حاملات القوة والسلام (العدد 60)
نشرة الصين بعيون عربية ـ محمود ريا
تعمل الصين على بناء حاملة طائرات جديدة، لتعمل إلى جانب حاملة الطائرات الموجودة لديها حالياً ـ لياونينغ ـ وربما تكون في مرحلة التخطيط لبناء حاملة طيران ثالثة في المرحلة المقبلة.
إن قوة بحرية ضاربة بهذا الحجم ـ عند اكتمالها ـ يمكن اعتبارها تليق بالحد الأدنى من صورة الصين وهيبتها كقوة اقتصادية كبرى على مستوى العالم. فالصين المتعملقة اقتصادياً، ما تزال في أولى درجات سلّم إظهار قدرتها على العمل في أعالي البحار وفي خضم المحيطات، لا بل هي تتلمّس طريقها لتأكيد حمايتها لمصالحها التي يمكن أن تتعرض للتهديد من أكثر من جهة.
فحاملات الطائرات إذاً هي وسيلة لإظهار قدرة الأمة الصينية على التعاطي مع التطورات المفاجئة بشكل فعّال وبما يخدم مصالح هذه الأمة، ولذلك يبدو مشروع بناء هذه الحاملات منطقياً جداً، لا بل إن عدم وجوده هو الشواذ، في ظل عالم يقدّس القوة ويعتبرها المقياس الأساسي في تصنيف الأمم وإعطائها مكانها الذي تستحقه على مستوى العالم.
كما أن هذه الحاملات تلعب دوراً أساسياً آخر، فهي تشكل قوة ردع فعّالة في مواجهة أي محاولة “تغوّل” تفكر أي دولة من المحيط القريب أو البعيد القيام بها تجاه الصين. فالأيام التي كانت البارجات الغربية تُنزل جنودها على الشواطئ الصينية لممارسة الهيمنة على الشعب الصيني انتهت إلى غير رجعة، وعلى أي دولة مالكة لحاملات الطائرات أن تفكر مرّة بعد مرّة قبل أن تسعى لممارسة “البلطجة” ضد الصين.
إذاً، حاملات الطائرات الصينية، الموجودة والتي يتم إنجازها والمخطط لها، هي حاملات للقوّة والعنفوان، كما أنها حاملات للردع والسلام. والصين لا تريد استخدام هذه الحاملات لإظهار قوتها العسكرية في وجه العالم، وإنما تريد استخدامها لإظهار مستوى تقدمها العلمي والتكنولوجي والإبداعي.
وإذا كانت الحاملة الأولى مُشتراة من الخارج، فالحاملة التي باتت شبه جاهزة هي صينية مئة بالمئة، ومن هذه الحقيقة يجب أن تاخد الكثير من دول العالم العبر والدروس.