الصين لا تزال تواجه الضغوط لتعديل سوق الفحم رغم الارتفاع المؤقت في أسعاره
صحيفة الشعب الصينية:
شهدت أسواق الفحم في الصين ارتفاعا في حجم المبيعات والأسعار مع استمرار انخفاض درجات الحرارة في البلاد ، بيد ان المحللين أشاروا إلى أن السوق ما زالت تواجه اتجاها للتعديل العميق، جراء وجود الضغوط من حيث قدرة الانتاج والتكاليف .
وفي الآونة الاخيرة، شهد مؤشر سعر فحم البخار على حافة بحر بوهاي ، وهو مؤشر تديره الحكومة الصينية، ارتفاعات لسبع مرات على التوالي، وارتفعت أسعار فحم البخار بمختلف المستويات في المناطق الرئيسية لانتاج الفحم في البلاد ، مثل شانشي وشنشي ومنغوليا الداخلية وغيرها .
ومنذ أغسطس ، شهدت الموانئ الرئيسية للفحم في البلاد انخفاض مخزونات الفحم، اذ سجل ميناء تشينغهوانغداو مستوى أدنى من 6 ملايين طن من المخزونات اليومية اعتبارا من أوائل أكتوبر فضلا عن انخفاض مخزونات شركات الفحم المحلية بشكل ملحوظ .
ويعتقد الخبراء في القطاع ان ارتفاع سعر الفحم لا يمثل انتعاشا حقيقيا للسوق، وتعود أسباب ذلك إلى عوامل عديدة، بما في ذلك الاسباب المصطنعة، ولم تشهد السوق تغيرات أساسية من حيث الطلب .
وقال يان شي تشون، نائب مدير مركز تداول الفحم الصيني في تاييوان، إن إرتفاع سعر الفحم يرجع إلى تعطل خط داليان- تشينغهوانغداو الحديدي، الخط الرئيسي لنقل الفحم في البلاد ، وتخفيض حجم الانتاج من قبل شركات الفحم وتزايد الطلب على الفحم مع حلول الشتاء.
وقال لي يان، الخبير في مركز توزيع وتعزيز انتاجية التجارةالصينية، إن سوق الفحم تتمتع بمنظومة التعديل الذاتي، والتي تؤثر على حجم المخزونات في الشتاء ليرتفع سعر الفحم اعتبارا من أغسطس كل سنة.
ويرى المتخصصون في القطاع أن ارتفاع سعر الفحم في الفترة الاخيرة يعد زيادة مرحلية، وبعد الانطلاق الشامل لعملية التدفئة في البلاد ، ستختفي التأثيرات الناجمة عن انخفاض درجات الحرارة على سعر الفحم، الامر الذي لا يمكنه ان يساعد في انتعاش سوق الفحم في البلاد من حيث الاساس .
وأضافوا انه مع انخفاض سعر الفحم على الصعيد الدولي في الربع الرابع من العام الحالي، ستشهد الصين ارتفاع حجم وارداتها من الفحم وزيادة انتاج الفحم جراء الضغوط على تحقيق الهدف المحدد للتنمية، الامر الذي يشير إلى صعوبة في تحقيق الانتعاش الحقيقي لسوق الفحم في الفترة القصيرة المستقبلية.
ووفقا لاحدث البيانات، وصلت واردات الصين من الفحم في أكتوبر إلى 21.41 مليون طن، بزيادة 2.78 مليون طن مقارنة مع سبتمبر.
تجدر الاشارة إلى انه في الأسبوع الماضي، سجل سعر فحم البخار على حافة بحر بوهاي أول انخفاض بقدر يوانين لكل طن، ويعد ذلك أول انخفاض من هذا النوع في الـ13 أسبوعا الماضية.
وهناك مشاكل عديدة تؤدي إلى بقاء سعر الفحم عند مستوى مرتفع تتمثل في عدم تكامل السوق المحلية مع السوق الدولية وكون السوق المحلية غير معيارية وعدم وجود آلية المراقبة على الاسعار وآلية معقولة للتسعير والإفراط في قدرة الانتاج .
وقال وانغ هونغ ين، الخبير في لجنة التنمية والاصلاح لمقاطعة شانشي، ان نصف أسعار الفحم في البلاد ينتج من خلال سلسلة التداول، ما يعد عاملا جوهريا لتحقيق تكامل السوق المحلية مع السوق الدولية.
ووفقا لبيان صادر عن لجنة الدولة للتنمية والإصلاح ، وصلت واردات الصين من الفحم في الفترة بين شهري يناير وسبتمبر إلى 203 ملايين طن، بزيادة 36.3 في المئة على أساس سنوي، مما شكل صدمة لسوق الفحم في البلاد ، ولا توجد لدى شركات الفحم المحلية قدرة كافية للتنافس مع منتجات الشركات الأجنبية بسبب سعرها المنخفض .
وقال الخبراء إنه من الضروري اجراء التعديل العميق لقطاع الفحم من اجل تحقيق انتعاش السوق من حيث الاساس ، ومنذ بداية النصف الثاني من العام الحالي ، تم تعزيز التعاون بين شركات الفحم وشركات الكهرباء في الصين لاطلاق الاعمال المشتركة بينهما من اجل ضمان مبيعات الفحم عن طريق توقيع عقود الطلب الاستراتيجي طويل الأجل .