صحيفة: انسحاب الناتو من أفغانستان يفعل دور الصين
موقع محيط الإخباري:
اعتبرت مجلة “فورن بوليسى” الأمريكية، اليوم الخميس، أن انسحاب قوات حلف شمال الأطلسى “ناتو” والقوات الأمريكية العاملة فى أفغانستان بحلول نهاية عام 2014 ينهى “دور المتفرج” الذى اكتفت به الصين فى الحرب الغربية على أفغانستان طيلة عقد من الزمان ويمهد الطريق أمامها لتكون المستثمر والشريك الرئيسى فى الجهود الرامية لإعادة إعمار البلاد.
وأوضحت المجلة – فى سياق تحليل إخبارى بثته اليوم على موقعها الإلكترونى – أن سياسة الصين حيال أفغانستان اتسمت على مدار عقود طويلة بالخمول والسلبية البالغة، حيث اكتفت بكين بالجلوس فى الصفوف الخلفية فى حرب لم ترد لأى من الطرفين الانتصار فيها، فى إشارة إلى الحرب الأمريكية على أفغانستان، إلى أن جاءت زيارة المسئول الأمنى الصينى تشو يونج كانج أواخر الشهر الماضى إلى أفغانستان لتكون أول زيارة لمسئول صينى رفيع المستوى إلى هذه البلاد منذ حوالى 5 عقود.
وقرأت المجلة الأمريكية فى هذه الزيارة “مؤشرات ودلالات تعد الأكثر وضوحا على أن انسحاب القوات الأجنبية العاملة فى أفغانستان بحلول الموعد المقرر مع نهاية عام 2014، يعكس خروجا غربيا ودخولا صينيا فى الآن ذاته إلى بلد أثقلت كاهله الحرب وفى حاجة ملحة إلى مستثمر بحجم بلد كالصين”.
وقالت مجلة (فورن بوليسى) الأمريكية – فى تحليلها الإخبارى – “إنه منذ وقوع هجمات 11 سبتمبر 2001، لم ترد الصين أى تدخل لها أو انخراط جاد فى أفغانستان، خشية التعرض لرد فعل سلبى فى العالم الإسلامى من اشتراكها وتورطها بشكل مباشر مع الغرب فى حربه “المزعومة” على الإرهاب”.
ولفتت إلى أن بكين قد تعاطت خلال تلك الفترة مع أفغانستان بوصفها جارة على الورق فقط، حيث عزفت تماما عن الاستثمار أو التواجد فى هذه البلاد وعدم المساعدة أو الإسهام فى جهود الأخيرة التنموية أو إعطائها الاهتمام السياسى الكافى والمتوقع من قبل دولة استراتيجية مجاورة بثقل وأهمية الصين.
وأضافت “أن الانسحاب الأمريكى من أفغانستان يجبر الصين الآن على تغيير سياساتها وإعادة حساباتها وإعادة ترتيب أوراقها، فبعد عقود من القلق والعزوف عن التدخل فى جارتها أفغانستان، نجد المسئولين الصينيين يطلقون، عوضا عن ذلك، تصريحات وبيانات يدعون فيها واشنطن إلى انسحاب “مسئول ومدروس الخطى” من هذه البلاد”.
وعزت هذه الدعوات من قبل المسئولين الصينيين إلى مخاوف وقلق لدى بكين من شأن أى “انسحاب سريع وغير مدروس” للناتو أن يؤدى بهذه البلاد إلى أتون حرب أهلية ومن ثم إلى تصعيد وتيرة معارك وحروب بالوكالة فى الدول المجاورة لها وزعزعة استقرار المنطقة بأسرها.
وفى هذا الصدد، رصدت المجلة عدة تحديات قد تعترض مساعى بكين الرامية للتواجد وتثبيت موطىء قدم لها داخل الأراضى الأفغانية، وعلى رأس هذه التحديات: افتقارها للخبرات والأدوات اللازمة لإعادة بناء دولة بأكملها، إضافة إلى افتقار قوات حفظ السلام الصينية إلى الخبرة الكافية التى تؤهلها لإدارة المعارك والقتال، فضلا عن ضعف وعدم فاعلية برامجها فى التدريب العسكرى.
ولفتت إلى أن أى نفوذ صينى فى أفغانستان سيكون منبعه الوحيد بل والأمثل من باكستان.. مشيرة إلى أن العلاقات التى تجمع بين بكين وإسلام آباد تكتسب يوما بعد الآخر دعما عميقا وكبيرا من قبل دوائر النفوذ السياسى الباكستانية على عكس حالة انعدام الثقة المتنامية بين إسلام آباد وواشنطن.
وقالت (فورين بوليسى) – فى ختام تحليلها – “إن القادة الصينيين يتوقعون من نظرائهم الباكستانيين أن يعملوا على ضمان تعزيز وترسيخ الوجود الصينى فى أفغانستان وهو يخطو خطواته الأولى نحو مستقبل أفضل بعد معاناته أيضا من ويلات الحرب الأفغانية”.