تعليق:أمام فيروس كورونا الجديد، التشمت والانتهازية وصمة عار
صحيفة الشعب الصينية ـ
تشونغ شنغ:
نعيش اليوم حرب البشر ضد فيروس كورونا الجديد، وعلى خط الواجهة تقف الحكومة الصينية والشعب الصيني للدفاع عن البشر من هذا الخطر المحدق. وقد لاقت هذه المعركة التي تخوضها الصين والجهود المبذولة من أجل وقف انتشار الفيروس والقضاء عليه، تعاطف قوى العدالة الدولية. لكن، بعض الساسة الغربيين لم يفوتوا هذه الفرصة لمهاجمة الصين والصيد في المياه العكرة.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد قالت في 3 فبراير الجاري، “ان اجراءات المكافحة ضرورية، لكن يجب ألا تكون مبالغة. ومنظمة الصحة العالمية لا تنصح بوضع قيود على حركة السفر والتجارة الدولية.” كما دعا تيدروس ادهانوم، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية إلى اتخاذ الاجراءت اللازمة وعدم الخوف والهلع. وأعربت عشرات الدول عن تثمينها للجهود التي بذلتها الصين في محاربة فيروس كورونا الجديد، وعبرت عن رغبتها في التعاون مع الحكومة الصينية لمكافحة الوباء.
وتظهر تقارير اعلامية، أن انفلونزا H1N1 التي انتشرت في الولايات المتحدة في عام 2009، قد خلّفت 1.632 مليون اصابة واكثر من 284 ألف حالة وفاة، حيث بلغ معدل الوفاة بالأنفلونزا 17.4%. أما بالنسبة لفيروس كورونا، فقد تمكنت الصين من حصر نسبة الوفيات من الفيروس عند 2.1%. وهي نسبة أقل بكثير من بقية الأوبئة. ومنذ يوم 1 فبراير، بدأ عدد المتشافين يتجاوز عدد الوفيات. وهو ما يعكس بأن حالة الوباء يمكن السيطرة عليها ومعالجتها. لكن، ورغم أن منظمة الصحة العالمية قد صرحت بأنه لا توجد ضرورة لتقييد السفر عبر العالم، ولا تنصح بحظر السفر إلى الصين. إلا أن الولايات المتحدة كانت أول الدول التي بادرت إلى رفع درجة التحذير من السفر الصين إلى مستوى السفر إلى الدول غير المستقرة، ومنعت مواطنيها من السفر إلى الصين. كما منعت المسافرين الأجانب الذين سافروا إلى الصين خلال الـ 14 يوما الأخيرة من دخول أراضيها. كما كانت الولايات المتحدة أول دولة تجلي طاقمها القنصلي من ووهان وأول دولة تعلن عن حظر دخول الصينيين إلى أراضيها.
ان الوباء عدو مشترك لكافة البشرية، وأمام هذا النوع من الأخطار لا يمكن أن نفتقد لأدنى حدود التعاطف والانصاف. لكن من المؤسف أنه في الوقت الذي تتضامن فيه قوى العدالة الدولية من أجل مكافحة الفيروس، يعمل بعض الساسة الأمريكيين على تحقيق مكاسب سياسية من وضع الوباء في الصين، ما يمثل خرقا لأدبيات الأخلاق الانسانية. حيث قال وزير التجارة الأمريكي ويلبر روس ان الوباء في الصين سيساعد على عودة فرص العمل إلى أمريكا. أما وزير الخارجية بومبيو فاستغل فترة انتشار الفيروس في الصين للتأثير على علاقات الصين مع جيرانها أثناء زيارته لآسيا الوسطى. كما وصل الامر بالسناتور الأمريكي توم كوتن للدعوة إلى عزل الصين ودعا جميع الأمريكيين إلى مغادرتها. وقد علّق العديد من مستخدمي الانترنت الأمريكيين على تصريحات كوتن، واصفين اياها بأنها “أخطر من فيروس كورونا”.
أمام خطر الوباء الداهم على البشرية، مالذي يجدر بالمرء الحرّ أن يفعل ياترى؟ التعاون من أجل القضاء على المرض أم التشمت في معاناة الآخرين واستغلال مصائبهم؟ اننا نثق بأن قوى العدالة والتضامن والدعم هي الأغلبية في العالم. وقد هبّت العديد من الدول والمنظمات الدولية، لتقديم المساعدات الطبية للصين واتخاذ التدابير الايجابية. كما تعاطف أصدقاء الصين في كل مكان من العالم وهتفوا للصين ومدينة ووهان. وهذه هي الروح الانسانية التي يجب أن تسود بين دول وشعوب العالم التي تشترك في نفس المصير والمستقبل.