خبراء: توثيق التعاون بين الولايات المتحدة والصين مفتاح جهود مكافحة كوفيد-19 العالمية
قال العديد من الدبلوماسيين الأمريكيين السابقين وخبراء الرعاية الصحية مؤخرا إن توثيق التعاون بين الولايات المتحدة والصين، وهو جزء مهم من التعاون والتنسيق العالميين الأوسع نطاقا، هو مفتاح مكافحة وباء غير مسبوق مثل وباء كوفيد-19 الحالي.
وذكر كينيث كوين، رئيس مؤسسة جائزة الغذاء العالمية والسفير الأمريكي السابق لدى كمبوديا، لوكالة أنباء ((شينخوا)) عبر البريد الإلكتروني يوم الأربعاء أنه “ينبغي أن يكون كوفيد-19 نداء تنبيه بشأن التعاون الذي سيكون مطلوبا لضمان أن أي وباء في المستقبل — ولا سيما ذاك الأكثر فتكا من فيروس كورونا الجديد– يمكن التعامل معه بأكبر قدر من الفعالية من جانب المجتمع الدولي”.
ويوجد الآن أكثر من نصف مليون حالة إصابة مؤكدة بكوفيد-19 في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك أكثر من 20 ألف وفاة، وفقا لأحدث الأرقام الصادرة عن منظمة الصحة العالمية.
ودعا الخبراء إلى بذل جهود مشتركة من قبل واشنطن وبكين لمعالجة أزمة الصحة العامة العالمية الحادة، مؤكدين أهمية الاستجابة الجماعية من قبل المجتمع الدولي.
ولفت كوين، الذي عمل لمدة 32 عاما كدبلوماسي أمريكي، إلى أن “كوفيد-19 يوفر فرصة فريدة لاتخاذ خطوة إيجابية للغاية يمكن أن تساعد في استعادة بعض الاستقرار السابق الذي اتسمت به العلاقات الثنائية”.
وأوضح الدبلوماسي المخضرم أنه يتم تشجيع الجانبين على العمل معا لمواجهة تفشي فيروس كورونا الجديد وهزيمة الأمراض الوبائية في المستقبل، من أي مكان في العالم قد تنشأ فيه.
وشدد على أن “أهم بلدين على كوكبنا من حيث الخبرة العلمية والقدرة البحثية بحاجة إلى أن يكونا شريكين في ضمان انتصار البشرية على خطر كارثة عالمية مدمرة”.
وشاطر نيكولاس بلات، الذي شغل منصب السفير الأمريكي فوق العادة والمفوض لدى باكستان والفلبين وزامبيا، وكدبلوماسي رفيع المستوى في مختلف البلدان بما في ذلك الصين، كوين في رأيه من ناحية إلحاحية التعاون بين الولايات المتحدة والصين، خاصة عندما شهد العالم زيادة حادة في عدد الإصابات.
وأشار بلات، وهو أيضا الرئيس السابق لجمعية آسيا، وهي منظمة غير ربحية في مدينة نيويورك، لوكالة أنباء ((شينخوا)) في مقابلة هاتفية جرت يوم الأربعاء، إلى أنه “يتعين علينا التركيز على العمل سويا وليس إلقاء اللوم على بعضنا البعض لما حدث في الماضي”.
وأفاد أن “الأطباء في الولايات المتحدة يفهمون ويتفقون مع الأطباء في الصين بشأن الفيروس وما يجب القيام به حياله”، مضيفا “يجب أن نتعلم الكثير عن بعضنا البعض وأن نتبادل أكبر قدر ممكن من المعلومات”.
وقالت وفاء الصدر، مديرة مبادرة الصحة العالمية ومعهد “آي سي أيه بي” بكلية ميلمان للصحة العامة في جامعة كولومبيا، إن “هذا الفيروس لا يميز، ونحن جميعا معرضون للخطر”.
وبينت الخبيرة المتمرسة أنه من خلال تعزيز التعاون على جبهات مختلفة مثل البحث العلمي، يمكن للصين والولايات المتحدة المساهمة في معالجة التهديدات العالمية الكبرى للصحة العامة.
وأكد الخبراء أنه في مواجهة أوبئة مثل فيروس كورونا الجديد، فإن البشرية هي مجتمع يتشارك السراء والضراء، لذلك فإن الجهود والأعمال المتضافرة من قبل المجتمع العالمي مطلوبة بشدة.
وذكر بلات “نحن جميعا في هذا الأمر معا … يجب علينا جميعا أن نواجه هذا التحدي معا”، لافتا إلى أن الجهود المشتركة من قبل الدول في جميع أنحاء العالم يمكن أن تسهم في الصحة العامة للجميع.
وأشارت الصدر إلى أن “هذا هو الوقت المناسب لبناء الجسور، وليس الجدران، بين الشعوب في جميع أنحاء العالم”، موضحة أنها “شعرت بالراحة لرؤية تبادل المعلومات والبيانات العلمية عبر الحدود”، وهو أمر “بالغ الأهمية” في العمل من أجل السيطرة على هذا الوباء.
وحث كوين على “مواصلة التقاسم الكامل للمعلومات فيما يتعلق بالأوضاع داخل كل بلد، بما في ذلك حول فعالية الأدوية والعلاجات التي يتم اختبارها واستخدامها”، من أجل احتواء الفيروس.
ومنذ بداية التفشي، اتخذت الصين تدابير صارمة لاحتواء الوباء، وما فتئت تتبادل المعلومات الهامة مع العالم بطريقة منفتحة وشفافة وفي حينها، وتقدم أكبر قدر ممكن من المساعدات للبلدان المتضررة بشدة وتلك التي لديها أنظمة الصحة العامة الهشة.
وعُقدت قمة قادة مجموعة العشرين الافتراضية الاستثنائية بشأن كوفيد-19 يوم الخميس في مسعى لتنسيق الاستجابة العالمية لمواجهة فيروس كورونا الجديد سريع الانتشار.