تعليق: مواجهة الصين للتنمر التجاري الأمريكي تحمل أهمية عالمية
وكالة أنباء الصين الجديدة ـ شينخوا:
أعلنت واشنطن مؤخرا أنها ستفرض تعريفة إضافية بنسبة 10 بالمئة على ما قيمته 300 مليار دولار من الواردات الصينية، ووصف الصين بأنها “متلاعبة بالعملة”.
لقد انتهكت هذه التحركات التوافقات التي توصل إليها الرئيسان الصيني والأمريكي على هامش قمة مجموعة العشرين التي انعقدت في مدينة أوساكا اليابانية في يونيو، كما زادت من حدة الخلافات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم.
ومنذ يوليو 2018، أثار الصقور التجاريون في واشنطن احتكاكات تجارية من جانب واحد مع الصين، سعيا إلى إجبار العملاق الآسيوي على الرضوخ لمطالبها غير المعقولة. إن تنمرهم التجاري يتعارض مع روح التجارة الحرة والأعراف الدولية ويخاطر بإلحاق الضرر بالاقتصاد العالمي وبنظام التجارة الدولية.
لا تريد الصين أبدا خوض حرب تجارية، لكنها ستخوض حربا كلما دعت الضرورة. وبينما تدافع الصين عن حقوقها التنموية ومصالحها الأساسية، فإنها تكافح من أجل تعددية التجارة وفي القلب من ذلك منظمة التجارة العالمية، ومن أجل بيئة عادلة للتنمية العالمية، ما يدل على قدرة قوية على درء المخاطر والشعور بالمسؤولية باعتبارها دولة كبرى.
في حقبة ما بعد الحرب، شارك عدد متزايد من البلدان النامية بنشاط في العولمة الاقتصادية، وحققت تطورا سريعا إلى حد ما.
لقد ساعد مثل هذا الموقف في خفض التكاليف وزيادة الاستثمار في جميع أنحاء العالم وزيادة القوة الشرائية لسكان الطبقة الوسطى المتنامية، وبالتالي زيادة الاستفادة من إمكانات النمو العالمي، والمساعدة في المضي قدما بالعولمة.
لقد كانت الولايات المتحدة أكبر مستفيد من العولمة. لقد عملت على تعزيز تفوقها الاقتصادي من خلال تخصيص الموارد العالمية.
ظلت الصناعات الأمريكية، التي تعتمد على هيمنتها المالية وتميزها التكنولوجي، راسخة في الطرف العلوي من سلاسل القيمة وحصدت أرباحا ضخمة.
ومع النهوض الجماعي للبلدان النامية والأسواق الناشئة، أصبح النظام الدولي ونظام تقسيم العمل أكثر توازنا، ولكن واشنطن المهيمنة ليست على استعداد لرؤية هذا.
تتشارك الصين، أكبر دولة نامية في العالم، فرص التنمية مع الدول من خلال توسيع الواردات والاستثمارات الأجنبية وكذلك عبر مبادرة الحزام والطريق التي اقترحتها. وتوفر المبادرة نموذجا جديدا للتعاون يشجع على توزيع أكثر توازنا للمنافع في جميع أنحاء العالم، وتقدم خيارات أكثر في ظل رياح معاكسة تواجه العولمة الاقتصادية.
ومع ذلك، فإن عقلية الحرب الباردة دفعت البعض في واشنطن إلى اعتبار نهوض الصين تهديدا لهيمنتها العالمية. إن دافعهم الاستراتيجي الحقيقي في الضغط على الصين بشأن قضايا التجارة يكمن في حرمان الصين من حقوقها التنموية والتأكد من بقاء الصين في الطرف الأدنى من سلسلة القيمة الصناعية.
لذلك، فالصين لا تقاتل فقط من أجل نفسها، بل إنها تساعد في بناء نظام اقتصادي عالمي أكثر عدالة وحماية الحقوق التنموية للبلدان النامية.
إن العولمة الاقتصادية أدت إلى ظهور الاقتصادات الناشئة. ومن المستحيل عكس الاتجاه باستخدام الممارسات الحمائية والأحادية. إنه خيار معقول بالنسبة للولايات المتحدة أن تعترف بالحقوق التنموية للبلدان النامية وأن تنضم إليها في جعل فطيرة التنمية العالمية أكبر.