الصين تتفق مع الاتحاد الأوروبي على خفض انبعاثات الكربون

صحيفة الاقتصادية السعودية:
قالت المفوضية الأوروبية إن الصين -أكبر مسبب لانبعاث غاز ثاني أكسيد الكربون في العالم- أبرمت اتفاقا للعمل مع الاتحاد الأوروبي على خفض الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري من خلال مشاريع تشمل تطوير الأنظمة الصينية للاتجار في الغازات المسببة للظاهرة.

واختلف الاتحاد الأوروبي كثيرا مع الصين بسبب سياساتها البيئية، وسخرت بكين من قانون الاتحاد الأوروبي الذي يطالب كل شركات الطيران التي تستخدم المطارات الأوروبية بدفع ثمن مقابل ما تسببه من غازات مسببة للاحتباس الحراري.

ووقع مفوض شؤون التنمية في الاتحاد الأوروبي أندريس بيبالجز اتفاق تمويل مع وزير التجارة الصيني تشين ديمينج يشجع فكرة التحول باتجاه اقتصاد يعتمد على قدر قليل من الكربون وخفض انبعاث غازات الاحتباس الحراري في الصين.

وقالت كوني هيديجارد مفوضة الاتحاد الأوروبي لشؤون المناخ أمس بحسب ”رويترز”: إن اتفاق التمويل الصيني ”خطوة مهمة لتعاون أوثق باتجاه إقامة سوق دولية قوية للكربون”.

وقال بيبالجز: إن الاتحاد الأوروبي لديه ”خبرة قوية” في مكافحة التغير المناخي وسيشرك الصين في هذه الخبرة.

وسيسهم الاتحاد الأوروبي بمبلغ 25 مليون يورو (33 مليون دولار) ومساعدة فنية على مدى أربع سنوات لثلاثة مشاريع تهدف لخفض انبعاثات الكربون، وإلى جانب المساعدة في وضع أنظمة الاتجار في الغازات المسببة للاحتباس الحراري وتنفيذها في الصين سيساعد المشروعين الآخرين المدن الصينية على الاستفادة بأقصى درجة ممكنة من الموارد المتاحة وخفض تلوث الماء والتلوث الناجم عن المعادن الثقيلة وإقامة مشاريع لمعالجة النفايات.

من جهته حث رئيس الوزراء الصيني وين جياباو أمس دول منطقة اليورو على ”الالتزام التام” بالسياسات الهادفة إلى التغلب على أزمة الديون.

وقال خلال قمة الاتحاد الأوروبي – الصين في بروكسل: إن ”أوروبا على الطريق الصحيح في التعامل مع أزمة الديون، وعلى الدول المعنية الالتزام بإجراءات خفض العجز الحكومي وتراكم الديون والإصلاحات الهيكلية”.

من جانبه طمأن رئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبوى الصين باعتبارها مستثمرا في آليات الإنقاذ الخاصة بمنطقة اليورو، بأن الاتحاد الأوروبي على الطريق لحل أزمته ومعالجة عيوب نظامه، وفقا لوكالات.

وقال رومبوي: ”لقد تبنت الدول الأوروبية بشجاعة إصلاحات هيكلية كبرى”، مضيفا أنها ”بدأت تؤتي ثمارها”.

ووعد رئيس الوزراء الصيني بأن تواصل الصين ”الاضطلاع بدورها” لمساعدة أوروبا على إيجاد حل لأزمة الديون التي تعانيها.

وقال في كلمة ألقاها في هيئة الشراكة الأوروبية في بروكسل: إن ”الصين ستواصل الاضطلاع بدورها للمساعدة في حل أزمة الديون في أوروبا بالوسائل الملائمة”.

وزادت الصين مساهمتها في صندوق النقد الدولي في مقابل زيادة حصتها، ولم تتوقف بكين في الأشهر الأخيرة عن شراء سندات خزينة من بلدان في منطقة اليورو، وأجرت في الوقت نفسه ”نقاشا مثمرا حول سبل التعاون” مع صندوق الإنقاذ الدائم لمنطقة اليورو، كما أضاف رئيس الوزراء الصيني.

واعتبر وين جياباو أن لدى الاتحاد الأوروبي ”الوسائل والحكمة” الضروريتين لحل أزمة الديون التي تؤثر في منطقة اليورو، داعيا قادة المنطقة إلى الحفاظ على وحدتهم، وشدد على أن ”أوروبا بحاجة إلى أن تبقى موحدة”.

ويعول الأوروبيون على الصينيين ليستخدموا احتياطاتهم الهائلة من العملات الصعبة التي تقدر بأكثر من 3200 مليار دولار، لمساعدتهم على حل أزمة الديون التي تهدد منطقة اليورو.