تعليق: التدخل الامريكي في النزاعات البحرية يضر بالسلام في منطقة اسيا – الباسيفيك
شبكة الصين:
تدخلت الولايات المتحدة مؤخرا في النزاعات الثنائية في المياه المحيطة بالصين، وانتقدت تحرك بكين لاقامة مدينة في بحر الصين الجنوبي ، ما اعطى دعما مقنعا للمطالبين الاخرين بهذه المياه.
لقد اكدت واشنطن، المرة بعد الاخرى ، انها لن تتخذ موقفا ازاء المطالب السيادية المتعارضة فى بحر الصين الجنوبي، وانما لها مصلحة وطنية في الحفاظ على السلام والاستقرار فى المنطقة .
ولكن هذه الكلمات المنمقة قوضتها افعالها.
لقد اثارت ضجة حول اقامة مدينة سانشا، وهو شأن يدخل في نطاق السيادة الصينية، قائلة انها “مازالت قلقة” ازاء هذه الخطوة “الاحادية”. ومن ناحية اخرى ” غضت الطرف عن موجة الاعمال الاستفزازية التي قامت بها دول اخرى مثل فيتنام ، والفلبين.
لقد جعلت هذه المعايير المزدوجة ادعاءها اتخاذ موقف الحياد اقل اقناعا ، وأضرت بمصداقية السياسة الخارجية الامريكية.
كما حثت مرارا الدول المتورطة في نزاعات بحرية الى التلاعب بالقوانين الدولية واللوائح ذات الصلة.
ومن خلال وعدها لليابان بمنحها الدعم الامني اللازم في حالة وقوع هجوم مسلح على جزر دياويوى طبقا لمعاهدة الامن المتبادل ، تحدت الولايات المتحدة بشكل سافر الاعراف الدولية ، والتي تطالب الاخرين دائما باحترامها. وذكرت اليابان ، التى شجعها الموقف الامريكي، اليوم (الجمعة) انها سوف تبحث ارسال قوة الدفاع الذاتي ردا على النزاعات حول الجزر في بحر الصين الشرقي والتي تتبع الصين.
لقد اعلنت كل من الصين والولايات المتحدة طويلا التزامهما المشترك بعلاقة امريكية – صينية ايجابية ، وتعاونية ، وشاملة”.
وقد القت الاحداث الاخيرة بشكوكها حول ما اذا كانت واشنطن مستعدة لتنفيذ اهدافها المعلنة، حيث تبدو افعالها مصممة لحصار بكين وليس استكشاف التطور الممكن لهذه العلاقة.
ان هذا الموقف المعاكس على اى حال ،يحمل مخاطر جر الولايات المتحدة الى مستنقع اخر في بحري الصين الشرقي والجنوبي ، كما يضر بالسلام والاستقرار فى المنطقة .
وقد اشار عدد من كبار الخبراء الاستراتيجيين ، ومن بينهم هنري كسنجرجر ، طويلا الى ان الولايات المتحدة لا يمكنها ايجاد جذور لها في منطقة اسيا – الباسيفيك دون تعاون فعال مع الصين ، ما يعني انه اذا ابعدت السياسات الامريكية في منطقة اسيا – الباسيفيك البلاد عن الصين ، فإن هذه السياسات ستكون قصيرة الاجل.
ان من الافضل ان تلتزم الولايات المتحدة بكلماتها من خلال السعى الى تحقيق علاقات تعاونية مع بكين بجد وتصميم ، وأن تصبح قوة تسهم فى سلام المنطقة ، بدلا من دس انفها في الشؤون الداخلية للدول الاخرى ، واللعب على النزاعات البحرية الثنائية لمصلحتها الخاصة.