القصار: منتدى التعاون شهادة دولية على المصلحة العالمية في مبادرة الحزام والطريق
أكد رئيس الهيئات الاقتصادية اللبنانية ورئيس “مجموعة فرنسبنك” عدنان القصار أن “منتدى التعاون الدولي حول مبادرة الحزام والطريق” الذي سينعقد يومي 14 و15 مايو يشكل شهادة من دول العالم وقادته على المصلحة العالمية في المبادرة.
وقال القصار في مقابلة خاصة مع وكالة انباء ((شينخوا))، ان الصين قوة اقتصادية عالمية تجذب انتباه العالم إلى استراتيجياتها ومبادراتها خصوصا بعد مضي قرابة اربع سنوات على وضع الرئيس شي جين بينغ مبادرته المرموقة والعظيمة حزام واحد وطريق واحد.
واضاف “بصفتي صديقا قديما للصين فإنني أهتم اهتماما وثيقا بهذه الاستراتيجية الوطنية التي تضخ تريليونات الدولارات في مشروع التنمية الاقتصادية الأكثر طموحا في تاريخ البشرية”.
وأكد “أهمية المنتدى الذي يجمع رؤساء الدول لمناقشة المبادئ التوجيهية الاستراتيجية والرؤية التي تهدف إلى ربط آسيا وأوروبا”.
وأضاف “سيعمل المنتدى على تحسين الفهم العالمي لمبادرة الحزام والطريق التي أثبتت نجاحها بما يسمح للشركات وقادة الصناعة بمناقشة التواصل الوثيق والشراكات”.
وحول النتائج المتوقعة ل”منتدى التعاون الدولي حول مبادرة الحزام والطريق” قال القصار “المبادرة المتعددة التريليونات من الدولارات هي من أكثر مشاريع التنمية الاقتصادية طموحا في العالم وسيناقش المنتدى هدفها وتوقعاتها ووسائل وسبل تحقيقها بربط آسيا وأوروبا من خلال شبكة واسعة من الطرق والسكك الحديدية وخطوط الأنابيب والمطارات والموانئ البحرية والشبكات الكهربائية العابرة للحدود الوطنية وخطوط الألياف البصرية من الاتصالات”.
وأكد أن “المبادرة والمنتدى سوف يجلبان المكافآت والمنافع لجميع البلدان التي تنضم إليها كما أن المنتدى سيجمع قادة الدول والأعمال من بلدان طريق الحرير مما سيضمن اهتماما أكبر وتنفيذا أسرع للمبادرة”.
وتوقع القصار أن “نرى المزيد من المنتديات والتجمعات السنوية في الصين لمناقشة تطورات الطريق والحزام والاستثمارات الصينية في الخارج كما نتوقع ونأمل أن نرى تأكيدا لاهتمام الصين بلبنان”.
وبشأن مشاركة لبنان في المنتدى وكيفية استغلال الحكومة اللبنانية فرصة الاستفادة من المبادرة، لفت الى ان الصين تعتبر الشريك التجاري الأول مع لبنان وحجم صادراتها اليه يستمر في الازدياد.
وقال “اننا ندعو دائما في لبنان الى التركيز على دعوة الصين لاعتبار لبنان قاعدة إقليمية لها وللنظر إلى الشركات اللبنانية كمشروع مشترك وشركاء تجاريين لمشاريع الصين الإقليمية والدولية”.
وأعرب عن ثقته ب”وجود إمكانات كبيرة للتعاون المشترك في مجالات البنية التحتية والتعليم والمالية والسياحة خصوصا وأن استراتيجية الحزام والطريق تقضي بإنشاء حزام اقتصادي عبر آسيا الوسطى والشرق الأوسط فضلا عن الطريق البحري الذي يربط الصين مع موانئ المحيط الهندي وشرق أفريقيا والبحر الأبيض المتوسط”.
ورأى أن “على لبنان أن يقدم نفسه في اطار استراتيجية الحزام والطريق كقطب استراتيجي للصين في كل من خارطة الطريق في الشرق الأوسط وفي الحزام البحري للبحر الأبيض المتوسط”.
وقال “لقد دعونا الحكومة اللبنانية إلى تفعيل العلاقات مع الصين في اطار المبادرة ومن ثم استرجاع دور لبنان المفقود كمركز إقليمي للتجارة والنقل واللوجستيات والثقافة والفنون”.
واشار الى “اهتمام كبير من المسؤولين اللبنانيين وعلى رأسهم الرئيس ميشال عون ورئيس الوزراء سعد الحريري بمبادرة الحزام والطريق وليس هناك أي تباطؤ في هذا الصدد الا ان هناك مجموعة من الاجراءات القانونية التي يجب القيام بها لاقامة الشراكة اللبنانية/الصينية”.
وحول تسريع انخراط الحكومة اللبنانية في المبادرة، قال “الترحيب موجود والمهم تقديم مشاريع مقبولة يحتاجها لبنان وعندها لن يكون هناك أي تأخير”.
وشدد على أن “معظم المشاريع في اطار الحزام والطريق ستكون مع القطاع الخاص اللبناني الذي بمقدوره أن يقرر وينفذ بصورة فورية نظرا للامكانات التي يتمتع بها” مؤكدا أن “الشعب اللبناني بأكمله سيستفيد من مرور مبادرة الطريق والحزام فيه لأن مشاريعها ستعود بالخير على البلاد”.
