CRI العربية: السَفير الدُولي المُتجوّل والأنشط
موقع الصين بعيون عربية ـ
يَلينا نِيدوغينا و مَرُوان سُوداح*:
الحديث عن إذاعة الصين الدولية وقسمها العربي، هذا “السفير الدولي المُتجوّل والنشط” لجمهورية الصين الشعبية في العالم، يَستحضر بالضرورة ذكريات هي الأجمل والأبهى عن علاقات مِثال ومِثالية مع الصين، جُلّها مد جسور التعاون والصداقة والإفادات والتحالف بالإتّجاهين مابين بيجين والعواصم العربية، ومابين الشعب الصيني والشعوب العربية وجميع الناطقين بالضاد، المنتشرين على وجه البسيطة الشاسعة.
فمنذ تأسيسها ومباشرتها ببثها الأثيري في الثالث من ديسمبر عام1941، غدت الاذاعة الصينية شعبية حقاً وجماهيرية أكيدة في الأوساط العالمية والعربية، لأسباب حضارية وثقافية وإنسانية تربط الامتين العربية والصينية ببعضهما البعض، وأمم العالم بالأمة الصينية، منذ ألوف السنين التي سبقت تدشين طريق الحرير البري والبحري، الذي امتدت فعالياته الى عدة قارات وشملت مئات الشعوب.
الاذاعة الصينية وقسمها العربي باشرتا بلعب دور بارز منذ البدايات، وكان ومايزال دورهما أساسياً في تعزيز العلاقات الصينية – العربية والصينية – العالمية. وبرغم عدم توافر إذاعات عربية ناطقة باللغة الصينية، إلا أن الصين والحكومات الصينية المتعاقبة، أبقت من جانب واحد وبقرار سياسي حَكيم، على دعمها المالي والمعنوي للاذاعة وقسمها العربي، الذي أنجز خلال عقود قليلة، مهمة تاريخية أُنيطت به، تتمحور حول تطوير العلاقات مع العرب، وتعزيزها ونقلها الى فضاءات مُتجدّدة.
كما ويُعتبر الدعم الشامل من لدن حكومات الصين المتعاقبة للاذاعة وقسمها العربي – بتوجيهات صريحة من قيادة الحزب الشيوعي الصيني – سياسة حكيمة وبعيدة البصيرة. فبغض النظر عن التغيّرات العميقة التي شهدتها الصين، وانتقالها من دولة إقليمية الى العالمية ثقلاً ودوراً وإستراتيجيةً، بعد انجازها عملية التحرر الوطني وإستقلالية قرارها السياسي والسيادة، إلا أن الاذاعة استمرت القيام بدورها وبتحقيق نقلات متصاعدة لكسب المزيد من المستمعين العرب، وجذبهم الى صداقة الصين، بتوظيف مختلف الأفكار المُبدعة في عَملانية شاملة، تشمل الى اليوم كل الفضاءات العربية، وهي ممارسة إعلامية أكدت نجاعة الدعم الرسمي اللامنقطع للسفير الصيني الدولي المتجوّل الذي هو الاذاعة وقسمها العربي الناشط.
وفي صفحات التاريخ المُضيئة، تمكّنت الصين من تحرير ترابها الوطني وطرد الاستعمار البريطاني والانجليزي والبرتغالي وغيره، بقوى الشعب العامل الذي يتزعمه الحزب الشيوعي منذ ذلك الوقت.
وفي تلكم السنوات الأليمة للشعب الصيني لم تكن اليابان الإمبرطورية والعسكرتاريةِ تَحلم حتى، أن يَدنو يوم تصبح فيه هي نفسها أضعف من جارتها الصين، ولاهئةً وراء فُتاتها الاقتصادي والتجاري. فقد عانت الصين وشعبها طويلاً من سيطرة طوكيو وعقيدتها الهيمنية القتّالة التي نشرت الموت في ربوعها وسفكت دماء أكثر من36 مليون مواطن صيني.
