تقرير مركز دراسات يشير إلى خطة أمريكية ضد الصين
موقع منتدى الصين الدفاعي:
ترجمة سامي خليفة: خاص بموقع الصين بعيون عربية:
فيما يتساءل العديد من المحللين إذا ما كانت الولايات المتحدة الأميركية تخسر مكانتها كقوة عظمى، يتعاظم نفوذ الصين في منطقة آسيا والباسيفيك، فإن تقريراً جديداً وضع استراتيجية لأمريكا لزيادة وجودها العسكري في المنطقة.
التقرير الذي يحمل اسم “الموقف الاستراتيجي للقوات الاميركية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ”، هو عبارة عن تقييم مستقل، يشير إلى أن أمريكا تستعد لصراع محتمل مع الصين، وحرب بحرية في الوقت نفسه.
تمت كتابة التقرير من قبل “مركز الدراسات الاستراتيجية والمستقلة” في واشنطن، وهو هيئة غير حكومية، لكن وزارة الدفاع الامريكية طلبت من المركز القيام بهذا التقييم. ويوفر التقييم مناقشات مستفيضة مع أهم الموظفين الأمريكيين العسكريين التابعين للبنتاغون في المحيط الهادئ.
وصدر التقرير في ٢٧ حزيران/ يونيو، ولكن حصل على التغطية الإعلامية بعد أن قام اثنان من الكتاب الأساسيين للتقييم، ديفيد برتو ومايكل غرين، بالإدلاء بشهادتهما أمام لجنة الخدمات المسلّحة في مجلس النواب الأمريكي بتاريخ ١ آب/ أغسطس.
ويقول التقرير انه “يوجد عدم يقين جغرافي واستراتيجي للولايات المتحدة وحلفائها وشركائها في كيفية أن تؤثر قوة الصين المتنامية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ على النظام والاستقرار في السنوات المقبلة”. و يضيف التقرير ان هناك توافقاً على إعادة تموضع القوات الأمريكية وتعزيز القوة العسكرية للولايات المتحدة الأميركية في جزيرة غوام وجزر ماريانا الشمالية، والتي تحتل موقعاً استراتيجياً في غرب المحيط الهادئ. كما أن هناك دعماً لمرابطة السفن القتالية في سنغافورة، والتي سوف تكون قادرة على جمع المعلومات الاستخباراتية، والقيام بعمليات خاصة، وإنزال الجنود بعربات مدرعة .
وتؤكد الدراسة أن الولايات المتحدة أجرت محادثات مع تايلاند والفليبين وفيتنام لإمكانية الوصول إلى إنشاء قواعد عسكرية في البلدان المذكورة .
ولكن الأمور لا تتوقف عند ذلك الحد، فالدراسة تتضمن توصيات لمنع عودة ظهور الصين كقوة عظمى. ويقترح المؤلفان وضع حاملة طائرات نووية أمريكية في أستراليا، ومضاعفة عدد الغواصات الهجومية النووية في غوام، ونشر السفن القتالية في كوريا الجنوبية، وتطوير الدفاعات المضادة للصواريخ في اليابان وكوريا الجنوبية وغوام .
ويقترح التقرير أيضاً إرسال سرب مهاجم من القاذفات إلى غوام، وكذلك تعزيز المراقبة بواسطة طائرات الاستطلاع في المنطقة.
علاوة على ذلك، يدعو التقرير إلى تشجيع زيادة القوات البرية التابعة للجيش، بما في ذلك تمركز ٢٥٠٠ من أفراد مشاة البحرية في أستراليا.
التوصيات تتزامن مع خطة إدارة أوباما “آسيا المحورية”، وهي خطة لتعزيز الوجود العسكري الأمريكي في جميع أنحاء منطقة آسيا والمحيط الهادئ، وتقوم على دعم جميع المنافسين للصين.
وقامت الحكومة بتحقيق اهدافها، وفي الأسبوع الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الامريكية أنها سترسل طائرات بدون طيار مجهّزة بصواريخ لمراقبة سلسلة جزر المحيط الهادئ التي تعتبر نقطة توتر بين الصين واليابان، الدولة التي تربطها بالولايات المتحدة علاقات عسكرية عميقة. كما أن واشنطن تعتبر مؤيداً قويا للفلبين في نزاعها المستمر مع الصين في بحر الصين الجنوبي، منذ نيسان/ أبريل، عندما بدأت المواجهة حول ملكية الشعاب المرجانية “سكاربوروز”.
منذ بدأ الخلاف، زادت واشنطن وجودها العسكري في المنطقة. أغضب هذا التحرك بكين، التي تزعم أن وجود السفن التابعة للبحرية الامريكية يعوق الممرات الملاحية الحيوية التي تعتمد عليها الصين للحصول على الطاقة والمواد الخام.
إذا قررت الولايات المتحدة أن تحوّل اقتراحات التقرير إلى حقيقة واقعة، فمن المحتمل أن يكون لهذا القرار آثار بعيدة المدى على حلفاء واشنطن، مما يجعلها عرضة لهجمات في المستقبل.
وإذا كانت الولايات المتحدة تهدف إلى تعزيز علاقاتها مع دول آسيا والمحيط الهادئ من أجل تحجيم الصين، فإن التساؤل يبقى مطروحاً حول التزام الدول الجُزُرية بسياسة الولايات المتحدة.