وزير الخارجية الصيني: الصين والآسيان يمتلكان إمكانيات كبرى للتعاون الثنائي والاقليمي
صحيفة الشعب الصينية:
صرح وزير الخارجية الصيني يانغ جيه تشي الاثنين بأن الصين ترى إمكانيات هائلة لمزيد من التعاون مع دول الآسيان والآسيان ككل في مجالات مثل التجارة والاستثمار والاستقرار الاقليمي.
وقال يانغ الذي اختتم زيارة رسمية لاندونيسيا وبروناي وماليزيا اليوم لوكالة أنباء ((شينخوا)) خلال مقابلة اجريت معه إن الحكومة الصينية تولي أهمية كبرى لتنمية العلاقات مع دول جنوب شرق آسيا.
وقال “إن اندونيسيا وبروناي وماليزيا جارات صديقات للصين وأعضاء في الآسيان والآسيان 10+3 وقمة شرق آسيا ومنتدى التعاون الاقتصادي لمنطقة آسيا – الباسيفيك.”
وأضاف أن “الهدف من زيارتي هو تعزيز الاتصالات الاستراتيجية وتوسيع التعاون البراجماتى وتعزيز العلاقات الثنائية مع الدول الثلاث وكذا مواصلة تنمية العلاقات بين الصين والآسيان، فى وقت تمر فيه الأوضاع في العالم والمنطقة بتغيرات عميقة ومعقدة”.
وفي اندونيسيا عقد يانغ محادثات مع الرئيس سوسيلو بامبانج يودويونو لمناقشة تعميق التعاون الاستراتيجي الشامل بين البلدين، وشارك مع نظيره الاندونيسي مارتي ناتاليجاوا في رئاسة الاجتماع الثاني للجنة المشتركة للتعاون الثنائي.
وفي بروناي التقى يانغ مع ولي العهد الأمير المهتدي بالله والوزير الثاني للشؤون الخارجية والتجارة ليم جوك سينج من أجل زيادة تنمية العلاقات الثنائية.
ثم التقى مع رئيس الوزراء الماليزي نجيب رزاق، وعقد محادثات ثنائية مع وزير الخارجية حنيفة امان في ولاية صباح شرق ماليزيا اتفق خلالها الجانبان على تعزيز العلاقات الثنائية والتعاون الاقليمي.
وقال يانغ ” لقد شعرت خلال زيارتي برغبة قوية من جانب الحكومات الثلاث فى تعزيز التعاون مع الصين. وأننى واثق بأننا يمكننا القيام بالكثير في التعاون متبادل المنفعة.”
واضاف أن حجم التجارة الثنائية بين الصين وماليزيا يحتمل ان يصل الى 100 مليار دولار أمريكي هذا العام، فيما اصبحت الصين ثاني أكبر سوق تصدير لاندونيسيا وكذا شريكا تجاريا رئيسيا لبروناي”.
وحول العلاقات مع الآسيان ككل ، قال يانغ إنه تم تحقيق تحسينات هامة من خلال التعاون بين الصين والآسيان منذ صاغ الجانبان شراكة الحوار قبل أكثر من عقدين من الزمن.
وبالإضافة إلى تحسين العلاقات السياسية وتوثيق العلاقات الاقتصادية، أنشأت الصين والآسيان أكبر منطقة تجارة حرة بين الدول النامية، ودعمت التبادلات الثقافية، وتعاونتا معا في التعامل مع أزمتين ماليتين وسلسلة من الكوارث الطبيعية والأوبئة العابرة للحدود.
وقال يانغ إن ” زعماء اندونيسيا وماليزيا وبروناي أشادوا خلال زيارتى بأهمية العلاقات بين الصين والآسيان فى الحفاظ على الاستقرار وتسهيل النمو في المنطقة”.
وأضاف أن الصين ستواصل دعم تكامل الآسيان على أساس المساواة والاحترام المتبادل والمنفعة المتبادلة، وكذا الدور الرئيسي الذي تلعبه الآسيان في التعاون في منطقة شرق آسيا، وقال إن “الصين مستعدة للتعاون مع دول الآسيان لتحقيق تنمية أكبر للعلاقات بين الصين والآسيان”.
وفي ختام زيارته، قال يانغ إن دول المنطقة أظهرت الحاجة والرغبة القوية في تعزيز التعاون الإقليمى.
وقال يانغ إن التعاون النشط في منطقة آسيا – الباسيفيك ساعد في الحفاظ على حيوية التنمية في المنطقة، لكن لا زال هناك العديد من التحديات، وخاصة مع تزايد ضغوط انكماش الاقتصاد العالمي.
وشدد قائلا، إنه “في مواجهة هذا الوضع الصعب، يجب أن تواصل دول آسيا – الباسيفيك بروح من الوحدة والمساعدة المتبادلة والتعاون متكافئ الكسب وتعميق التعاون البراجماتى الحفاظ على اتجاه النمو مع الحفاظ على السلام والاستقرار”.
وقال يانغ لشينخوا إنه ناقش القضايا المتعلقة ببحر الصين الجنوبي مع الزعماء والوزراء خلال جولته في الدول الثلاث.
واضاف ان الصين والدول الثلاث اتفقت على أن تقوم جميع الاطراف ذات الصلة بتطبيق إعلان سلوك الأطراف فى بحر الصين الجنوبى بالكامل وبنشاط والعمل من أجل تبني ميثاق شرف فى النهاية فى بحر الصين الجنوبي يتفق مع مبادئ وروح إعلان سلوك الأطراف فى بحر الصين الجنوبي وعلى أساس التوافق.
وقال “إن سيادة الصين على جزر نانشا والمياه المتاخمة لها تقوم على أساس تاريخي وقانوني متين ووافر”.
وأضاف “ومن جهة أخرى، ومن أجل السلام والاستقرار والتنمية في المنطقة تلتزم الصين بحل النزاعات الإقليمية حول بعض الجزر والمطالبات الإقليمية المتداخلة بشأن المياه مع الدول ذات الصلة من خلال المفاوضات المباشرة”.
وشدد يانغ على أن التجربة الناجحة للصين في حل النزاعات الاقليمية مع الدول الأخرى أثبتت أن المفاوضات الثنائية هى طريقة فعالة.
وقال إن حل نزاعات الدول ذات السيادة من خلال المفاوضات المباشرة معها يعد مبدأ هاما ويجسد روح إعلان سلوك الأطراف فى بحر الصين الجنوبي الذي توافقت عليه جميع الأطراف الموقعة، ومن ثم يجب الإلتزام به.
وقال يانغ “إن معارضتنا لإضفاء الطابع الذاتى على قضايا بحر الصين الجنوبي وأقلمتها هو من أجل الدفاع عن التوافق وفعالية إعلان سلوك الأطراف فى بحر الصين الجنوبي، وكذا الحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة”.
وقال يانغ لوكالة شينخوا إن الصين قدمت إسهامات هامة في دفع التعاون البراجماتى قدما في إطار آلية إعلان سلوك الاطراف فى بحر الصين الجنوبي.
وأضاف “إننا نأمل فى أن تتعاون دول الآسيان مع الصين من أجل تطبيق اعلان سلوك الأطراف فى بحر الصين الجنوبي بالكامل وبفعالية وبناء الثقة المتبادلة وتعزيز التعاون والحفاظ على السلام والاستقرار في المنطقة”.