إذاعة الصين الدولية .. نافذة العرب على الصين

موقع الصين بعيون عربية ـ
طارق قديس:

فيما نحتفي بالذكرى الثامنة والخمسين لتأسيس القسم العربي في إذاعة الصين الدولية، لا بد لنا أن نستذكر تلك الإذاعة في بداياتها حينما لم يكن سهلاً على المواطن العربي أن يستأنس بالتواصل مع برامجها المميزة، نظراً لحداثة وسائل البث في المجتمع العربي، إلا أن الخطاب التقدمي الذي اتشت به الإذاعة وتطور وسائل الاتصال الإلكترونية ساهما بشكل مباشر في وصول رسالة القيادة الصينية إلى الشعب العربي بشكل واضح متخطية كل الحواجز الزمنية والمكانية التي لا تخفى على أحد.

الإذاعة، ومنذ نشأت القسم العربي فيها، لم تدخر وسعاً في البحث عن قنوات اتصال مع الشعوب العربية، مذللة كل العوائق اللغوية بينها، بحيث استطاعت أن تكسر الحاجز النفسي بين المواطنين العربي والصيني ، وأن تبادر في الدخول إلى أرض بكر لم تصلها في الماضي أحافير الجيوش وطبول الجيوش، لكن ليس بثياب المحاربين القدماء وإنما بأيادي الإنسانية البيضاء. فما كان من تلك البادرة إلا أن حطمت المستحيل وبنت فوقه جسراً من التواصل أساسه السلام وحب المعرفة أملاً في الوصول إلى مستقبل مشرق لكلا الشعبين.

والجميل في مسيرة القسم العربي لدى الإذاعة هو مواكبته للتطور التكنولوجي في إيصال الرسائل التقدمية للشعب العربي ، فقد انتهجت الإذاعة سياسة تطوير الذات والأساليب المساعدة في رفع مستوى التعرف على الآخر بين ثقافيتين لهما ما لهما من الرقي والحضارة، وهو ما جعل الإذاعة تستحدث موقعاً إلكترونيا كقناة جديدة تنشر من خلالها أهم المستجدات السياسة والثقافية والاجتماعية من حولنا، وتستقبل منها رسائل المتابعين من أبناء الوطن العربي الكبير ، وهو ما شكل نقطة تحول مهمة في مسيرة هذه الإذاعة العريقة التي نتمنى لها دوام التقدم والتطور في ظل القيادة الصينية الحكيمة ، والتي ما انفكت تدعم قضايا المنطقة وحقوقها المهدورة ، بحيث شكلت سدا منيعا للدول العربية يقيها من هجمات الإمبريالية العالمية.

 *شاعر وكاتب معروف وعضو في الاتحاد الدولي للصحفيين والاعلاميين والكتاب العرب حلفاء الصين