تحليل إخباري: مبادرة “الحزام والطريق” سوف تسهم في خفض معدلات البطالة في مصر
وكالة أنباء الصين الجديدة ـ شينخوا:
رأى محللون مصريون أن مبادرة “الحزام والطريق” التي تتبناها الصين لإعادة إحياء طريق الحرير القديم، سوف تساهم في خفض معدلات البطالة في مصر، في ظل المشروعات التي سيتم تنفيذها في إطار هذه المبادرة.
وقال الدكتور ياسر جادالله مدير مركز الدراسات الصينية بجامعة حلوان في تصريح لوكالة أنباء ((شينخوا)) يوم الثلاثاء إن المشروعات التي سيتم تنفيذها في إطار مبادرة “الحزام والطريق” سوف تساهم في حل مشكلة البطالة في مصر.
وأضاف “بالتأكيد مبادرة الحزام والطريق لها تأثير على فرص تشغيل الشباب في مصر، فمزايا طريق الحرير كبيرة جدا، ومن شأنها توفير فرص عمل وخدمات وإنشاء بنية تحتية، وهي مزايا لا يمكن إنكارها”.
ورد على سؤال حول جهود الشباب المصري لمواجهة البطالة، بقوله إن “الشباب يواجهون مشاكل في مجالات التعليم والصحة وغيرها ، ولا أستطيع أن أطالبهم بخلق فرص عمل، فهذا سيكون كثيرا عليهم، المطلوب منهم فقط أنه عندما تتوفر فرص عمل مقبولة إلى حد ما عليهم اقتناصها حتى لو لم تحقق طموحهم في الوقت الراهن”.
وتابع أن “مبادرة إحياء طريق الحرير القديم بما تتضمنه من مشروعات على طول الطريق سوف يوفر فرص عمل تستوعب من 2 إلى 3 في المائة من حجم البطالة الكبير في مصر، وهذا أمر جيد”.
واعتبر جادالله البطالة مشكلة قومية في مصر، وأن حلها بشكل جذري يتطلب أن تعطي الحكومة الأولوية للمشروعات التي تستوعب عمالة كثيفة، لكن الحكومة حاليا تركز على المشروعات القومية، وهي مشروعات قوية لكنها تنفذ في توقيت غير مناسب.
وأشار إلى أنه من الصعب أن “توفر الحكومة المصرية فرص عمل مناسبة للشباب، لأن جهودها في هذا الصدد غير كافية، بسبب محدودية موارد البلاد ، وتعدد أوجه الإنفاق العام، وتنفيذ عدد كبير من المشروعات القومية ذات المردود غير المناسب في الوقت الحالي”.
وشاطره الرأي الدكتور مصطفى إبراهيم الخبير في الشؤون الصينية، قائلا إن مبادرة الحزام والطريق سوف توفر فرص عمل كثيرة للشباب المصري، لأن المشروعات التي سيتم إنشاءها ضمن المبادرة وتشمل مصانع وخدمات ومناطق لوجستية ستوفر وظائف للشباب.
وتابع أن مشروعات مبادرة الحزام والطريق متعددة وهو أمر سيخلق وظائف مختلفة عن الموجودة حاليا، مثل الوظائف التي يحتاجها قطاع الخدمات.
وأشار إلى أن الشباب المصري توقف عن البحث عن وظائف، ويتجه حاليا إلى الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، أو الهجرة الشرعية الى كندا واستراليا.
ونوه بأن الحكومة نفذت خطوات جيدة لتوفير فرص عمل للشباب، لاسيما أنها خصصت 200 مليار جنيه للمشروعات الصغيرة والمتوسطة.
لكنه انتقد البيروقراطية التي تعطل هذه المشروعات ، داعيا الحكومة إلى تسريع اجراءات إنشاء هذه المشروعات.
وبدوره، أطلق محافظ البنك المركزي طارق عامر يوم الثلاثاء مبادرة جديدة لتحفيز التمويل متناهي الصغر للمشروعات الصغيرة والمتوسطة.
وقال عامر في مؤتمر صحفي، إن المبادرة تهدف إلى العمل على تحسين مستوى معيشة المواطنين، منوها بأن البنوك ستكون داعما رئيسيا للمبادرة مما سيساعد على نجاحها.
وتستهدف المبادرة زيادة عدد المستفيدين من القروض متناهية الصغر من مليوني مستفيد بمحفظة إجمالية أربعة مليارات جنيه، إلى 10 ملايين مستفيد بمحفظة إجمالية 30 مليار جنيه، بما يؤدي إلى مضاعفة عدد المشروعات التى ستسهم فى خلق فرص العمل والتصدي لمشكلة البطالة.
وبلغت نسبة البطالة في مصر خلال الربع الأول من عام 2017 نحو 12% من إجمالي قوة العمل، وفقا لجهاز التعبئة العامة والإحصاء.
وتستهدف الحكومة خفض معدل البطالة ليصل إلى حدود تتراوح بين 9 و10 في المائة خلال العام المالي 2019 – 2020.