افتتاح الدورة السابعة من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي بالشارقة
أطلقت الدورة السابعة من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي بالشارقة الإماراتية صباح يوم 28 مارس بتنظيم المركز الدولي للاتصال الحكومي التابع للمكتب الإعلامي لحكومة الشارقة تحت شعار “الألفية الرقمية …. إلى أين”، بمشاركة عدد من كبار المسؤولين الحكوميين وقادة الفكر والخبراء الإعلاميين ونخبة من رواد صناعة التقنية وغيرهم من قرابة 3000 شخصية من دول العالم ليتناولون تجارب وخبرات رائدة في مجال الاتصال الحكومي.
قال الشيخ سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة في الكلمة التي ألقها خلال حفل افتتاح المنتدى:” ان إرادة الشعوب هي العامل الحاسم في تطور المجتمعات وتقدمها بعيداً عن الركون للهزائم، وينبغي تحصين مجتمعاتنا من الأفكار الدخيلة والهدامة التي تؤثر سلباً على التنشئة الاجتماعية لأجيالنا، وتقودهم إلى العبث الذي تجلبه التكنولوجيا الحديثة كجوانب سلبية لها، مع أهمية العمل للمستقبل والاستفادة من تجارب الشعوب التي عانت من الهزائم، لكنها أصبحت اليوم في مصاف الدول العالمية المتطورة عبر التغلب على شعور الإحباط بالهزيمة، والاشتغال بالعلم والمعرفة والوعي المجتمعي.”
كما دعا الشيخ سلطان بن محمد القاسمي الباحثين من رواد المعرفة والثقافة والتقنية الحديثة من ضيوف المنتدى إلى البحث في كيفية منع العبث من الوصول إلى الأطفال حتى ينتقلوا إلى العقلانية من الفوضى، قائلاً: “فلتأتي هذه التكنولوجيا الجديدة، ولا نخافها لأننا محصنون.”
من جهة أخرى، أكدت أمينة غريب، ضيف شرف المنتدى ورئيسة موريشيوس السابقة أن مسؤوليات الحكومات فيما يتعلق بالتواصل مع شعوبها تتضمن ثلاث مراحل: ـ أولاً، يجب أن تكون سباقة في تقديم معلومات تتميز بالشمولية والمصداقية، ثانيا، توفر بنية تحتية أو أدوات اتصال قادرة على إصدار رسائل دقيقة في الوقت المناسب عند التعرض لأية أزمات أو كوارث، ثالثا، توفير الحماية لشعبها في وجه أي قوى معادية قد تحاول الوصول إلى البيانات وتستغل قنوات الاتصال لأغراض غير مشروعة.
بعد حفل الافتتاح، شهد المنتدى الجلسة الافتتاحية التي أقيمت تحت عنوان “الحكومات والقطاع الخاص.. ماهيتها وطبيعة الأدوار المناطة بها في عصر المجتمع الرقمي”، وقال شون سبايسر المتحدث السابق باسم البيت الأبيض، ان الولايات المتحدة الأمريكية لديها قطاع خاص كبير وضخم يقود حراك التكنولوجيا ويقدمها ليس على المستوى المحلي وحسب، وإنما على المستوى العالمي أيضاً، مضيفاً أن ما تحتاجه الحكومات في التعامل مع القطاع الخاص هو تحقيق التوازن على مختلف المستويات، الأخلاقية، والأمنية، والاقتصادية.
وشدد نجيب ساويرس الرئيس التنفيذي لشركة أوراسكوم تيليكوم القابضة في مصر على ضرورة وجود منظم محايد لضبط آلية تعامل القطاع الخاص مع الجمهور، وفي الوقت نفسه الالتزام بمعايير ومحددات تكفل عدم التلاعب بالمعلومات وتضمن حمايتها، مشيراً إلى أن المنظم يمكن أن يكون لجنة تضم مؤسسات مجتمع مدني، مع ممثلين عن القطاع الخاص، إلى جانب ممثلي القطاع الحكومي.
من جانبه، يعتقد مصطفى الخلفي الوزير المنتدب والناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية أن الثورة الرقمية فرصةٌ وتحدٍ في الوقت نفسه، فعندما تغيب الحكومات والمجتمع المدني، نكون إزاء مشكلات كبيرة، منبّها الى الأهمية أن تظل الحكومات مواكبة لما يجري على صعيد التكنولوجيا، والتطبيقات الذكية، مؤكداً أنه في حال غياب القطاع الحكومي عن هذا التحول لن تتمكن من إنتاج خطاب مضاد لما توظفه بعض الجهات، والجماعات، من أفكار متطرفة وإرهابية، وستتولى هذه الجهات تقديم صور عن الحكومات بما يخدم مصالحها.
وستنظم هذه الدورة من المنتدى الدولي للاتصال الحكومي على مدى يومي 28 و29 مارس الجاري 19 جلسة حوارية وملهمة، وسبع جلسات تفاعلية، ليطرح 40 متحدثا من 16 دول آراءهم حول الاتصال الحكومي في عصر رقمي جديد. إضافة إلى عدد من ورش العمل والحلقات التدريبية بالتعاون مع مؤسسة الأمم المتحدة، وتومسون رويترز، ولينكدإن، ويوتيرن.
يذكر أن أولى دورات المنتدى الدولي للاتصال الحكومي انطلقت في عام 2012، بهدف جلب أفضل الممارسات الدولية في قطاع الاتصال الحكومي وبناء منظومة جديدة في فكر الاتصال الحكومي تستفيد منها المؤسسات الحكومية والعاملين في قطاع الاتصال، ليس في دولة الإمارات والمنطقة العربية فحسب، وإنما في العالم أيضاً.