عام التنين سيعود على الصين بغزو سوق الذهب العالمية
موقع صوت روسيا الالكتروني:
تعتزم الصين في عام التنين حسب تقويمها غزو سوق الذهب العالمية. فقد أعدت خطة لتحويل شنغهاي إلى مركز عالمي ثان بعد لندن لتجارة الذهب وشرعت في تنفيذها. وستقوم بأول خطوة في هذا المضمار يوم 31 أغسطس (آب) القادم حين سيبدأ قطاع البنوك في بورصة شنغهاي تسعير أولى عقود بيع وشراء الذهب.
تفتتح بورصة شنغهاي الدولية لتجارة الذهب في عام التنين لكن إعداد الخطط لقفز التنين الصيني نحو سبائك الذهب بدأ قبل خمسة أ‘وام. وبالنتيجة تفوقت سوق الذهب الصينية لأول مرة على مثيلتها الهندية في الربع الأول من هذا العام. فقد بلغ حجم الطلب على الذهب فيها 255,2 طن مقابل 207,6 طن في الهند. وعليه فلا يشك الخبراء في أن الصين ستغدو أكبر سوق لتجارة الذهب في العالم كما تدل عليه نتائج هذا العام.
يعتقد الخبير إيغور كوستيكوف أن ليس التنين هو وحده يساعد الصين في إنشاء بورصة الذهب. فقال:
ما من بلد يمكنه أن يمنع الصين من إنشائها إذ أن احتياطاتها من الذهب كافية لدعمها، إضافة إلى أن الطلب الداخلي بل وطلب كل المنطقة عليه كبير لاستخدامه في مختلف الميادين بما فيها صناعة المجوهرات. وفضلا عن الهند تحتاج إليه بلدان جنوب شرق آسيا. كما أن صناعة الإلكترونيات بحاجة إلى الذهب الصناعي. وخلاصة القول فإن مواقع الصين الاقتصادية والجغرافية مواتية جدا لضمان أداء هذه السوق.
تشهد سوق الذهب نهوضا اليوم. ويرى محلل معهد البورصات المالية إيغور كوستيكوف أن بورصة شنغهاي لتجارة الذهب ستكون أداة مهمة في يد الصين للتحكم بأسعاره. حيث قال:
ظهور المركز الدولي المذكور دليل على أن الصين تسعى إلى الزعامة السعرية في هذا المجال، وذلك على خلفية الفضائح العالمية الأخيرة التي ترتبط واحدة منها بتسجيل معدلات الفوائد لاشرعيا في سوق لندن المصرفية. وهناك من يعتقد أن نفس الشيء يجري في السوق النفطية. ولا يستبعد أن تشهد سوق الذهب هي الأخرى مثل هذه التلاعبات. وواضح أن بورصة شنغهاي سوف تتنافس مع سائر أسواق الذهب.
ترى الصين ضروريا السيطرة على أسعار الذهب لعدة أسباب يتمثل واحد منها في أن الصينيين أصبحوا في ظروف نمو التضخم يوظفون أموالهم في شراء العملات والسبائك الذهبية لأن الذهب بات أكثر أمانا من الأوراق المالية وخاصة بعد أن أثرت الأزمة في سوق السندات على حب الصينيين للعبة المضاربة في البورصة من أجل الكسب عن طريق شرائها وبيعها. كما تلاحظ في سوق العقارات الصينية مظاهر فقاعة المضاربة التي قد تنفجر في أي لحظة. وهكذا فإن السلطات الصينية ستبذل قصارى جهدها للحفاظ على جاذبية سوق الذهب لأنها لا تريد هزات اجتماعية جديدة يمكن وقوعها إذا انخفضت بشدة أسعار الذهب. فبهذه الحال سوف يقوم السكان ببيع الذهب وبالتالي سيزداد الطلب على العملات الورقية الوطنية (اليوان)، مع العلم أن السلطات تنجح اليوم في توجيه كمية زائدة منها إلى سوق الذهب بفضل إشاعة الليبرالية فيما يخص قواعد شرائه وبيعه.
في هذه الأثناء يعبر بعض الخبراء عن مخاوفهم من أن تزايد حصة الصين في سوق الذهب العالمية قد يؤدي إلى سيطرة بكين عليها، مثلما حدث في سوق المعادن النادرة حيث تستغل الصين هذه البضاعة في بعض الأحيان لإثارة الضغط السياسي.