هل تؤثر اضطرابات شمال أفريقيا على التعاون مع الصين ؟
صحيفة البيان الاماراتية:
لفتت العلاقات الصينية – الأفريقية أنظار العالم مرة أخرى على وشك عقد المؤتمر الوزاري الخامس لمنتدى التعاون الصيني-الأفريقي الذي يصادف تغيرات عميقة ومعقدة في الأوضاع الدولية والأقليمية.
شهد التعاون الاقتصادي والتجاري بين الصين والدول الأفريقية نموا سريعا في السنوات الأخيرة، لكن الاضطرابات التي اكتسحت تونس ومصر وليبيا وغيرها من دول شمال أفريقيا في عام 2011، ألقت بظلال على العلاقات الاقتصادية والتجارية المتعمقة بين الجانبين.
أشار تقرير عن التنمية في أفريقيا أصدرته الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية مؤخرا إلى أنه على الرغم من انكماش الاقتصاد العالمي والاضطرابات في منطقة شمال أفريقيا، الا ان حجم التجارة بين الصين والدول الأفريقية نما 31 بالمائة في عام 2011 ليصل إلى 166.3 مليار دولار أمريكي، مسجلا رقما جديدا في التاريخ.
الجدير بالذكر أن حجم التبادل التجاري بين الصين وست دول بشمال أفريقيا، وهي السودان ومصر والجزائر والمغرب وتونس وليبيا، شهد ارتفاعا سريعا في عام 2011 بصورة عامة، على الرغم من أن حجم التجارة بين الصين وليبيا تراجع في عام 2011، وارتفعت قيمته بين الصين والسودان ومصر بزيادة 34 بالمائة و27 بالمائة على التوالي.
ومن جهة أخرى، شكل حجم التجارة بين الصين ومنطقة شمال أفريقيا 21 بالمائة من الإجمالي بين الصين وأفريقيا بتراجع طفيف مقارنة مع النسبة 24.7 بالمائة في عام 2010. كما احتلت السودان ومصر مركزين من بين أكبر خمسة شركاء تجاريين للصين في القارة الأفريقية.
وقال لي جين تساو, نائب وزير التجارة الصيني, مؤخرا, إن الاضطرابات في منطقة الشرق الأوسط لها تأثيرات سلبية على التبادلات الاقتصادية والتجارية بين الصين ودول المنطقة، ولكن من ناحية أخرى، لم تتوقف زيارات الأفراد المتبادلة والتعاملات الاقتصادية والتجارية بين الجانبين.
“فتح أسواق ناشئة هو خيار لا مفر منه لتحويل وتطوير التجارة الخارجية الصينية، حيث تعد منطقة غربي آسيا وشمال أفريقيا من المناطق الهامة، ويتمتع الجانبان بمستقبل تعاون واسع في مجالات الطاقة وتجارة الخدمات والفنون والاستثمارات والمالية والتبادلات الشعبية وغيرها ،” قال لي جين تساو.
قال نائب وزير الخارجية الصيني السابق يانغ فو تشانغ إنه على الرغم من أن بعض المؤسسات الصينية تعرضت للخسائر في اضطرابات الشرق الأوسط ، لكن تعميق التبادلات الاقتصادية والتجارية بين الصين ودول شمال أفريقيا ما زال يمثل توجها هاما لتنمية العلاقات الاقتصادية والتجارية الخارجية.
الجدير بالذكر أن الأوضاع المضطربة في منطقة شمال أفريقيا تستقر تدريجيا، حيث نجحت تونس ومصر في إقامة الانتخابات الرئاسية، وفي الوقت ذاته، تجري الآن انتخابات المؤتمر الوطني العام في ليبيا.
أما على الصعيد الاقتصادي ، توقع صندوق النقد الدولي ان يشهد نمو الاقتصاد قفزة كبيرة في ليبيا بزيادة قدرها 110 بالمائة في عام 2012 بعد ركود الاقتصاد بنسبة 60 بالمائة في عام 2011.
ومن جهتها، رفعت المؤسسات المالية العالمية توقعاتها بالنسبة لنمو الاقتصاد الأفريقي بغض النظر عن الركود الاقتصادي العالمي، حيث أعلن صندوق النقد الدولي أن منطقة غربي آسيا وشمالي أفريقيا ستسجل 4.2 بالمائة من النمو الاقتصادي في عام 2012 بارتفاع من 3.4 بالمائة في العالم الماضي.
وقال أحمد رزق, السفير المصري لدى الصين, إن الحكومة المصرية الجديدة ستولي المزيد من الاهتمام في تنمية الاقتصاد وتحسين مستوى المعيشة وزيادة فرص العمل، متوقعا أن تجذب البيئة الإيجابية في مصر المزيد من الزوار والمستثمرين الصينيين.
وأشار وو تشون هوا, سفير الصين لدى منتدى التعاون الصيني-العربي, إلى أن دول شمال أفريقيا ستركز على تنمية الاقتصاد وتحسين مستوى المعيشة والحفاظ على الاستقرار الاجتماعي عن طريق تعزيز التعاون التجاري والاقتصادي مع الخارج، ما سيقدم مزيدا من الفرص للمؤسسات الصينية.
يذكر أنه حتى نهاية عام 2011، استثمرت أكثر من 2000 مؤسسة صينية في الدول الأفريقية ، ما يقدم مزيدا من فرص العمل للشعب الأفريقي , ويسهم بمساهمات كبيرة للمجتمع المحلي.
الجدير بالذكر أن الاجتماع الوزاري الخامس لمنتدى التعاون الصيني-الأفريقي سينطلق في فترة يومي 19 و20 يوليو في العاصمة الصينية بكين، حيث يجتمع القادة الصينيون والأفارقة لرسم خطة للتعاون بين الصين وأفريقيا في السنوات الثلاث المقبلة.