قراءة في وسائل الاعلام الصينية ليوم الاربعاء 19-9-2012
ترجمة خاصة بموقع الصين بعيون عربية:
اجتمع نائب الرئيس الصيني شي جين بينغ مع وزير وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا في بكين اليوم الاربعاء بعد محادثات أجراها الوزير الأمريكي مع نظيره الصيني الثلاثاء حول قضية جزر دياويو والتبادلات العسكرية بين الصين والولايات المتحدة.
مع تصاعد النزاعات حول جزر دياويو بين الصين واليابان، خاصة بعد نزول ناشطين يابانيين من الجناح اليميني يوم الثلاثاء على الجزر، ناشدت وسائل الاعلام الصينية الولايات المتحدة التعاون مع الصين في سبيل حماية المنافع المتبادلة، إذ أن أي صراع عسكري ممكن بين الصين واليابان على الجزر لن يكون أمراً جيداً بالنسبة لواشنطن.
صحيفة جلوبال تايمز قالت إنه من الواضح أن واشنطن ليست محايدة تماماً بين الصين واليابان. في نزاعات أخرى خاضتها الصين مع جيرانها، وقفت الولايات المتحدة بشكل مباشر أو غير مباشر مع الجانب المعارض للصين. السؤال هو كم حجم الدعم الذي ستقدمه الولايات المتحدة لليابان.
وقالت الصحيفة إن الولايات المتحدة لديها اعتباراتها الاستراتيجية في اتخاذ موقف بين الصين واليابان. ومن المستحيل أن تتمكن الصين من إقناع واشنطن باتخاذ موقف محايد. إن الأمل بذلك هو محض وهم، على الرغم من أن الصين تحث الولايات المتحدة على التحرك نحو موقف محايد من خلال الإجراءات الملموسة التي تظهر أن القيام بذلك هو أكثر انسجاما مع مصالح الولايات المتحدة.
وأضافت الصحيفة في افتتاحيتها أنه طالما تقوم اليابان بتصعيد الوضع، فإن الصين سوف تتخذ إجراءات جاهزة. إذا كانت الولايات المتحدة لا تقيّد اليابان، بل تحرّضها على إثارة الصين، فإننا سوف نتحمل جميع المخاطر العسكرية.
وبالمثل، اعتبرت صحيفة الشعب اليومية (الطبعة الخارجية) أن اليابان لا يمكن أن تفوز في المواجهة ضد الصين على جزر دياويو سواء في ما يخص القوة الوطنية أو العقلانية. إن الدول التي تنحاز في قضية جزر دياويو محكومة بالفشل.
التعليق رأى أن تصرفات اليابان على جزر دياويو هي إشارة على إحياء النزعة العسكرية لديها، وهي تهدف إلى كسر النظام الدولي الذي وضعته الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية.
قال المقال إن مصالح الولايات المتحدة واليابان من المرجح أن تتعارض، كون الأمتين على حد سواء هما من القوى البحرية. عندما تصبح اليابان أكثر قوة، من الصعب أن نضمن أنه لن يحصل هجوم تسللي آخر ضد الولايات المتحدة، كذلك الذي حصل على بيرل هاربور في عام 1941، وذلك كتهديد من بين الاحتمالات الأخرى التي قد تهدد أمن الولايات المتحدة الإقليمي.
موقع كايسون الإخباري، ومقره بكين، يرى أن الصين لا ينبغي أن تكون خائفة من الصراعات حول دياويو، والتي يمكن أن تبقي اليابان تحدياً آخر للصين. وفي الوقت نفسه، فإن هذا النزاع يمكن أن يظهر أيضاً أن الصين تملك قدرة إدارة وإنفاذ سلطة القانون على جزر دياويو.
واقترح أنه بمجرد قيام اليابان بخطوات تتجاوز الخطوط الحمراء، فإن القوة البحرية الصينية يجب أن تتخذ إجراءات وأن تمنع أي شخص ياباني أو سفينة يابانية من الاقتراب من الجزر. إن موقف الولايات المتحدة القائم على أن جزر دياويو هي تحت حماية معاهدة الدفاع بين الولايات المتحدة واليابان لن يكون منطقياً طالما أن اليابان لا “تحكم” الجزر في الممارسة العملية.
