تعليق: التحذير من محاولة إنشاء إطار آخر للقضية السورية
صحيفة الشعب الصينية:
مؤشرات مختلفة تشير إلى أن سعي بعض القوى الغربية إلى حل المشكلة السورية خارج إطار الأمم المتحدة شائعات لديها أساس من الصحة.
تواجه عملية التسوية السياسية للقضية السورية تحديات لم يسبق لها مثيل. حيث تواصل القوات المسلحة الحكومية والمعارضة المسلحة القتال، وتصاعد أعمال العنف، وهروب عدد كبير من اللاجئين، استقالة كوفي عنان المبعوث الخاص للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية في نهاية الشهر .
وفي هذا المنعطف الحرج، دعت الصين مبعوث رئيس بشار الأسد الخاص لزيارة الصين، وفي نفس الوقت تدرس دعوة أعضاء من الجماعات السورية المعارضة لزيارة الصين أيضا. وتعتبر الزيارة جزءا من الجهود الدبلوماسية التي تقوم بها الصين لتحقيق حل سياسي للقضية السورية، ويعكس الحس العالي بالمسؤولية عند الصين كعضو دائم في مجلس الأمن لتحقيق السلام.
إن الحل السياسي هو المخرج الوحيد للقضية السورية. وفتح فرصة التسوية السياسية للقضية السورية يعتمد في نهاية المطاف على قرار الحكومة والمعارضة السورية. وهذا هو موقف الصين الثابت من حيث المبدأ. وتحقيقا لهذه الغاية، تعزز الصين بنشاط عملها بين الحكومة السورية والمعارضة بطريقة متوازنة لتحقيق حل سياسي للقضية السورية، كما تحث الجانبين على تنفيذ خطة عنان التي تضم ست نقاط وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة والبيان الصادر عن اجتماع فريق العمل الدولي حول سوريا بمدينة جنيف، ووقف إطلاق النار فورا وضمان حماية المدنيين، ونزع فتيل الأزمة من خلال الحوار السياسي.
إن مفتاح حل الأزمة السورية بأيدي الشعب السوري، كما لن يكون دون دعم المجتمع الدولي، وأهمية التنسيق والتعاون بين المجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والبلدان المعنية. وعدم تخلى بعض الدول الغربية من تحقيق هدف تغيير النظام في سوريا، واستمرار في زيادة الدعم للمعارضة المسلحة، ومناقشة إنشاء منطقة حظر جوي في سوريا مؤخرا ، يقوض الوحدة داخل مجلس الأمن، ويتعذر الوصول إلى توافق في الآراء في المجتمع الدولي، ويصعب القيام بدور فعال في جهود الوساطة التي يبذلها كوفي عنان. ومؤشرات على أن بعض القوى الغربية تسعى إلى حل القضية السورية خارج إطار الأمم المتحدة شائعات لديها أساس من الصحة.
التأخير في التوصل إلى تسوية سياسية في المسائل المتعلقة بالقضية السورية، سوف يدرج سوريا إلى الوقوع في حرب أهلية أكثر مأساوية، ويزيد من توتر الوضع في الشرق الأوسط. إن الصين ليس لديها أي مصلحة ذاتية في القضية السورية، وهي تصر على إيجاد حل منصف وعادل وسليم لحل القضية السورية في وقت مبكر وفي إطار الأمم المتحدة. وهذا نابع من شعورها بالمسؤولية اتجاه المصالح الأساسية للشعب السوري، واستقرار نظام العلاقات الدولية بأكمله.