#واشنطن تتمدد فوق طاقتها على الجبهتين #السورية و #الكورية (العدد 63)
صحيفة غلوبال تايمز الصينية
13- 4- 2017
افتتاحية
تعريب خاص بـ “نشرة الصين بعيون عربية”
بدعوة من الرئيس الأمريكي، تحدث الرئيس الصيني شى جين بينغ اليوم مع دونالد ترامب عبر الهاتف حول العلاقات الثنائية فضلا عن قضايا شبه الجزيرة الكورية وسوريا. وقد جاءت المحادثة الهاتفية بعد وقت قصير من اجتماع نادي “مار أيه لاغو”، مما يشير إلى أن آلية الاتصال بين الزعيمين تعمل بشكل فعال.
وفي الوقت الذي يشعر فيه العالم بالقلق من تدهور الوضع المتوتر سواء في شبه الجزيرة الكورية أو في سوريا وخروجه عن نطاق السيطرة، فإن المكالمة الهاتفية بين زعيمي الصين والولايات المتحدة سيكون لها تأثير على نظرة المجتمع الدولي للعلاقة الثنائية، كما أنها ستساعد في تعزيز التفاؤل بشأن الوضع الدولي.
وتمارس حكومة ترامب ضغوطا في الموضوع السوري والكوري في الوقت نفسه. حيث استبعدت واشنطن احتمال أن يكون لبشار الأسد مكان في النظام السوري مستقبلا، عقب هجوم صاروخي شنته على سوريا. والإدارة الحالية لم تخرج عن إطار سياسة أوباما السورية فحسب، بل وأصبحت أكثر عدائية أيضا مع تزايد المخاطر. ومع ذلك، لقد باتت الإطاحة بنظام الأسد أكثر صعوبة الآن مما كانت عليه قبل بضع سنوات.
وقد ترغب إدارة ترامب في ممارسة المزيد من الضغوط على كوريا الشمالية مثيرة توقعات خارجية بأنها قد تستهدف كوريا الشمالية عسكريا وتشن “هجوما تضرب فيه الإعناق”. لكن واشنطن ستواجه معضلة اذا ما شنت بيونج يانج هجوما مضادا يائسا.
إن اتخاذ إجراءات عسكرية ضد كوريا الشمالية هو أكثر خطورة بكثير من شن ضربة صاروخية على سوريا.
فبإمكان بيونغ يانغ توجيه ضربة قوية لكوريا الجنوبية. وبغض النظر عن قدرة بيونغ يانغ النووية، فإن جهاز تشتيت إشعاعي، أو “قنبلة قذرة”، تُلقى جنوبا، ستسبب تلوثا نوويا، وهو ما لا تستطيع الحليفة الأمريكية احتماله.
ومتى تدهور الوضع في سوريا وشبه الجزيرة بشكل كبير، فإن علاقات القوى الكبرى ستواجه اختبارا قاسيا.
وسيخرج الوضع عن نطاق السيطرة إذا ما وقع سوء تقدير استراتيجي كبير. لكن المؤكد هو أن واشنطن لم تحضر نفسها لأسوأ السيناريوهات.
ليس لدى الولايات المتحدة القوة لتنظيم الشؤون العالمية في الوقت الراهن. ويجب على البيت الأبيض التنبه لهذه الحقيقة. يبدو أن واشنطن مستعدة لتوسيع خط معاركها الآن، لكن ذلك قد يتعارض مع ما ترغب به .
وسواء كان الأمر متعلقا بالإطاحة بالأسد أو إجبار بيونغ يانغ عسكريا على الاستسلام، فإنه لا يمكن تحقيق ذلك في وقت قصير. لقد اساءت الدائرة الاستراتيجية في واشنطن تقدير الاحتمالات غير المؤكدة.
إن للتنسيق بين القوى الكبرى أهمية حاسمة. وقد نتمكن من السيطرة على المخاطر إذا ما توصل مجلس الأمن إلى اتفاق. إن الخلافات الكبيرة بين القوى الكبرى ستتحول إلى مشاكل واقعية.
في عام 2003 شنت الولايات المتحدة حربا على العراق دون موافقة مجلس الامن الدولي. وأحد الأسبـاب الهامــة لفشل الحـرب هو الخلافات بين القـوى الكبـرى.
يتعين على الولايات المتحدة بذل المزيد من الجهود لتنسيق مواقف القوى الكبرى بشأن القضايا الساخنة، والسعي للتوصل إلى توافق في الآراء. وبهذه الطريقة تستطيع واشنطن أخذ زمام المبادرة لحل هذه المشاكل.