التوقيع على بروتوكول تعاون مغربي صيني لبناء مدينة صناعية وسكنية جديدة
وقع المغرب والصين الاثنين، بروتوكول اتفاق يقضي بإنشاء مدينة صناعية وسكنية مندمجة بمدينة طنجة شمالي المغرب، تشرف عليها المجموعة الصينية (هيت)، بإجمالي استثمارات يقدر بمليار دولار، وذلك خلال حفل ترأسه العاهل المغربي الملك محمد السادس.
وينتظر أن تستقطب هذه المدينة الصناعية شركات عالمية من ضمنها العديد من الشركات الصينية، حيث يتوقع ان يصل الاستثمار الإجمالي لهذه الشركات بالمنطقة ما قيمته 10 مليارات دولار.
وتعد مجموعة (هيت) رائدة عالميا في مجال تطوير المناطق الصناعية وتدبير الاعمال.
وستقام المدينة قرب ميناء طنجة المتوسط، احد اكبر موانئ الشحن في العالم، ولا تبعد سوى (15 كم) من السواحل الاسبانية.
ووقع هذا البروتوكول، وزير الداخلية محمد حصاد، ووزير الصناعة والتجارة والاستثمار والاقتصاد الرقمي حفيظ العلمي، ورئيس جهة طنجة تطوان إلياس العمري، فضلا عن رئيس مجموعة (هيت) لي بياو، وذلك بحضور سفير الصين بالرباط سون تشو تشونغ وعدد من أعضاء الحكومة المغربية.
ويرمي هذا المشروع، الممتد على مساحة 2000 هكتار، إلى تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمغرب، ويتضمن انشاء مناطق صناعية متكاملة تضم مكاتب ومصانع لكبريات الشركات العالمية ومناطق سكنية فضلا عن كل المرافق الإدارية والاقتصادية والخدماتية المطلوبة.
ويشكل المشروع تفعيلا لاتفاقية وقعها المغرب والصين خلال زيارة العاهل المغربي لبكين العام الماضي.
ويرتقب أن تستقبل هذه المدينة الصناعية شركات صينية وعالمية تنشط في مجالات صناعة السيارات، وصناعة الطيران، وقطع غيار الطائرات، والإعلام الإلكتروني، والنسيج، وصناعة الآليات والطاقة وصناعات أخرى.
وينتظر أن يستمر العمل في هذا المشروع الضخم لنحو 10 سنوات، وستشكل مدينة ذكية بمواصفات عالمية تدمج متطلبات السكن والصناعة والحفاظ على البيئة والخدمات والتجارة.
وقال حفيظ العلمي في كلمة بالمناسبة ان هذا المشروع تجسيد للشراكة الاستراتيجية بين الرباط وبكين.
وتابع ان المملكة تتيح للفاعلين الصناعيين والاقتصاديين الصينيين قاعدة جديدة لإنتاج تنافسي.
من جهته، قال رئيس مجموعة “هيت” الصينية، لي بياو، ان المملكة المغربية، بمؤهلاتها القوية، توفر مناخا مثاليا للأعمال بالنسبة للمستثمرين الصينيين.
وأوضح أن الاستقرار السياسي والاجتماعي للمغرب، وتمركز مجموعات صناعية عالمية رائدة في قطاعات عالية الجودة والتنافسية، عوامل تجعل من المغرب البيئة الاستثمارية المثالية بالنسبة للمستثمرين الصينيين.
وذكر بأنه منذ 11 مايو 2016، تاريخ زيارة العاهل المغربي لبكين، تم إرساء شراكة بين الصين والمغرب من أجل الارتقاء بالاقتصاد والتعاون التجاري الى مرحلة جديدة.
وقال إنه من المتوقع أن يساهم هذا المشروع الصناعي والسكني في خلق فرص عمل كثيرة، والمساهمة في نقل التكنولوجيات المتقدمة، وتعزيز النمو والقدرة التنافسية الاقتصادية للمغرب بشكل عام ولجهة طنجة على وجه الخصوص.
وأوضح ان المشروع سيمكن الصين من دعم استثماراتها في المغرب وقدرتها التنافسية الاقتصادية الخارجية، وخاصة في القارة الأفريقية.
اما رئيس جهة طنجة الياس العمري، فأشار الى ان الصين، القوة الاقتصادية العالمية، مدعوة لتعزيز قدرتها التنافسية من خلال التعاون مع دول أخرى، خاصة منها الدول الناشئة.
ودعا العمري رجال الاعمال الصينيين للاستفادة من الإمكانات والمؤهلات الاقتصادية التي تزخر بها المنطقة الشمالية من المملكة والتسهيلات والتحفيزات التي تقدمها المملكة للمستثمرين الأجانب.
من جانبه قال رئيس المجموعة المصرفية المغربية “البنك المغربي للتجارة الخارجية” عثمان بنجلون، إن هذا المشروع سيسهم في النهوض بالمبادرة الصينية لطريق الحرير، لافتا إلى انه بإمكان المغرب أن يكون صلة وصل بين الصين وافريقيا واوروبا لتفعيل هذه المبادرة.