الحد الصيني الأدنى في قضية #كوريا_الديمقراطية #النووية (العدد 63)
تشاينا ميليتاري 7- 4- 2017
تعريب خاص بـ “نشرة الصين بعيون عربية”
أتت صحيفة غلوبال تايمز على ذكر الحد الصيني الأدنى فيما يتعلق بالقضية النووية لكوريا الديمقراطية في مقال بعنوان “ينبغي على الولايات المتحدة ألا تختار مسارا خاطئا لكسر الجمود في القضية النووية الكورية” والذي نشر يوم الاربعاء، مثيرا تكهنات واسعة.
ووفقا للمقال إن الصين تأمل بشكل كبير في أن تُحل القضية النووية الكورية في أقرب وقت ممكن. وبغض النظر عما سيحدث، فإنه لدى الصين حد أدنى ستحميه مهما كلف الأمر، وهو أمن واستقرار شمال شرق الصين.
وفي هذا الشأن، قال المقال إنه يجب ألا تتسبب أنشطة كوريا النووية بأي تلوّث شمال شرق الصين. وبالإضافة إلى ذلك، يتعين على كوريا الديمقراطية ألا تخطئ بإرسال عدد كبير من اللاجئين، فالصين لن تسمح بوجود حكومة معادية للصين على الجانب الآخر من نهر يالو، كما ينبغي على الجيش الامريكي ألا يدفع بقواته العسكرية إلى نهر يالو.
ويفسر بعض الخبراء ذلك على أنه موافقة صينية على الضربات الاميركية ضد كوريا الديمقراطية. فهل هذا صحيح حقا؟
ـ أولاً: “يجب ألا تتسبب أنشطة كوريا النووية بأي تلوث شمال شرق الصين”.
هل الولايات المتحدة هي المقصودة بهذه الجملة؟ ربما، ولكن كوريا الديمقراطية معنية أكثر بهذا الكلام. نحن نعلم جميعاً أن التجربة النووية الكورية السادسة باتت وشيكة، وأن مختلف الأطراف، ولا سيما الصين، يشعرون بالقلق إزاء ذلك.
من الخبث بشكل كبير أن تختار كوريا الديمقراطية بونجى – ري الواقعة في كيلجو بمقاطعة نورث هامجيونغ في كوريا الديمقراطية كموقع للاختبار النووي. فهذا المكان هو أبعد نقطة من بيونغ يانغ داخل أراضي جمهورية كوريا الديمقراطية، ولكنه قريب من الحدود الصينية الكورية.
لقد عانى سكان شمال شرق الصين في كل مرة كانت تجري فيها كوريا الديمقراطية تجربة نووية. وقد تبقى هذا الأخبار طازجة بالنسبة لنا: ظهور تشققات في المباني، وإجلاء الطلاب في الصفوف إلى الملاعب.
ومع تزايد معادلاتها النووية، فان التهديد الذي يواجهه الشعب الصيني المجاور سيزداد أيضاً، سيما إذا وقع أي تسرب نووي أو حوادث تلوث نووية، فإن الأضرار التي ستلحق ببيئة شمال شرق الصين ستكون كارثية ولا رجعة فيها.
وهذا هو الحد الصيني الأدنى، وهو ما يعني أن الصين لن تسمح أبدا بوضع كهذا. وفى حالة تم المساس بهذا الحد الأدنى فإن الصين ستستخدم كل الوسائل المتاحة للرد، بما في ذلك الوسائل العسكرية . وحينئذ لن يكون موضوع ما إذا كانت الصين تتفهم الضربات الامريكية موضع نقاش، حيث سيشن جيش التحرير الشعبي الصيني هجمات على منشآت كوريا النووية من تلقاء نفسه.
وشن ضربة على المنشآت النووية لجمهورية كوريا الديمقراطية هو أفضل الوسائل العسكرية برأي العالم الخارجي.
أولاً: إن مواقع منشآت كوريا الديمقراطية النووية ثابتة ومعروفة للخارج.
ثانياً: إن العملية النووية الكورية ستتوقف بشكل دائم بمجرد شن الهجوم. حيث أن موارد البلاد النووية محدودة ومحاصرة من العالم الخارجي بشكل كامل، الأمر الذي يدحض إمكانية حصول كوريا الديمقراطية على مواد نووية مرة أخرى.
ثالثا، إن الأسلحة النووية هي ورقة كوريا الرابحة في وجه الصين والولايات المتحدة. ومتى فقدت هذه البطاقة، فإنها ستصبح تحت الطوع على الفور.
وأخيرا، إذا دُمرت المرافق النووية الكورية، فإنهم لن يتمكنوا حتى من القتال، وسيقومون على الأرجح بحجب الأخبار عن سكانهم المحليين لخداعهم. ستصاب كوريا الديمقراطية بالذعر اذا دُمرت منشآتها النووية.
ـ ثانياً “يتعين على كوريا الديمقراطية ألا تخطئ بإرسال عدد كبير من اللاجئين، فالصين لن تسمح بوجود حكومة معادية للصين على الجانب الآخر من نهر يالو، كما ينبغي على الجيش الامريكي ألا يدفع بقواته العسكرية الى نهر يالو”.
إن الولايات المتحدة هي المعنية بهذه الجملة، لأن الفرضية هنا هي أن يشن الجيش الأمريكي هجمات على كوريا الديمقراطية. ويمكننا أن نفهم الأمر من جانبين.
أولاً: إن مجموعة جيوش ال 16 ومجموعة جيوش ال 39 في جيش التحرير الشعبي الصيني مسؤولتان عن العزلة المسلحة للاجئي كوريا الديمقراطية.
تجدر الإشارة إلى أنه هناك أكثر من منطقة عزل مسلحة لن تكون موجودة على طول الحدود بين الصين وكوريا الديمقراطية ولا في الصين بل على بعد عشرات الكيلومترات من الحدود داخل اراضي كوريا الديمقراطيـة.
ثانياً: إن عبارة “ينبغي على الجيش الأمريكي ألا يدفع بقواته العسكرية الى نهر يالو”، وأنه يتعين على الجمهورية الكورية حليفة الولايات المتحدة عدم دفع قواتها الى نهر يالو يفهمها جيشا البلدين بأن قواتهما لن تتعدى على نهر يالو.
خلال الحرب الكورية فى الخمسينيات، اعلنت قوات الجيش المتحدة بقيادة الولايات المتحدة أن القوات المتحدة لن توسع جبهة القتال إلى نهر يالو ولكنها ستتوقف على بعد 40 ميلا (64 كيلومترا) جنوب الحدود الصينية. وقد أطلقوا على هذا الخط اسم خط مكارثر في ذلك الوقت.
وقد ذكرت افتتاحية الغلوبال تايمز أن الصين ” لن تسمح بوجود حكومة معادية لها على الجانب الآخر من نهر يالو “. فماذا يعني ذلك؟
هذا يعني أنه بمجرد أن تبدأ الولايات المتحدة والجمهورية الكورية شن ضرباتهما، فإن جيش التحرير الشعبي الصيني سيرسل قواته لإرساء أساس لوضع مؤاتٍ لما بعد الحرب.
ومن هذا المنظور، فإن دفع جيش التحرير الشعبي الصيني عملياته إلى ما هو أبعد من بيونج يانج عاصمة كوريا الديمقراطية، هو أمر حتمي.
ولن تسمح الصين بالوضع الذي توحد فيه الولايات المتحدة والجمهورية الكورية مناطق خط عرض 38 شمال.
الآن” مَن برأيكم تردع افتتاحية الغلوبال تايمز؟