تعليق: تعزيز التعاون الصيني ـ الأمريكي في صالح الولايات المتحدة
صحيفة الشعب الصينية:
زيارة وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا الصين بعد اليابان في ظل تصاعد حدة النزاع بين البلدين بشأن سيادة جزر دياويو تسيل تساؤلات عديدة ذات الاهتمام العالمي حول ما تنقله هذه الزيارة من معلومات،وما إذا سوف تكون الولايات المتحدة منحازة في النزاع الصيني ـ الياباني ؟
إن الأحداث الكثيفة التي تشهدها قضية جزر دياويو في المرحلة الراهنة تعزي مباشرة إلى قصر النظر الياباني، ومساهمة أمريكية بقصد أو عن غير قصد. حيث أن الصورة التي أعطتها الولايات المتحدة واليابان لجزر دياويو عبر التاريخ جعل الوهم يعشعش في أذهان اليابانيين. كما أن الإعلان الصريح لبعض المسؤولين في الولايات المتحدة حاليا عن أن “معاهدة الأمن” بين اليابان والولايات المتحدة تنطبق على جزر دياويو ساهم في الغطرسة اليابانية.
الناس في الغالب لا ينشدون إلا مصالحهم ولا يبحثون إلا عن متطلباتهم. وإن تفكير الولايات المتحدة في استغلال الفتنة المشتعلة بين الصين واليابان بوصفها ما يسمى ” اليد الخارجية المتوازنة” لتحقيق مصالحها هو تفكير خاطئ. حيث أن الضوابط والموازين المتبادلة بين الصين والولايات المتحدة عبر التاريخ وبغض النظر عن قوات شبه الجزيرة الكورية و حرب فيتنام أيضا أبدا لم تفوز. علاوة على ذلك، فإنه منذ وقت مبكر لم تكن الصين ” رجل آسيا المريض”،وبالتأكيد ليست قطعة من الشطرنج يلعبه الآخرين.
بالإضافة إلى ذلك، فإن المشاكل القائمة في المحيط الهادئ تختلف عن المشاكل في الشرق الأوسط. حيث أن الأخيرة مزقتها توقعات البيئة العالمية، وتفتقر البلدان الكبيرة الأساسية الريادة في الشؤون الإقليمية، ويمكن للقوى الأجنبية المشاركة في المفاوضات الدبلوماسية على ارض الواقع مساعدة طرف وضرب طرف آخر. ومع ذلك، فإن الولايات المتحدة في الشرق الأوسط تحصل دائما على نهاية مؤجلة إلى وقت غير مسمى، وإن التطورات الأخير توضح هذه النقطة بما فيه الكفاية. والصين تمثل ” السلطة المركزية” بلا منازع على الساحة الجيوسياسية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، و لديها الإرادة والقوة للتعامل مع القضايا ذات الشؤون الإقليمية التي تؤثر على مصالحها الحيوية.
إن تصميم الصين حكومة وشعبا على حماية سيادة الصين وسلامة الاراضى لا يتزعزع .ومهما يكن من ناحية القوة أو من ناحية العدالة فإن الصين واليابان ليسا على ميزان نفسه. وإن فرص البلدان الأخرى في هذه القضية غير موجود.وبغض النظر عن الذين يقفون بجانب اليابان، فإن فرصهم لكسب الفوائد ضئيلة.بدلا من ذلك،على الولايات المتحدة التركيز على الأشياء الكبيرة التي يمكن التعاون فيها مع الصين،حيث أن الولايات المتحدة تدرك جيدا مدى فائدة تعزيز التعاون بينها وبين الصين.
تحاول اليابان تصميم قضية جزر دياويو الصينية على أساس نزاع إقليمي، وفي الواقع هو إحياء شبح النزعة العسكرية، ومحاولة لتحدي وكسر النظام الدولي بعد الحرب العالمية الثانية. وكسر اليابان للنظام القائم لا يؤثر فقط على الصين بل يعود بسلبيات على الولايات المتحدة. والسبب بسيط جدا، لان الولايات المتحدة هي المؤسس والمستفيد من النظام بعد الحرب العالمية الثانية.
تخضع القوات اليمينية اليابانية للقوات العسكرية وليست الفكرية، وإذا تعدت الحواجز التي وضعت لها بعد الحرب العالمية الثانية، فإن عواقب خروجها بعيدة عن التوقعات. وإن الجغرافية المماثلة للبدلين تقرر معارضتهما بعضهما البعض أكثر من جذب بعضهما البعض .واليابان بدأت تطمح في التوسع بمجرد أن أصبحت دولة قوية ،وبغض النظر عن الهجوم الذي حدث على ميناء بيرل هاربر مرة أخرى، فإن المشهد يمثل تهديد مباشرا للأمن القومي للولايات المتحدة.
على النقيض من ذلك، فإن خصائصها الجيوسياسية المعقدة والاعتماد من الأرض إلى البحر، استحالة فصل الصين عن أوراسيا هذه البقعة من العالم التي تتواصل فيها قارتي أسيا وأوربا، والركض إلى الجانب الآخر من المحيط الهادئ لتهديد الولايات المتحدة. وبهذا المعنى، فإن المحيط الهادئ واسع بما يكفي ليتسع للقوتين الصينية والأمريكية، وهذا الحكم يحتوي على نمط جيوسياسي عميق.
إن الصين لا تزال تحافظ هلى هدوئها في مواجهة زيارة وزير الدفاع الأمريكي ليون بانيتا للصين،و تطور قضية جزر دياويو إلى وضع أكثر تعقيداً في ظل الهيكل الجيو سياسي المعقد. وللصين أغنية جيدة :ـ ” أصدقائي تعالوا لتمتع بالنبيذ الجيد،وإذا جاء ابن آوى، نرحب به بالبندقية”.والأفضل أن نقول أن كيفية التصرف يعتمد على كيفية اختيار الدولة ذات الصلة.
بطبيعة الحال،الصين تنتظر رؤية سلوك اليابان.وإن الصين مستعدة بما فيه الكفاية ليكون النصر لجانبها.وبالرغم من أن عقارب الصين تسير بجانب الصين،إلا أن صبر الصين محدود. والصين سوف تواصل شرح هذا عن طريق ضبط النفس.