مبعوث الصين الأول للشرق الأوسط: الصين لا تستهدف سد الفراغ السياسي المزعوم في الشرق الأوسط
قال وانغ شي جيه مبعوث الصين الأول والأسبق للشرق الأوسط إن الصين لن تسعى وراء ملئ ما يسمى بالفراغ السياسي الناجم عن التراجع الاستراتيجي الأمريكي في الشرق الأوسط بل ستواصل تقديم الدعم العملي لقضايا المنطقة ومنها القضية الفلسطينية.
بدأت الولايات المتحدة في تبني إستراتيجية إعادة التوازن في آسيا والباسفيك في حقبة إدارة باراك أوباما فيما خففت من تواجدها في الشرق الأوسط ، ما أثار قلقا لدى بعض من وسائل الإعلام الغربية التي تزعم بشكل صارخ أن الصين ستسد الفراغ السياسي الناتج عن الانسحاب الأمريكي من الشرق الأوسط .
وفي هذا السياق، قال الدبلوماسي وانغ شي جيه إن الصين لا توافق على تلك المزاعم قطعا لأنها مبنية على أسس خاطئة.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة لجأت فقط إلى تغيير أساليب البقاء والتحرك حيث لا تزال أمريكا تمتلك مصالح كثيرة في الشرق الأوسط ، مشيرا إلى أنها لن تتزحزح عن مصالحها المتنوعة التي تظل قائمة بالمنطقة.
وبات من الواضح للعيان أن القوة العظمى لن تحيد عن دورها القيادي في الشرق الأوسط كما لن تتوقف عن السعي وراء الهيمنة بالمنطقة على حد تعبير الدبلوماسي.
وأكد وانغ أن الصين لن تتطلع إلى سد فراغ سياسي حتى لو وجد في الشرق الأوسط ، بل ستتمسك بسياساتها الثابتة باستمرار تجاه المنطقة وكذلك الدول العربية، آملة في إحلال استقرار مستدام في المنطقة بما يخدم مصلحة العالم عموما ومصلحة الصين تحديدا.
وتابع أن الدول الغربية جلبت محنة ضخمة للشرق الأوسط من خلال التدخل والعدوان وعشوائية رسم الحدود وشن الحروب بالوكالة في المنطقة، مؤكدا على أهمية الدبلوماسية المستقلة والعادلة للصين.
واستطرد قائلا إن دول الشرق الأوسط تضطلع بدور رئيسي لتعزيز السلام والنمو بالمنطقة فيما تحتاج إلى مساعدات خارجية أيضا. وفي هذا الشأن، تنوي الصين مد يد العون إلى الشرق الأوسط كما جرت العادة.
وفي هذا السياق، لم تقطع الصين وعدا فارغا للشرق الأوسط والعالم العربي، بل ظلت حريصة على اتخاذ ترتيبات على الأرض . فعلى سبيل المثال، أعلن الرئيس الصيني شي جين بينغ أثناء زيارته التاريخية للشرق الأوسط في يناير 2016 أن الصين والدول العربية تتعاون في اتخاذ إجراءات لتحقيق التكامل في مجال الطاقة الإنتاجية ،حيث تضم هذه الإجراءات تخصيص قروض خاصة لدفع العملية الصناعية في الشرق الأوسط بقيمة 15 مليار دولار تستخدم في مشاريع تعاونية مع دول المنطقة في مجالات الطاقة الإنتاجية والبنية التحتية، مع تقديم قروض تجارية قيمتها 10 مليارات دولار لدول الشرق الأوسط بغية دعم التعاون في الطاقة الإنتاجية.
وفيما يخص مبادرة الحزام والطريق، تتعامل الصين مع الجانب العربي كشريك هام حيث وقعت الصين و6 دول عربية على اتفاقيات للبناء المشترك للمبادرة. بينما أصبحت عشرة دول شرق أوسطية ضمنها سبع عربية من بين الدول المؤسسة لبنك الاستثمار للبنية التحتية الآسيوية الذي تأسس برعاية الصين.
وتم تأسيس مركز الدراسات الصيني العربي للإصلاح والتنمية في الشهر الجاري بمدينة شانغهاي شرقي الصين ما يعكس حرص الصين على مساعدة الدول العربية على التنمية.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية – الإسرائيلية ، أوضح لي باو لاي ، السفير الصيني الأسبق لدى الأردن والإمارات ، أن هذه القضية تعرضت للتهميش في الأعوام القليلة الفائتة حيث ظلت دول المنطقة تنشغل في معالجة شؤونها الداخلية. هذا من جهة. ومن جهة أخرى، عدم توحد الصف الفلسطيني يصعب على دول الخارج التدخل لحل القضية.
ومن جانبه، قال وانغ شي جيه إنه وبعد توليه منصب المبعوث الصيني الأول للشرق الأوسط في العام 2002، قام بزيارات لعدد من دول الشرق الأوسط لدفع عملية السلام بالمنطقة وكان قد نبه الجانب الإسرائيلي من عدم التمتع بأمن مستدام لو لم يعترف بأحقية فلسطين لإقامة دولة مستقلة.
كما أشار وانغ إلى أنه قد فاتت فرصة ايجابية لتسوية القضية الفلسطينية – الإسرائيلية ، لكنه أكد على أن القضية الشائكة تستحق مواصلة بذل الجهود، منوها بأن الصين تدفع تحقيق التعايش السلمي الفلسطيني الاسرائيلي على أساس مبدأ حل الدولتين.