الصين وروسيا تتعهدان بتعزيز التعاون العملي
تعهد رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ ونظيره الروسي دميتري ميدفيديف يوم الاثنين بتعزيز التعاون العملي بين الجارتين.
وقال لي خلال اجتماعه مع ميدفيديف إن الصين وروسيا، أكبر جارتين لبعضهما البعض وبينهما شراكة تنسيق إستراتيجية شاملة، شهدتا تنمية العلاقات بينهما بشكل مستدام ومستقر وسليم، وكذا تعاون براغماتي، ما يجلب المنافع للطرفين.
كان لي وصل هنا الأحد لحضور الاجتماع الدوري الـ21 لرئيسي وزراء الصين وروسيا وكذا في إطار زيارة رسمية لروسيا.
وقال لي إن الصين عازمة على العمل مع روسيا لربط مبادرة الحزام والطريق بالاتحاد الاقتصادي الأوراسي، والارتقاء بمستوى التعاون والعلاقات بين البلدين.
وتهدف مبادرة الحزام والطريق التي ترمز اختصارا إلى الحزام الاقتصادي لطريق الحرير وطريق الحرير البحري للقرن الـ21, إلى بناء شبكة للتجارة والبنية التحتية تربط القارات الثلاث آسيا مع أوروبا وإفريقيا بطول مسارات طريق الحرير القديم. فيما يجمع الاتحاد الاقتصادي الأورآسي أرمينيا وبيلاروسيا وقازاقستان وقرغيزستان وروسيا.
وقال إنه في ظل التعافي الاقتصادي العالمي الهش والنمو التجاري العالمي المتباطئ، يتعين على الصين وروسيا الاستغلال الأمثل للتكامل بين المزايا التي تتمتع بها كل منهما، من أجل ضخ المزيد من الحيوية في التنمية الخاصة بكل بلد وكذا التجديد، والتحول والتحديث على المستوى الاقتصادي.
وأشار رئيس مجلس الدولة إلى الشركات الصغيرة والمتوسطة والابتكار، على وجه الخصوص، باعتبارها المجالات التي يتعين على البلدين تعزيز الجهود في إطارها من أجل تعزيز التعاون المستقبلي بينهما.
ودعا لي إلى بذل المزيد من الجهود لتعزيز التعاون المالي وزيادة تسوية المعاملات بالعملة المحلية لدعم أوجه التعاون ذات الصلة.
وفيما يتعلق بالتجارة والاستثمار، قال لي إنه يتعين على الجانبين العمل على توسيع التجارة وصون النظام التجاري العالمي وقواعد بشكل مشترك وتعزيز مستوى التسهيل بشكل شامل، ودفع النمو السليم والمستدام للتعاون التجاري والاقتصادي الثنائي والاستثمارات البينية.
وقال لي إن التعاون في المجال الزراعي، ولاسيما تعزيز تصنيع المنتجات الزراعية يتمتع بآفاق واسعة، داعيا البلدين إلى دفع التعاون بشكل مشترك في هذا المجال.
وخلال الاجتماع، سلط رئيس مجلس الدولة الصيني أيضا الضوء على التبادلات بين الأفراد والتعاون في العلوم والتكنولوجيا والتعليم، داعيا إلى بذل الجهود لإنجاح عام التبادل الإعلامي الصيني-الروسي.
ومن جانبه، قال ميدفيديف إنه يتعين على البلدين بذل المزيد من الجهود لتعزيز التعاون في الابتكار الخاص بالشركات الصغيرة والمتوسطة، في الوقت الذي يتعين عليهما فيه تعزيز التعاون في المشروعات الكبرى في مجالات الغاز والنفط والطاقة النووية المدنية.
وأضاف ميدفيديف أنه يتعين تعزيز التعاون المالي أيضا لتوفير الدعم المالي للشركات في البلدين حتى يتسنى لها تنفيذ برامج التعاون.
وأوضح أن مجالات الصناعات الكهروميكانيكية والزراعة والعلوم والتكنولوجيا والطيران والسكك الحديدية فائقة السرعة، هي القطاعات التي يتعين أن يعمل الجانبان على تعزيز التعاون فيها، متعهدا بأن تبذل روسيا كل ما في وسعها لتصل إلى هدف زيادة حجم التبادل التجاري بين البلدين.
وقال يتعين على روسيا والصين توسيع التعاون على المستويات المحلية في منطقة الشرق الأقصى وبذل الجهود لضمان عام ناجح لعام التبادل الإعلامي الصيني-الروسي وزيادة عدد الطلاب الدارسين في جامعات كل منهما ودفع التعاون في مجال السياحة.
وبعد الاستماع إلى تقارير عمل آليات التعاون الثنائي الأربع، تبادل الزعيمان وجهات النظر بشأن تخطيط التعاون المستقبلي.
وصدر عن الاجتماع بيان مشترك دعا البلدين إلى تعميق التعاون في مدى واسع من المجالات بما في ذلك الاقتصاد والتجارة والاستثمار والطاقة والتبادلات بين الأفراد.
ووفقا للإمكانيات الكبيرة الكامنة في التعاون التجاري والاستثماري الثنائي بناء على الشراكة المتينة والعلاقات التجارية والاقتصادية الوثيقة، دعا البيان إلى تعميق التكامل الاقتصادي من خلال بناء شراكة اقتصادية متبادلة النفع في أورآسيا.
وأضاف البيان أن الصين وروسيا ستواصلان دفع التعاون في مجالات النقل والبنية التحتية عبر الحدود واللوجيستيات بين مجالات أخرى في إطار ربط مبادرة الحزام والطريق والاتحاد الاقتصادي الأورآسي.
كما سيبحث الجانبان بجدية إمكانية إقامة حدائق صناعية بطول المناطق الواقعة على طول المجرى الأعلى والمجرى الأوسط لنهري اليانغتسي الصيني ونهر فولغا الروسي.
وحث البيان المشترك أيضا البلدين على اتخاذ الإجراءات اللازمة لتعميق التعاون في تجارة المنتجات الزراعية وتعزيز الدخول الآمن للمنتجات النباتية والحيوانية في سوق كل منهما الآخر.
كما سيعمل الجانبان على دفع التعاون “الإستراتيجي” و”الشامل” في مجال الطاقة بما في ذلك الكهرباء والفحم والطاقة المتجددة والمعدات والتكنولوجيا وخدمة المشاريع للطاقة.
يذكر أن العام الجاري يوافق الذكرى الـ15 لتوقيع معاهدة حسن الجوار والتعاون الودي الصينية-الروسية، وكذا الذكرى الـ20 لتأسيس شراكة التنسيق الإستراتيجي الصينية- الروسية.
والتقى لي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو يوم الثلاثاء.
وتعد روسيا المحطة الأخيرة في جولة لي التي تستغرق 8 أيام، حيث زار خلالها قرغيزستان وقازاقستان ولاتفيا.