عن الجيش الأحمر الصيني
موقع الصين بعيون عربية ـ
عبد الإله جبر سلمان*:
كانت بدايات تحرير الصين وبناء الدولة الحديثة وقاعدتها الدفاعية والصناعية والزراعية، وتحرير مجتمعها من مخلفات وبراثن الماضي الرجعية، ومن ربقة الاستعمار الاجنبي التدميري والإحلالي والاستيطاني، بتأسيس جيش التحرير الشعبي الصيني في الاول من آب/ أغسطس من عام 1927، وغدا هذا الجيش منذ لحظة تأسيسه حليفاً للحزب الشيوعي الصيني، وكان سُمّي آنذاك بالجيش الأحمر حتى شهر حزيران/ يونيو عام 1946، وصار الجيش بالتالي ومنذ تلك اللحظة نواةً لاستقلال الدولة وضامناً لمَنعتها، ومؤكداً لحرية الشعب الصيني ووحدته بقومياته المختلفة.
لقد كان تأسيس جيش التحرير الشعبي الصيني على قاعدة الحزب الشيوعي الصيني صمّام أمان للدولة الصينية وشعبها، بعد طول معاناة من الاستعمار وأذنابه، وخاض رفاقه من الشابات والشباب حروب التحرير الطويلة والمضنية لتكنيس المُحتل الأجنبي، حيث تم استبدال اسمه فيما بعد الى جيش التحرير الشعبي الصيني، ليتخذ من اسمه معنى أكثر دلالة وعمقاً لأهدافه، وليستمر بدوره المرسوم له بدقة متناهية في عمليات الدفاع والبناء وخدمة الامة.
ويرتبط تاريخ تأسيس هذا الجيش المِغوار بانتفاضة نانتشانغ، إذ تتكون شارة جيش التحرير الشعبي من دائرة ذات نجمة حمراء، تحمل الحروف الصينية لجملة (واحد ثمانية)، في إشارة ليوم 01 أب أغسطس عام 1927، الذي هو تاريخ انتفاضة نانتشانغ، وتحاط الدائرة بأعواد سنابل القمح وترس العجلات الصناعي.
خضع جيش التحرير الصيني لعدة عمليات تطويرية لتعزيز قواه البرية والبحرية والجوية، فقد تم رفده بشكل متواصل بقوى صاروخية عملاقة، حيث أصبح هذا الجيش الأكبر تعداداً بين جيوش العالم، لكن القيادة الصينية الحكيمة عملت على تقليص حجمه، لكن مع زيادة في قدراته التقنية، فعملت على سد الفجوة العددية من خلال تعزيز قدراته التكنولوجية والنووية، واستناداً الى غيرها من الأسلحة الضاربة وذات القوى التدميرية الشاملة التي تضمن للدولة جبروتها وحياتها، وللشعب أمانه وازدهاره، مَنعاً لأية جهة قد تسوّل لها نفسها الشروع بعدوان على الصين.
وقد تجاوبت القيادة الصينية مع متطلبات الدفاع والتطورات التقنية في عالم السلاح والدفاع والسياسة، فأدخلت إصلاحات كبيرة على جيشها.
وللجيش الصيني علاقات مُميزة مع عدد كبير من جيوش العالم، لا سيّما من خلال المناورات العسكرية المشتركة التي يُجريها الى جانبها، وبهذا تراكمت الخبرات العسكرية لديه، مما أدى الى اكتساب مزيدٍ من العلوم والمعارف، فغدت جاهزيته شاملة، وليكون للصين به ومعه دوراً مُميزاً وفاعلاً على مختلف الساحات، لا سيّما في حمأة النزاعات والصراعات الدولية المتلاحقة.
وتلعب قرارات القيادة الصينية، المُواكِبة يومياً للتطور التقني الدولي، دوراً رئيساً في دعم ومنعة الجيش الصيني في شتى المناحي، فكان لذلك الأثر البالغ في تعزيز دوره الوطني والآسيوي والعالمي، واكتسب بالتالي ثقة عميقة في أفئدة وقلوب أبناء الصين وأصدقاء وحُلفاء الصين العالميين، مما انعكس على دور الصين بصورة إيجابية في خضم الأحداث العالمية.
لقد قرأنا مؤخراً تصريحات الأمين العام للحزب الشيوعي الصيني رئيس جمهورية الصين الشعبية الرفيق شي جين بينغ عن ضرورة التطوير اللاحق للجيش الصيني وتعزيز قواه وجعله في أهبّة الاستعداد لأي طارئ من أية جهة كانت، ويُنظر لهذه التصريحات على أنها بيان بضرورة تأكيد الدور الحمائي للدولة من جانب القوات المسلحة الصينية ولعبِها دوراً سلمياً في مختلف بقاع العالم، حيث تنتشر هذه القوات رافعة علم السلام حمايةً له من خلال العمل على تبريد الازمات، وفي نقلات تقلّص أخطار المهربين والعدوانيين ولصوص البر والبحر، لا سيّما وأنه من المؤمّل ان يكون الجيش الصيني واحداً من أقوى الجيوش في العالم في عام 2020،، بفضل رعاية وتوجيهات القيادة الصينية له ومساندته المتواصلة، حتى صار الأكثر من بين الجيوش امتلاكاً للمعدات العسكرية، ومنها قطعات المدفعية السَّاندة، بالإضافة الى القوة الصاروخية النووية العملاقة.
…
* عبد الإله جبر سلمان : عضو “المجموعة الرئاسية العراقية الاولى/ الاول من اكتوبر 2016، الذكرى 67 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية”.
ـ عضو سابق في اتحاد الطلبة للحزب الشيوعي العراقي. عمل ضمن تنظيمات إتحاد الشبيبة الديمقراطي. مارس العمل ضمن تنظيمات الحزب الشيوعي العراقي. له مقالات أدبية في صحف عديدة. متابع للعمل الادبي والثقافي والصحفي في محافظة البصرة. عضواً ناشط في منظمات المجتمع المدني.