علاوة على ذلك، تحتاج واشنطن أيضا أن تأخذ في الاعتبار أن الكونغرس ينبغي أن يمرّر قراراً بتحديد وجود أي صدام عسكري مع الصين إذا كان ذلك ممكناً، حسب الموقع الذي أضاف أن اليابان لن تتحرك بشكل مبالغ فيه حول قضايا بحر الصين الشرقي بدون دعم من الولايات المتحدة.
سياسة الولايات المتحدة مسؤولة عن الاضطرابات في الشرق الأوسط
جاءت وفاة السفير الأمريكي في ليبيا كريستوفر ستيفنز، وسط احتجاجات عنيفة مناهضة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط، والتي تسبب بها الفيلم المثير للجدل المعادي للإسلام في الولايات المتحدة والذي نشر على موقع يوتيوب، لتعقد الاضطرابات في المنطقة.
ونسبت وسائل الإعلام الصينية الأسباب العميقة الجذور للاضطرابات إلى سياسة الولايات المتحدة الخاطئة في الشرق الأوسط.
صحيفة الشعب اليومية علقت الاربعاء على هذه الأحداث بالقول إن سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط كان متناقضة منذ أصبح باراك أوباما رئيسا للبلاد. لم تحظَ الولايات المتحدة بما كانت تتوقعه من دول الشرق الأوسط بعد سنوات من الجهد.
وقالت الصحيفة إن أوباما لجأ إلى تغيير سياسة الولايات المتحدة من خلال إظهار ود واشنطن لدول الشرق الأوسط بعدما تعلم الدروس من تحركات الحكومة السابقة الأحادية الجانب.
ومع ذلك، حتى مع استخدام الولايات المتحدة سياسة ضبط النفس في تدخلها في منطقة غرب آسيا وشمال أفريقيا، عندما مزقت الاضطرابات دولها، على سبيل المثال ما حصل في ليبيا، فقد بقي حكمها القيمي الخاص وفرض نمط الولايات المتحدة من الإصلاحات الديموقراطية هو المهيمن على سياستها تجاه أمم الشرق الأوسط.
وفي الوقت نفسه، قالت الصحيفة إن سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط يمكن أن تلعب أيضاً دوراً هاماً في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة. وانتقد الحزب الجمهوري بالفعل موقف أوباما. إذا أصر أوباما على تلبية متطلبات إسرائيل حول إيران، فإن التظاهرات المناهضة للأمريكيين ستتصاعد.
وبالمثل، فإن صحيفة جلوبال تايمز (الطبعة الصينية) تعتبر الاربعاء أن المسلمين الراديكاليين لن يقبلوا نموذج الولايات المتحدة للديمقراطية لمجرد أن الولايات المتحدة كانت حليفتهم ذات مرة.
وقالت الصحيفة إنه مهما حاولت الولايات المتحدة الترويج لديمقراطيتها، فإن الدول العربية لن تقبل ذلك نظراً لتدخل الولايات المتحدة في شؤونها الداخلية وعدم احترام ثقافة مواطنيها.
واقترحت الصحيفة على الساسة في الولايات المتحدة عدم اتخاذ قرارات خاطئة بشأن الوضع السوري مرة أخرى. يجب على واشنطن وقف التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى، ويجب عليها العمل على وقف لاطلاق النار في سوريا للحفاظ على الاستقرار في الشرق الأوسط.
وعزت بوابة شي بين جيي الإخبارية، ومركزها مدينة شاندونغ، فشل سياسة الولايات المتحدة في الشرق الأوسط للدعم الجماهيري الكبير لموقف الجماعات الإسلامية المتطرفة القائم على الحفاظ على نقاء وقداسة المعتقدات الدينية، وكذلك عدم وجود التسامح مع الأديان الأخرى، وكذلك شعورها بالتفوق الثقافي.
وعلق التقرير أيضا أن الولايات المتحدة، التي تطلق على نفسها اسم “شرطي العالم”، هي في جوهرها صانع المتاعب، الذي تسبب في الواقع بمشكلة بالنسبة للسلام والاستقرار في العالم.