ملتقى لرجال الأعمال التونسيين والصينيين يُعقد بالعاصمة التونسية
وليد عبدالله
أُنتظم ملتقى رجال الأعمال التونسيين والصينيين يومي 27 و28 نوفمبر الجاري بتونس العاصمة. حيث حضره ممثلون عن أكثر من 100 شركة تونسية و20 شركة صينية، بتنظيم من مجلس الأعمال التونسي الصيني. وترأس الوفد الصيني الزائر إلى تونس نائب رئيس اللجنة الصينية لدعم التجارة الدولية اين زونغ هوا، إلى جانب مشاركة رئيس مجلس الأعمال الصيني التونسي ونائب مدير قسم الأعمال الدولية للمجموعة الصينية للمواصلات والإنشاء ليانغ تشينغ شان.
وخلال حفل افتتاح الملتقى، قدّم خليل عبيد رئيس الهيئة التونسية للإستثمار للوفد الصيني الزائر مناخ الأعمال والإستثمار في تونس وأوضاع الشركات الأجنبية والصينية المستثمرة في تونس. أما نائبة رئيس مجلس الأعمال التونسي الصيني، ضحى ميزوني، فأشارت في مداخلتها إلى أهمية الفرص التي تقدّمها منصة منتدى التعاون الصيني الإفريقي، بالنسبة للتعاون التونسي الصيني. سيّما في ظل المبادرات الثمانية التى طرحتها الصين على إفريقيا خلال قمة منتدى التعاون الصيني الإفريقي، التي عقدت في سبتمبر من العام الحالي ببكين. وقالت أن الشركات التونسية والصينية، يمكن أن تستفيد من هذه المبادرات للتعاون في إطلاق مشاريع إستثمارية مشتركة، تعود بالفائدة على الجانبين. كما نوّهت نائبة رئيس مجلس الأعمال التونسي الصيني بأهمية السياسات الصينية الجديدة الرامية إلى توسيع وارداتها من افريقيا، وقالت أن هذه السياسات ستفتح لتونس افاقا جديدة لرفع حجم صادراتها إلى الصين.
الوفد الصيني الزائر لتونس يزور صالون السيارات بتونس العاصمة
ضمّ الوفد الصيني المشارك في الملتقى، شركات كبرى تنشط في عدة مجالات اقتصادية، من بينها البنية التحتية، وصناعة السيارات وقطعها، والأثاث والسيراميك والطاقة المتجددة وغيرها. وعلى هامش الملتقى، أقيمت جلسات طاولات مستديرة بين الشركات الصينية ونظيراتها التونسية. حيث بحث الطرفان فرص التعاون في مجال المشاريع الإستثمارية، وناقشا إمكانيات التعاون في مشاريع البنية التحتية وصناعة السيّارات والتكنولوجيا الجديدة والتجارة الإلكترونية وغيرها من المجالات. وقالت ضحى ميزوني، في مقابلة مع صحيفة الشعب اليومية أونلاين، إن الجانبان التونسي والصيني، قد اتفقا على تأسيس آلية تهدف لمتابعة تقدم تنفيذ المشاريع المطروحة، واجراء دراسات مشتركة حول المشاريع ذات الصلة.
وأضافت ضحى، بأن هذا الملتقى مثّل فرصة هامة بالنسبة لرجال الأعمال من الجانبين لإستكشاف المزيد من فرص التعاون. كما أتاح للشركات الصينية فرصة التعرف على مناخ الأعمال والإستثمار في تونس والفوائد التي يمكن أن يحصل عليها المستثمرون الصينيون من السوق التونسية. وقالت ضحى أن دخول الشركات الصينية إلى تونس يمكن أن يجنبها من 22% إلى 35% من التعريفات الجمركية المفروضة من السوق الأوروبية على السلع الصينية، إلى جانب توفير نفقات الشحن العابر للقارات. حيث يمكن للسوق التونسية أن توفر منفذا جديدا لدخول السلع الصينية إلى الأسواق الدولية، وتمكنها من الحفاظ على تنافسيتها داخل الأسواق العالمية، خاصة في ظل تصاعد موجات الحمائية التجارية. وأشارت نائبة رئيس مجلس الأعمال التونسي الصيني إلى أن الشركات الصينية قد أعربت عن اعجابها ببيئة الأعمال التونسية، وعبرت عن رغبتها في التعاون مع الشركاء التونسيين لبعث مشاريع إستثماررية في تونس.
يذكر أن تونس قد أمضت في عام 1995 على اتفاقية التبادل التجاري الحرّ مع الإتحاد الأوروبي، كما انضمت في يوليو من العام الجاري إلى السوق المشتركة لدول شرق وجنوب افريقيا، وهومايمكنها من الإنفتاح على سوق قوامه 1 مليار نسمة.
السفير التونسي لدى الصين ضياء خالد، يلقي كلمة في الإجتماع الأول لمجلس الأعمال التونسي الصيني ببكين ،13 أبريل 2018
وقالت نائبة رئيس مجلس الأعمال التونسي الصيني، أن سنة 2018 مثّلت سنة استثنائية في العلاقات التونسية الصينية، بعد إنضمام تونس إلى مبادرة الحزام والطريق، وأن الدبلوماسية الإقتصادية للبلدين قد نجحت في دفع التعاون بين الجانبين نحو مستوى جديد وعلاقات أكثر قوة.
يذكر أن حجم التبادل التجاري التونسي الصيني قد بلغ 1.53 مليار دولار في عام 2017، بزيادة 6.3 % على أساس سنوي من بينها واردات صينية من تونس بنحو 200 مليون دولار، وبزيادة قدرت بـ42.5 % على أساس سنوي. كما بلغ عدد السائحين الصينيين الوافدين على تونس خلال العام الحالي 18 ألف سائح، وتطمح تونس إلى جذب 50 الف سائح صيني بحلول عام 2020.