وأشار الى أن “مجموعة فرنسبنك” وقعت في الشهر الماضي مع المجلس الصيني لتعزيز التجارة الدولية ومع غرفة التجارة الدولية في طريق الحرير اتفاقيتين للتفاهم تؤكدان “التزامنا التام بدعم المصالح والاستثمارات الصينية في لبنان ولجعل لبنان المركز الصيني المختار لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا”.
وحول سرعة انخراط القطاع الخاص اللبناني في مبادرة الحزام والطريق قال ان “القطاع الخاص هو الذي يحرك الحكومات ونحن نفتخر بأننا أصدقاء الصين وبأننا أول من سارع في لبنان في توقيع الاتفاقيات المرتبطة بالحزام والطريق”.
وفي تقييم لزيارة 4 وفود صينية تضم مسؤولين حكوميين ورجال أعمال رفيعي المستوى الى لبنان في شهر ابريل الماضي ، اعتبر القصار أن هذه الزيارات أعطت زخما مهما للتعاون بين البلدين وذلك بفضل زيارة زانغ مينغ نائب وزير خارجية جمهورية الصين الشعبية الى لبنان فى شهر يناير الماضى.
وأوضح “تلقينا خلال لقاءات الوفود الصينية التي زارت بيروت مع القادة اللبنانيين تأكيدا على التزام الحكومة واهتمامها بمواصلة تطوير وتعزيز العلاقات مع الصين”.
ورأى أن “لبنان باعتباره واحدا من أكثر الدول استقرارا في منطقته ومركزا رئيسيا على الحزام والطريق يلعب دورا أكثر أهمية وهو الأمر الذي أكدته الوفود الصينية الموقرة التي زارت لبنان الشهر الماضي”.
وشدد على ان “لبنان بلد مضياف غني بالثقافة والمعالم السياحية ولديه الكثير ليقدمه من حيث التسهيلات في قوانينه في نقل الأموال وحركة الاستثمارات اضافة الى المؤهلات العالية لدى اللبنانيين فضلا عن كون لبنان من بين الدول الأكثر أمانا في المنطقة بفضل فعالية الأجهزة الأمنية والجيش اللبناني”.
وحول الاتفاقات التي وقعتها مجموعته في اطار المبادرة قال “باعتبارنا الأصدقاء القدماء الحقيقيين للصين فاننا نشجع لبنان دائما على الانفتاح على الصين كما ندعو الأصدقاء الصينيين للاستفادة من موقع لبنان الاستراتيجي في اطار الدور المستمر والمتوقع للصين في إعادة إعمار سوريا والعراق”.
وأضاف “بدون شك سوف تستفيد الشركات الصينية من اقامة شراكات مع الشركات اللبنانية حيث شهدنا بالفعل نجاح المجموعات الصينية واللبنانية التي تعمل معا في الجزائر والعراق والخليج ودول أخرى.”
وبشأن الاجتماعات العديدة التي رتبها القصار للشركات الصينية التي زارت لبنان في الشهر الماضي ووجود نوايا التعاون قال “انضمت الهيئات الاقتصادية اللبنانية والمؤسسات الحكومية الرسمية إلى الترحيب بالوفود الصينية الزائرة مؤكدة على الدور الاستراتيجي للبنان في مبادرة الحزام والطريق التي أطلقها فخامة الرئيس شي جين بينغ”.
واشار الى “المزايا الهامة التي يقدمها لبنان في اطار المبادرة لجهة الموقع الجغرافي والسوق الحر وحرية تحويل الأموال اضافة الى معدلات الضرائب المنخفضة والإمكانيات العالية للمشاريع المشتركة الصينية/اللبنانية ذلك ان السلع اللبنانية يمكن تصديرها بدون رسوم لأكثر من 365 مليون مستهلك في الأسواق العربية”.
ولفت الى أن لبنان يوفر للمواطنين الصينيين تأشيرة دخول مجانية اضافة الى تأشيرة سهلة لمواطني منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وقال “نحن نروج لدور للبنان ولطرابلس كبرى مدن الشمال كمركز لوجيستي وتجاري للصين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا خاصة في ضوء الدور الصيني في إعادة إعمار العراق وسوريا”.
كما أعرب القصار عن الترحيب بالاهتمام الصيني بالاستثمارات والتعهدات في مشاريع البنية التحتية في طرابلس ثاني مدن لبنان.
وأكد “تطلع مجموعة فرنسبنك لرؤية العديد من المؤسسات والشركات الصينية الهامة المهتمة بلبنان ونحن نولي أهمية كبيرة لمصلحتهم ونحرص على تحويلها إلى قصة نجاح”.
وأوضح ان “لدى مجموعة فرنسبنك معرفة جيدة بالصين وخبرة جيدة مع الأعمال الصينية كما أنها مجموعة مصرفية ومالية رائدة في 12 دولة ولديها أول بنك عربي مع مكتب صيني مخصص لخدمة قطاعات الأعمال والتجارة والثقافة والسياحة مع الصين”.
وتابع “علاقتي مع الصين تاريخ طويل من الصداقة وقد تعلمت من الصينيين الوفاء والاستقامة ومبادئ التعاون والمصلحة المتبادلة” مضيفا “أكن للصين كل الاحترام والمحبة والشكر لما تقدمه لبلادي ولموقفها من القضايا العربية.”
وكشف القصار أنه يحضر كتابا موثقا بالصور حول مراحل علاقاته الاقتصادية مع الصين التي “توجت بأهم مكافأة حصلت عليها في حياتي وهي “جائزة المساهمات البارزة للصداقة الصينية العربية” التي تسلمتها شخصيا من الرئيس شي جين بينغ والتي أحفظها في قلبي وعقلي.