الحزب الشيوعي الصيني يتعهد بإعطاء الجماهير دور أكبر
شبكة الصين:
من الاستيلاء على الأراضي بطريقة غير قانونية إلى المنازعات العمالية والاحتجاجات البيئية المتزايدة، كل ذلك دفع الحزب الشيوعي الحاكم في الصين لمعالجة مشاكل الجماهير.
وقد فعل الحزب ذلك بإعطائهم الدور الملائم في سلطات اتخاذ القرار.
وقال الرئيس الصيني هو جين تاو في تقرير للمؤتمر الوطني الثامن عشر للحزب الشيوعي الصيني يوم الخميس “كلما نتخذ قرارا ينطوي على مصالح مباشرة للشعب، يجب علينا التماس آرائهم في ذلك. يجب علينا الا نفعل أي شيء قد يسيء إلى مصالح الشعب، ويجب تصحيح أي عمل يسبب ضررا لمصالحه.”
ومع ذلك فإن كلمات هو جين تاو لم ترح تشانغ شي يو وهو مزارع في بلدة صغيرة بجانب نهر يانغتسي فى مقاطعة أنهوي بشرق الصين.
وقال تشانغ “نعم نريد حق المشاركة في صنع القرار. لكن هذا الأمر ليس بهذه السهولة.”
ففي عام 2011، قاد تشانغ رفاقه القرويين إلى الشوارع للاحتجاج على مصنع الكيماويات الصناعية المحدودة تشونغيوان انهوي بالقرب من قريتهم بعدما قالوا انه تسبب في نفوق الأسماك وتدمير المحاصيل وأدى إلى تلوث مياه الشرب. وكان المصنع ينتج الفورمالديهايد.
وفي نهاية المطاف دفع القرويون بمساعدة صحفيين وجماعات بيئية غير حكومية الحكومة المحلية إلى غلق المصنع وتخصيص بعض الأموال لتطهير البيئة.
وقال تشانغ “ومع ذلك فإننا لا نزال نشعر بالقلق بشأن المخاطر الخفية – نحن لا نعرف كم عدد المشاريع الأخرى التي تهدد البيئة ولا تزال تعمل بالقرب منا أو ستأتي لنا… نحن حريصون على الحق في الإطلاع.”
دعوات لمشاركة الجماهير
بعد أكثر من 30 عاما من التنمية السريعة، باتت الصين ثاني أكبر اقتصاد في العالم لكن على حساب الموارد والبيئة.
وقد أدى نمط النمو ووتيرة التحضر السريعة على مدى العقود الماضية إلى نقص في الموارد وتدهور بيئي والأسوأ من ذلك تزايد عدد “الحوادث الجماهيرية”.
ففي عام 2012 اندلعت ثلاثة احتجاجات عنيفة ضد بناء مشاريع كيميائية بالقرب من المجمعات السكنية في مدينة شيفانغ جنوب غرب الصين وكذلك مدينة تشيدونغ ومدينة نينغبو في شرق البلاد. كانت هناك مواجهات بين السكان المحليين والمسؤولين الحكوميين.
وفي نهاية المطاف ألغيت جميع المشاريع و”فازت” الجماهير على ما يبدو.
ومع ذلك حذر الخبراء من أن السلطات يجب أن تبحث عن حل منهجي لتهدئة مخاوف الجماهير حول التلوث البيئي وانعدام الثقة في الحكومة. وإلا فإن احتجاجات مماثلة ستحدث مرة أخرى.
وقال وانغ كاي يو عالم الاجتماع في مقاطعة أنهوي “في معظم الحالات لم تلتمس الحكومة الرأي العام بشكل جيد عند اتخاذ قرار إطلاق مشروع يحتمل أن يكون ملوثا للبيئة. وبالإضافة إلى ذلك، فإنه لم يتم القيام بنشر المعرفة العلمية بشكل جيد لتخفيف مخاوف الجمهور.”
وقال ليو تشي بياو رئيس أكاديمية مقاطعة جيانغسو للعلوم الاجتماعية “لا يمكن أن تتطور الصين بطريقة شاملة دون الصناعات الكيميائية لكن لا بد من ضمان الصحة العامة في نفس الوقت.”
وأضاف “ينبغي إعطاء الفرصة للناس من جميع مناحي الحياة ومختلف المنظمات غير الحكومية وخاصة المجموعات المتخصصة فرصة للمشاركة في عملية صنع القرار الحكومي.”
ويدرك الحزب الشيوعي الصيني عوامل عدم الاستقرار في التنمية الاقتصادية والاجتماعية للبلاد.
وفضلا عن التعهد بدور أكبر للجمهور في صنع قرار السلطات، قرر الحزب حل المشكلة البيئية.
وفي تقرير يوم الخميس أكد هو جين تاو على أهمية التقدم البيئي ودعا إلى بناء “صين جميلة” في خطة البلاد للتنمية الشاملة.
وقال هو “يجب أن نعطي أولوية كبيرة لإحراز تقدم بيئي والعمل بجد لبناء بلد جميل وتحقيق التنمية الدائمة والمستدامة للأمة الصينية.”
وأعطى التقدم البيئي موقفا أكثر وضوحا بإدراجه في خطة الدولة للتنمية الشاملة جنبا إلى جنب مع التقدم الاقتصادي والسياسي والثقافي والاجتماعي.
وقال وانغ دونغ المندوب لدى مؤتمر الحزب الحالي ورئيس مجلس إدارة مجموعة قانسو دايو لتوفير المياه “لبناء صين جميلة وصين متناغمة يجب على الحزب الموازنة بين النداءات العامة والتنمية الاقتصادية.