بإمكان #الصين المساهمة في التحفيف من التوترات في #الشرق_الأوسط (العدد 71)
صحيفة غلوبال تايمز الصينية
وانغ وينوين 8-6- 2017
تعريب خاص بـ “نشرة الصين بعيون عربية”
لا يزال الخلاف الدبلوماسي بين دول الخليج وقطر يتكشف. وفي الوقت الذي أعلنت فيه ثماني دول أنها قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع قطر بسبب دعمها المزعوم للجماعات الإرهابية، فإن كيفية تأثير هذه المواجهة الدبلوماسية على الصين قد باتت موضع قلق.
وبما أن منطقة الشرق الأوسط هي المنطقة الرئيسية المصدّرة للطاقة في العالم، فقد هبطت سوق الأسهم القطرية وارتفعت أسعار النفط سريعاً بعد اندلاع الأزمة، مما أثار مخاوف لدى المستثمرين بشأن العرض العالمي للنفط الخام. وقد بدأ القلق ينتاب الكثيرين من خروج الوضع الإقليمي عن نطاق السيطرة أو انحداره حتى إلى حالة حرب. بدورها تسير الصين على خيط رفيع. فمنذ العام 2004، كانت الصين تفاوض على إتفاقية للتجارة الحرة مع مجلس التعاون الخليجي تشمل قطر والدول التي قطعت علاقاتها الدبلوماسية معها مثل البحرين والسعودية والإمارات العربية المتحدة. وإذا ما خرج العداء بين الأعضاء عن نطاق السيطرة، فإن الاتفاق قد لا يرى النور.
تتمتع الصين بعلاقات طيبة مع كلا الجانبين في وقت يتزايد فيه نفوذها في الشرق الاوسط. إن الطاقة هي أساس التعاون الصيني السعودي. وتعدّ المملكة العربية السعودية أكبر مصدر للنفط في العالم، وتحتاج الصين إلى النفط بشكل ملحّ لنموّها.
كما أن للصين وقطر مصالح اقتصادية هائلة. وفي عام 2015، افتتحت قطر أول مركز في الشرق الأوسط لتخليص المعاملات باليوان الصيني الذي من المتوقع أن يعزز التجارة والاستثمار بين الصين ودول الخليج العربية.
في السنوات الأخيرة، وسّعت الصين أيضاً مشاركتها السياسية في الشرق الأوسط بفضل جهودها للتوسط في الصراع السوري. وهي تلتزم بمبدأ عدم التدخل والمشاركة في تسهيل التوصل إلى حل سياسي للأزمة.
والخلاف الحالي بين قطر ودول الخليج معقّد لأنه لا يتعلق بالدين والإرهاب فقط بل بمصالح القوى الكبرى أيضا. وقد عرض الرئيس الامريكي دونالد ترامب المساعدة في حل الأزمة الدبلوماسية المتفاقمة.
ومع اتساع الصدع وتزايد تعقيد الوضع بسبب مشاركة قوى مختلفة، يتعين على الشركات الصينية تقييم المخاطر بشكل جيد قبل الاستثمار في المنطقة.
وفي الوقت نفسه، يتعين على الصين المساهمة في الجهود الدولية للتخفيف من التوترات في الشرق الاوسط. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هوا تشون ينغ في مؤتمر صحفي يوم الأربعاء إن “الصين تأمل في أن تتمكن الأطراف المعنية من حل الخلافات كما ينبغي من خلال التفاوض على أساس الاحترام المتبادل وعدم التدخل في الشؤون الداخلية والبقاء في وحدة ووئام”.
إن الصين هي أحدى الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الدولي وقد أرسلت مبعوثاً خاصاً إلى الشرق الاوسط لدفع عملية السلام قدماً في المنطقة. إن عقلانية الصين وقدرتها على التنسيق في تعزيز السلام في الشرق الأوسط وإصرارها على التوصل إلى حل سياسي يضعها في وضع مؤاتٍ لأن تكون وسيطا.