازدهار العلاقات مع الاردن والعالم العربي

موقع الصين بعيون عربية ـ
تسنيم إبراهيم الفرا*:

طالعت شخصياً الكثير من الأخبار عن زيارة السيد قونغ شياو شنغ، المبعوث الصيني للسلام بالشرق الاوسط للاردن، وكانت جميعها في الصحافة الاردنية إيجابية المضامين، مايؤكد ان العلاقات الاردنية الصينية بلغت أرفع مستوياتها وأفضل حالاتها، وذلك منذ اقامة العلاقات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية بين البلدين في العام 1977.

فبعد زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني مؤخراً الى الصين، وحلوله ضيف شرف على معرض مقاطعة نينغشيا الصيني العربي للتعاون التجاري والاقتصادي، حيث يعيش عدد كبير جداً من المسلمين الصينيين، زار المبعوث الصيني الاردن، وتحدّث بالكثير من الإطناب عن علاقات البلدين، بخاصة السياسية والاقتصادية ، وزاد عليها تقييمه العالي للروابط العربية ومن بينها الاردنية عبر التاريخ مع الصين.

وجاءت زيارة شنغ للاردن ضمن جولة له تشمل عدداً من دول المنطقة العربية، لتبادل وجهات النظر مع مسؤولين فيها، والاستماع الى آرائهم حول آخر التطورات والمستجدات، ومناقشة العلاقات الثنائية في مختلف الحقول.

لا شك ان الدبلوماسية الصينية الرفيعة المستوى تحتاج اليوم قبل يوم غد، لعلاقات قوية مع العالم العربي بكل بلدانه، دون ان يُعكّر صفو هذه العلاقات أي طارئ، ذلك لأن بكين ترى ان قارة اسيا يجب ان تكون بعيدة كل البُعد عن النزاعات المختلفة – السياسية والعسكرية والاقتصادية – ، بل والنفسية والاعلامية ايضاً، لذلك نرى ان الصين تحاول كبح الاوضاع الاسيوية السلبية، وبخاصة مع جاراتها والدول التي تشترك معها بحدود دولية، بل نراها تطرح المزيد من المشاريع التنموية والاقتصادية التي سوف تصل الى كل بلدان اسيا، وافريقيا والعالم، وحتى امريكا الجنوبية، في محاولة صينية لتغليب نظرة العمل الاقتصادي المشترك، ما يمكنه ان يوقف أية تغوّلات عسكرية وسياسية محتملة من جانب اطراف على اطراف اخرى في اسيا والعالم وتعكير العلاقات الاقتصادية، التي هي بالذات من صميم اهتمام شعوب العالم.

وفي التصريحات المحلية، والتصريحات الصينية كذلك، نقرأ عن تقييم جد إيجابي لزيارة السيد قونغ للاردن، فقد جاء فيها تأكيدات المبعوث الصيني عن وجود تطابق بوجهات النظر والمواقف بين بلاده وبين الاردن حِيال مختلف القضايا والتطورات التي تشهدها منطقة الشرق الاوسط،، وقد وصف قونغ العلاقات الاردنية الصينية بأنها علاقات متميزة وتشهد تطوراً ملحوظاً في مختلف المجالات، وعلى مختلف المستويات، وهناك آفاق رحبة للتعاون في المستقبل، واستعرض التعاون الاقتصادي والاستثماري الكبير بين البلدين، خصوصا الاستثمارات الصينية في الاردن.

المبعوث الدولتي الصيني قونغ تحدث عن ان العرب لديهم القدرة والحِكمة لمعالجة اشكالياتهم دون الاعتماد على اقتراحات الآخرين، واوضح ، وهو شيئ مهم للغاية، ان مصالح الصين متطابقة مع مصالح الاردن وبلدان المنطقة العربية، حيث ان الصين تتطلع الى تحقيق السلام والامن والامان في المنطقة لتحقيق النمو الاقتصادي والازدهار لجميع بلدان وشعوب المنطقة واسيا.

*شاعرة وكاتبة وعضوة في الفرع الاردني للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب حُلفاء الصين.