مصدر: زعيم كوريا الشمالية يسعى الى دعوة لزيارة الصين
وكالة رويترز للأنباء:
يسعى الزعيم الكوري الشمالي كيم جونج-اون للقيام بزيارة رسمية للصين ضمن احدث مساعيه لانتشال بلاده المنعزلة من عقود من الفقر الا انه يخاطر بتصعيد التوتر في علاقاته مع بكين الحليف القوي الوحيد من خلال اصراره على التهديد باجراء تجربة نووية جديدة.
وليس من الواضح ما اذا كانت الصين تعنى باستضافته وفقا لطلبه زيارة البلاد في سبتمبر ايلول القادم عندما تكون الصين منشغلة آنذاك بغييرات في صفوف قياداتها. وربما تساور الشكوك بكين بشأن كيم الذي تحدى جارته الكبرى – بعد اربعة أشهر فقط من توليه زمام السلطة – باجراء تجربة لصاروخ طويل المدى.
وقال مصدر على علاقة بكل من كوريا الشمالية والصين لرويترز يوم الجمعة إن جانج ثونج-ثايك زوج عمة كيم – وهو بالفعل ثاني اقوي شخصية في كوريا الشمالية – كان قد طلب زيارة كيم للصين خلال الزيارة التي قام بها لبكين الاسبوع الماضي.
وامتنعت وزارة الخارجية الصينية عن التعليق على الفور على الزيارة المقترحة التي ستكون أول رحلة خارجية لكيم منذ توليه زمام السلطة في البلاد بعد وفاة والده كيم جونج-ايل في ديسمبر كانون الاول الماضي.
ويبدو ان كيم الذي لم يكمل عامه الثلاثين بعد يسعى جاهدا لتجميل الصورة القاتمة التي خلفها والده الدكتاتور الراحل.
وظهر كيم في الصور مبتسما ملوحا بيديه خلال المناسبات العامة بل انه حضر حفلا لموسيقى البوب مصطحبا قرينته – وهو امر غير معهود لزعيم من كوريا الشمالية.
لكن بالنسبة الى سكان كوريا الشمالية البالغ عددهم 22 مليون نسمة – وهم من افقر شعوب قارة آسيا – فلم يطرأ تغير يذكر على الاوضاع.
ويرى بعض المحللين ان جانج هو القوة المحركة الكامنة وراء وعود بيونجيانج بالاصلاح الاقتصادي. وكان جانج قام بزيارته للصين لاقناع زعمائها بتقديم دعم اقتصادي أكبر لاقتصاد تداعت اركانه بفعل عقود من سوء الادارة والعقوبات الدولية بسبب برامج بيونجيانج الخاصة بالاسلحة.
وقال محللون ان بكين قد تكون غير راغبة في استضافة كيم في سبتمبر القادم في وقت تكون فيه متأهبة لتغيير قياداتها وبسبب الاختبار الصاروخي لبيونجيانج في ابريل نيسان الماضي.
تجيء الزيارة المرتقبة ايضا في توقيت تنتشر فيه الشكوك بشأن مدى رغبة الشركات الصينية في ضخ استثمارات في اقتصاد جارتها الفقيرة ذات قوانين الاستثمار المعقدة والمتناقضة.
وتشير تقديرات الامم المتحدة الى ان ثلث عدد سكان كوريا الشمالية يعاني من سوء التغذية وان الاقتصاد لايزال يكافح لاستعادة مستويات الانتاج.
وقال المصدر الذي صدقت تكهناته في الماضي بما في ذلك اجراء اول تجربة نووية لكوريا الشمالية عام 2006 قبل اجرائها فضلا عن بزوغ نجم جانج “ما من شك في ان لدى كوريا الشمالية القدرة على (اجراء ثالث تجربة نووية) الا ان الصين تعارض ذلك بشدة.”
واضاف “تريد كوريا الشمالية ابرام معاهدة سلام دائمة تحل محل الهدنة مقابل الغاء خطط اجراء ثالث تجربة نووية. مضى على الامر 60 عاما وقد حان الوقت لانهاء الحرب (رسميا) وتوقيع معاهدة سلام.”
وقال المصدر إن بيونجيانج قد تكرر تهديدها باجراء ثالث تجربة نووية ما لم توافق الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية على مطلبها القديم بشأن التوقيع على معاهدة سلام دائمة تحل محل الهدنة التي انهت الحرب الكورية التي درات رحاها بين عامي 1950 و1953 .
ولا يعرف ان كان كيم جونج-اون قد زار الصين قبل توليه السلطة في البلاد. وكانت آخر زيارة قام بها والده كيم جونج-ايل للصين في مايو آيار عام 2011.