الصين لاعب مسؤول في مكافحة تغير المناخ
شبكة الصين:
يجب على المنتقدين وقف اتهام الصين بالتشجيع على مجرد تخفيضات سطحية لانبعاثات الغازات الحابسة للحرارة. فخلافا لبعض الدول المتقدمة التي تتهرب من المسؤولية وتقصر الأمر على الأقوال اتخذت الصين إجراءات حقيقية لإبطاء ارتفاع درجة حرارة الارض.
وباعتبارها واحدة من أكثر دول العالم في اصدار الانبعاثات واقتصادها ثاني أكبر اقتصاد في العالم، فقد بات التزام الصين بالحد من الانبعاثات في بؤرة الضوء مرة أخرى إذ تجمع محادثات الأمم المتحدة بشأن المناخ الدول في العاصمة القطرية الدوحة في محاولة للتوصل إلى توافق في الآراء بشأن كيفية المضي قدما في أهداف المناخ.
وتعتزم الصين خفض الانبعاثات وتتحمل مسؤوليتها في هذه المسألة ليس فقط التزاما للعالم ولكن أيضا لأن هذا ضروري لتنميتها.
وقد أدركت السلطات الصينية أن السعى من اجل طريق اخضر منخفض الكربون سيكون الخيار الوحيد للتنمية المستدامة في البلاد نظرا لعدد سكانها الكبير ومحدودية الموارد والبيئة الضعيفة.
ولهذا السبب ظلت الصين تسعى جاهدة لتجنب استراتيجية العديد من الدول الغربية التي اختارت أن “تلوث أولا وتنظف في وقت لاحق” خلال المرحلة المبكرة من التصنيع.
وعلى الرغم من أن انبعاثات الصين ترتفع، وربما تستمر في الارتفاع حتى ذروة التحضر، فان البلاد لديها سياسات للحد من الانبعاثات وتتخذ خطوات لتعزيز صناعاتها للطاقة المتجددة ومولدات الكهرباء لتنظيف محطات الفحم واستخدام المزيد من الطاقة النظيفة.
وتلتزم الصين بخفض كثافة الكربون – كمية ثاني أكسيد الكربون المنبعث لكل وحدة من الناتج المحلي الإجمالي – بنسبة 40 إلى 45 في المئة من مستوى عام 2005 بحلول عام 2020.
وعلى الرغم من اعتمادها على الفحم، فان البلاد لديها الآن واحدة من الصناعات النظيفة الرائدة في العالم.
وفي العام الماضي زادت الصين قدرتها على توليد الطاقة الشمسية بأكثر من الضعف وزادت قدرات طاقة الرياح والطاقة الكهرومائية. وتشمل خطتها الخمسية طموحات لزيادة نسبة الطاقة من الوقود غير الأحفوري إلى 11.4 في المئة بحلول عام 2015.
وبين عامي 2006 و 2010 انخفض إجمالي استهلاك الطاقة الصينية لكل وحدة من الناتج المحلي الإجمالي 19.1 في المئة عن عام 2005 وهو ما يعادل انخفاضا بواقع 1.46 مليار طن من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
وتلعب الصين دورا بناء في دفع مفاوضات المناخ إلى الأمام بينما تقوم بدورها لإبقاء الانبعاثات في حدود الأهداف. ومع ذلك فمن الظلم وغير المعقول الزام الصين بخفض ثابت للانبعاثات في المرحلة الحالية.
فالصين لا تزال دولة نامية تشهد عملية حضرنة سريعة ولديها 128 مليون مواطن من سكانها تحت خط الفقر يعيشون على دولار واحد أو أقل في اليوم. وإبطاء ارتفاع درجة حرارة الأرض مهمة عاجلة ولكن لا يجب التضحية بمزيد من النمو.
ويجب على الدول المتقدمة التي أنتجت معظم الغازات المسببة للاحتباس الحراري تحمل تكاليف إصلاح المشكلة.