(المشاركة مع أسيان).. سلاح أمريكا لكبح الهيمنة الصينية على أسيا
موقع معلومات مباشر الالكتروني:
فى محاولة لكبح المساعى الصينية الرامية الى الهيمنة على أسيا اتجهت الولايات المتحدة الى تعزيز المشاركة الاستراتيجية مع دول رابطة جنوب شرق أسيا / أسيان / سياسيا واقتصاديا وثقافيا وعسكريا وتكنولوجيا رغم الشكوك التى تساور عدد من شعوب دول الرابطة وخاصة اندونيسيا وميانمار تجاه التحركات الامريكية بالقارة الاسيوية .
وأكدت الولايات المتحدة مجددا دعمها لمساعى دول رابطة أسيان لاقامة السوق الموحدة بحلول عام 2015 لمواجهة السطوة المتنامية للصين والهند باسيا من خلال توفير المساعدات المالية والاقتصادية اللازمة لاقامة ما يسمى ” مجتمع أسيان الموحد ” وتعيين سفير لها لدى الرابطة وتبنى موقف أسيان فى النزاع مع الصين بشان قضية جزر بحر الصين الجنوبى التى يتنازع الطرفان السيطرة عليها واستئناف المشاركة الفعالة لواشنطن فى منتدى شرق أسيا الذى قاطعته ادارة الرئيس الامريكى السابق جورج بوش نتيجة مشاركة ميانمار فيه .
وتزامن الاهتمام الامريكى بتعزيز المشاركة مع رابطة أسيان مع تغيير واشنطن لاستراتيجيتها العسكرية والامنية فى منطقة أسيا والمحيط الهادى لمواجهة النفوذ العسكرى المتنامى للصين وحماية المصالح الامريكية بتلك المنطقة الحيوية وتأمين الممرات الملاحية الهامة ومن بينها مضيق ملقا – الذى تشرف عليها اندونيسيا وسنغافورة وماليزيا ويمر من خلاله حوالى 30 فى المائة من حركة التجارة الدولية وشحنات النفط والغاز التى تستوردها الصين واليابان وكوريا الجنوبية – فى مواجهة الارهاب والقرصنة.
كان النزاع بشان الجزر المتناثرة التى تتواجد ببحر الصين الجنوبى قد تصاعد خلال العامين الماضيين بين ست دول هى ماليزيا والصين وفيتنام وتايوان والفلبين واندونيسيا .
وابرمت الصين اعلانا مع فيتنام والفلبين واندونيسيا بشان احتواء التوتر فى منطقة بحر جنوب الصين عام 2002 .
وتضم رابطة أسيان / التى تأسست فى أغسطس عام 1967 / 10 دول هى اندونيسيا وماليزيا وسنغافورة وتايلاند وبروناى والفلبين وكمبوديا ولاوس وميانمار وتايلاند. وابرامت أسيان اتفاقيات مع عدد من القوى والتجمعات الاقتصادية الكبرى من بينها الصين واليابان والهند وتجمع أسيا والمحيط الهادى للتعاون الاقتصادى / أبيك/.
ومن جانبها أعلنت الولايات المتحدة ان مبادرتها بشان المشاركة الاستراتيجية مع دول أسيا والمحيط الهادى تستهدف تعزيز المساعدات الاقتصادية والعسكرية لدول المنطقة ومن بينها رابطة أسيان مشددة على ان توسيع التعاون بين واشنطن وأسيان ساهم فى دعم السلام والاستقرار والتنمية بمنطقة جنوب شرق أسيا .
وأكدت الولايات المتحدة ورابطة أسيان مؤخرا على ضرورة تعزيز التعاون المشترك فى مجال الامن البحرى لضمان حرية الملاحة فى الممرات الملاحية بمنطقة أسيا والمحيط الهادى وتجنب اعاقة التجارة المشروعة ببحر الصينى الجنوبى من خلال التنفيذ الكامل والفعال لاعلان الصين – أسيان بشان سلوك الاطراف بمنطقة بحر الصين الجنوبى وابرام ميثاق للسلوك وفقا لقانون البحار الدولى لتعزيز الاستفادة من تلك المنطقة.
ويرى محللون اقتصاديون أسيويون ان المساعى الامريكية الرامية الى تعزيز المشاركة الاستراتيجية مع رابطة أسيان تستهدف عرقلة المحاولات الصينية لدعم التقارب مع دول الرابطة .
وفى ذلك الصدد قال المحلل الاقتصادى لى هيو شونج ان واشنطن سعت لاستغلال الخلافات بين الصين ودول رابطة أسيان بشان منطقة بحر الصين الجنوبى لتعزيز التقارب مع أسيان مشددا على ان تقليص النفوذ الصينى بمنطقة أسيا والمحيط الهادى يستلزم تعزيز التعاون السياسى والاقتصادى والعسكرى بين واشنطن وأسيان .
وأضاف ان الولايات المتحدة والصين تدركان جيدا الأهمية الاستراتيجية لدور أسيان فى تعزيز الاستقرار والامن بأسيا .
وأوضح محللون استراتيجيون اسيويون ان النزاع بين دول اسيان والصين يشكل فرصة مواتية للولايات المتحدة لكسب ثقة دول رابطة أسيان مشددين على انه توجد ” رغبة ” من جانب عدد من دول اسيان بشان تفعيل واشنطن لدورها فى حماية دول الرابطة فى مواجهة الهيمنة الصينية .
وقال المحلل الاستراتيجى السنغافورى بيتر هسين ان الصين تسعى الى تخفيف التوتر مع دول أسيان عن طريق تعزيز المشاركة الاقتصادية حيث ارتفع حجم التجارة بين الجانبين الى 300 مليار دولار عقب توقيع اتفاق منطقة التجارة الحرة عام 2010 ، ومن المتوقع زيادة حجم التجارة بين الصين وأسيان الى 500 مليار دولار .