تعليق: أهمية مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية
صحيفة الشعب الصينية:
انطلقت أولى أنشطة مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية بشنغهاي ، يوم 20 ابريل بافتتاح الدورة التدريبية الأولى التي يعقدها المركز لكبار المسؤولين بالعديد من الدول العربية، برعاية وزارة الشؤون الخارجية الصينية ووزارة التربية والتعليم الصينية وحكومة مدينة شانغهاي وجامعة شانغهاى للدراسات الدولية.
“مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية، ليس مجرد منصة التبادل للخبرة الادارية فقط، وأنما مطلب ضروري يحتاج إليه الجانبان في ظل التغيرات التي تشهدها الساحة الدولية.” قال لي تشنغ ون، سفير شؤون منتدى التعاون الصيني العربي، في مقابلة صحفية مع صحيفة ” التحرير اليومية ” الصينية يوم 20 ابريل. وأضاف:” للمركز أهمية ايجابية بالنسبة للمحافظة على السلام العالمي ، وتحسين المستوى العام للعلاقات والتعاون الصيني العربي، وتعزيز التنمية والاصلاح في كل من الطرفين.”
“الجواب الصيني” يندمج مع “التجربة العربية”
أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال زيارته لمقر جامعة الدول العربية في يناير 2016 عن قرار أنشاء مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية. وقال لي تشنغ ون :” لقيت مبادرة انشاء المركز استجابة وترحيبا حارا من قبل الدول العربية”. فما الهدف من أنشاء المركز؟
على المستوى الكلي، يعيش العالم اليوم عوامل عديدة تزيد من عدم الاستقرار وتذبذب الوضع الاقتصادي العالمي، كما تواجه التعددية القطبية والعولمة التحديات. والصين باعتبارها واحدة من “الدول الخمس دائمة العضوية” في مجلس الأمن للأمم المتحدة، فإنها مسؤولة عن تعزيز السلام الدولي، وأن البيئة السلمية تعود بالفائدة عليها. ولا يركز اعلان الرئيس الصيني شي جين بينغ في المواقف الدولية لتعزيز السلام والاستقرار في العالم فقط، وأنما تركز ايضا على استقرار الشرق الاوسط وتنمية العلاقات الصينية العربية.
والسؤال البارز هو كيف يمكن للصين والدول العربية العمل معا من أجل إيجاد طريق التنمية يتماشى مع موقعها الاستراتيجي؟ ” الصين لا تقف بعيدا وأنما تساعد على ابلاغهم بكيفية العمل، حيث تتطلع الى أن يجدوا طريقهم الخاص بأنفسهم. وأن استمرار الاضطرابات في المنطقة سيخلق مشاكل أمام التنمية المستقبلية للعلاقات الثنائية. ” قال السفير لي تشنغ ون، وبالتالي بحاجة الى تعزيز التوافق والتعاون بين الجانبين، وإيجاد حل جيد للمسألتين ” من كيفية النظر الى كيفية القيام بذلك”. وقد طرح الرئيس الصيني شي جين بينغ اقتراحا: “التمسك بالحوار هو المفتاح لحل الخلافات، والتمسك بالتنمية مفتاح حل المشاكل، التماشي مع الظروف الوطنية هو مفتاح اختيار الطريق.” وهذا هو الجواب الصيني تجاه الاضطرابات في الشرق الاوسط والتنمية الوطنية العربية.
وعلى مستوى التطبيق، ينطوي التعاون الصيني العربي على المستويات متعددة في مجالات متعددة. ويغطي منتدى التعاون الصيني العربي بما في ذلك أكثر من 10 آليات التعاون العديد من المجالات، وتتضمن خطة العمل التعاوني على 38 مشروع تعاون في حيز التنفيذ. وإنشاء مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية ليس تلبية لاحتياجات تعميق الاصلاح الصيني العربية فقط، ولكن أيضا منح معنى جديد للتعاون الصيني العربي المشترك والعلاقات العامة. ” والغني عن القول، حقق الاصلاح في الصين تطورا كبيرا، وتراكمت لديها تجربة غنية في مجال التنمية، ولكن هناك بعض الدول العربية تمتلك ايضا عوامل خاصة تستحق التعلم.” نوه السفير لي تشنغ ون، الى اصلاح السوق المالي وترشيد العلاقات الاستثمارية والتجارية، ودعم تنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة، وغيرها.
وانطلقت أولى أنشطة مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية بافتتاح الدورة التدريبية الأولى التي يعقدها المركز لكبار المسؤولين بالعديد من الدول العربية. وجذبت تركيبة الاعضاء المشاركين في الدورة التدريبية وأهداف المركز الطويلة المدى اهتماما ورعاية واسعة. وفي هذا الصدد، قال السفير لي تشنغ ون، يحدد المركز أهدافا دقيقة من خلال التبادل والعمل معا على تشجيع الدراسات وتبادلات الخبرات لطريق الإصلاح والتنمية وتدابيرها ونظرياتها. من ناحية المحتوى، تعزيز المناقشة حول النظريات والتجارب. ومن ناحية الشكل، ليس هناك شكل محدد وأنما متنوع. مثلا، يعقد مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية بشنغهاي هذه المرة دورة تدريبية تستمر عشرة أيام ، يشارك فيها 24 مسؤولا من 17 دولة عربية. وجميع المشاركين في الدورة التدريبية مسؤولون ساميون وموظفون على الخطة الاقتصادية العربية، والشؤون الدبلوماسية في الوزرارات العربية. وفي المستقبل، سينظم المركز أنشطة متنوعة الأشكال مثل الدراسات الخاصة، وتبادل زيارات الاكاديمين والمنتديات خاصة وغيرها.
وبالاضافة الى التبادلات الداخلية، تحتاج الصين والدول العربية ايضا لتعزيز التوعية وقوة صوت مشترك على المستوى الدولي، لدعاية توافق صيني عربي على القيام بالاصلاح والتنمية، وسيقدم المركز خدمة لتحقيق المصالح الصينية العربية المشتركة، وخدمة الوضع العام للدبلوماسية الصينية العربية وتطوير العلاقات الصينية العربية.
وحول اختيار موقع المركز، أشار السفير لي تشنغ ون إلى أن شنغهاي نافذة وطليعة الاصلاح والانفتاح في الصين، حققت انجازات ملحوظة في الاصلاح والتنمية. ويوفر موقع المركز في شنغهاي الشروط والعوامل الجيدة لتحقيق الهدف.