والصين المنهَكة والمُستعمَرة(بفتح الميم الثانية) والمدنَّسة ببساطير الاستعماريين مِن بريطانيين وبرتغاليين وأشياعهم، انتقلت بفضل قياداتها الجبارة الى دولة إقتصادية كبرى وعظيمة ومؤثرة دولياً، وذات سياسة فاعلة، وغدت تلعب دوراً كونياً في مختلف العمليات السياسية في قلب آسيا وأطراف القارة القديمة، وصولاً الى القطبين الجغرافيين الأرضيين المُتجمّدين، حيث يُسمع هناك أيضاً صوت سفير الصين المُتجوّل بِلغات مُتعدّدة ومُتقنَة!
واليوم، ومنذ الثالث من نوفمبر 1957، حين إقيم القسم العربي النابه، تواصل الإذاعة تمتعها بألقٍ طاغٍ في الأوساط العربية المختلفة، وتلك الأكثر وعياً والأبعد رُؤية بضرورة استمرار وتعميق العلاقات العربية – الصينية، ويواصل هذا القسم العربي صداقاته وصِلاته الأفعل لجمعِ مزيدٍ من الأصدقاء والحُلفاء في سياقات العلاقات الطيبة القائم بين العالمين الصيني والعربي.
وفي هذا الاطار، أسـس القسم العربي الهمّام منتديات خاصة لمُستمِعيه، فباتت هذه تنتشر من العراق والى المغرب، بفضل مبادرات طيبة تجترحها منذ سنوات السيدة تساي جينغ لي (سميرة)، رئيسة القسم العربي، وتعمل الاذاعة برئاستها وقوى كادرها الاعلامي الخبير، بدعوة مُستمعيها الأكثر نشاطاً وإخلاصاً لمُثل الصداقة والعلاقات الثقافية، لزيارة الصين والتعارف مع هذه الدولة الصديقة والحليفة ومعرفتها بصورة صحيحة، ولجَسْرِ العلاقات النافعة بين الجانبين العربي والصيني.
من جانبه، يَستمر الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتاّب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين بالعمل الجاد والمُتعاظم في مختلف الاتجاهات، تناغماً مع السياسة الصينية الرسمية والاذاعية، سيّما من خلال مواقعه الشبكية العديدة في بيروت ومنها – “الصين بعيون عربية” و “الحزام والطريق الصينيين”، للتعريف بالقسم العربي لإذاعة الصين الدولية وواقعها وأنشطتها، ويُعيد الاتحاد كذلك نشر المقالات والأخبار الأهم في تلك المواقع، وهي تعرض للقسم العربي والاذاعة، ويُشرف مباشرةً على جميع تلك المواقع مديرها العام، الاستاذ الكبير والصحفي المرموق عالمياً، الأخ محمود ريا – صديق القسم العربي للإذاعة وحليف الصين دولةً وشعباً.
وبمناسبة ذكرى تأسيس الاذاعة وعيد تأسيس قسمها العربي، نتمنى لها ولهذا القسم الحبيب مزيداً من التقدم والازدهار والسؤدد، وليستمرا فاعلين ومبدعين، ومطوّرين لروحيتهما الوثابة، ولمضاعفة عدد وجوهر فعالياتهما وأنشطتهما التي تحوز دون انقطاع على تعاطف وتأييد المُستمعين والمُهتمين وأصدقاء وحُلفاء الصين في الكون.
…
*كاتب وصحفي وباحث ورئيس الاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتاّب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين، ورئيس الرابطة العالمية لمنتديات مُستمعي القسم العربي لإذاعة الصين الدولية، ومجلتها “مرافئ الصداقة” وفروعها في الاردن.
*م. كاتبة وإعلامية ورئيسة تحرير المُلحق الروسي سابقاً، ورئيسة الفرع الاردني للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتاّب العرب أصدقاء وحُلفاء الصين.