وزير الخارجية الصيني: نثق بأن الإمارات لن تتحول الى “ملاذا” للفاسدين الصينيين

أجرى وزير الخارجية الصيني وانغ اي، ووزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي عبدالله بن زايد  الثلاثاء مؤتمرا صحفيا مشتركا على هامش انعقاد أول اجتماع للجنة التعاون الحكومي بين الصين والإمارات.

وقال وانغ اي ان تأسيس لجنة التعاون الحكومي بين الصين والإمارات جاء كثمرة للإتفاق الذي توصل إليه الرئيس شي جين بينغ وولي العهد محمد بن زايد في نهاية عام 2015 حول دفع علاقات الشراكة الإستراتيجية الصينية الإماراتية. ويعد الإجتماع الأول لهذه الآلية، خطوة هامة لتنفيذ التوافق بين قادة البلدين، كما توصل الجانبان إلى اتفاق واسع حول تطوير العلاقات الثنائية، وطرح الجانب الصيني 7 مجالات مهمة للتعاون، ويحظى بتجاوب ايجابي من الجانب الإماراتي.

وأكد وانغ إي على ضرورة تعزيز الثقة السياسية والإستراتيجية المتبادلة. وعبر عن رغبة الصين في تعزيز الإستقرار والتنمية في الشرق الأوسط، واعتبار الإمارات شريكا هاما في حماية استقرار امن الخليج. وسيعمل الجانبان على دفع الحلول السياسية للقضايا الساخنة في المنطقة. كما عبّر الجانب الصيني عن تثمينه بتمسك الإمارات بسياسة صين واحدة.

في ذات الصدد، اعرب الجانبان عن رضائهما عن نتائج التعاون في المجال النفطي، وحرصهما على تطوير عمليات التنقيب على النفط وبناء الموانئ، والمناطق الصناعية القريبة من الموانئ وغيرها من المشاريع الاستراتيجية، ودفع التعاون متبادل المنفعة بشكل مستمر. ووافق الجانبان على تعزيز الترابط الثنائي وترقية الهياكل الصناعية، وتوفير المزيد من قوى الدفع المستدامة لتنمية التعاون الثنائي. كما ناقش الجانبان سبل توسيع التعاون في مجال القطاعات الناشئة، مثل الطاقة النووية والكهربائية وصناعة الطيران والفضاء وغيرها من المجالات التي تمتلك آفاقا واسعة.

من جهة اخرى، أكد الجانبان على أهمية التبادل البشري في دفع العلاقات بين الجانبين، واتفقا على تعزيز التبادل في مجال التعليم والثقافة والشباب، وتفعيل دور آليات التعاون في إنفاذ القانون، وتوفير المزيد من التسهيلات والضمانات الأمنية لمواطني البلدين. يذكر ان حجم التبادل البشري بين البلدين خلال العام الماضي قد فاق 600 ألف شخص. ومن المتوقع ان يرتفع هذا العدد إلى 1 مليون شخص، بعد ان ألغت الامارات تأشيرات الدخول على الصينيين الحاملين لجوزات سفر عادية.

وقال وانغ اي ان الصين تدعم تحرير وتيسير التجارة، وتقترح صياغة ترتيبات اقليمية للتجارة الحرة تبنى على الإنفتاح والشفافية. كما وافق الجانبان على دفع انهاء مفاوضات التجارة الحرة بين الصين ومجلس التعاون الخليجي.

واضاف وانغ اي، بإن عبدالله بن زايد قد اطلعه على موقف الإمارات من الوضع الإقليمي، ورغبتها في العمل على تعزيز محاربة الإرهاب والأفكار المتطرفة التي تقف وراء هذه الظاهرة. من جهته، ابدى الجانب الصيني تفهمه ودعمه، ورغبته في العمل مع الإمارات على تعزيز الجهد الدولي في محاربة الإرهاب. كما طرح وانغ اي على نظيره الإماراتي قضية ملاحقة الفاسدين، وحصل تجاوبا إيجابيا من الإمارات. ويسجل التعاون الصيني الإماراتي في هذا المجال تقدما مستمرا، وعبر وانغ اي لنظيره الإماراتي عن ثقة الصين بأن الإمارات لن تتحول إلى ملاذا للفاسدين الصينيين.

واخيرا نوّه وانغ اي بنجاح الإجتماع الأول للآلية الحكومية بين البلدين، واعرب عن رغبة الصين في تفعيل دور هذه الآلية على درب دفع علاقات التعاون الإستراتيجي بين البلدين إلى مستوى أعلى.