محلل: الصين ستتفوق على الولايات المتحدة عام 2030
موقع روسيا اليوم الالكتروني:
استبعد رئيس تحرير مجلة “روسيا في السياسة العالمية” فيودور لوكيانوف في مقابلة مع قناة “روسيا اليوم” أن تصبح الصين القوة الأكبر في العالم في عام 2030. وذلك عكس ما جاء في تقرير أعده مجلس الاستخبارات الوطني الأمريكي بشأن اتجاهات تطور العالم ومفاده أن آسيا ستتمتع بقوة أكبر من الولايات المتحدة الأمريكية، في عام 2030. وأشار إلى أن مشكلة هذه التقارير تكمن في عدم نظرها إلى الحالات غير الاعتيادية.
س – يتوقع التقرير الاستخباراتي الأمريكي احتمال أن يشهد عام 2030 تفوقا كبيرا للدول الآسيوية وعلى رأسها الصين على إقتصادات الدول الغربية. هل هذا يعني أن الصين يمكنها أن تحل محل الولايات المتحدة كقوة عظمى؟
إن تفوق الناتج القومي للصين على الولايات المتحدة ليس تقييما جديدا، والحديث يجري عن هذا الموضوع منذ سنين، وقد كثرت هذه التوقعات. لا يجري حديث مماثل حول الهند، مع أن مستويات النمو هناك قد تنبأ بهذا. هنالك مؤشرات عديدة، فالصين قادرة على اللحاق بالولايات المتحدة، إذا ما قارنا حجم الاقتصاد، وسوف تتقدم عليها. ولكن مؤشر الناتج القومي لكل فرد سيكون أقل من الولايات المتحدة. أي أن مستوى معيشة المواطن في الصين والهند، سيكون أقل من مستوى المعيشة في الولايات المتحدة حتى في العام ألفين وثلاثين. أما فيما يخص حلول الصين مكان الولايات المتحدة في المنظومة الدولية، فأنا أستبعد ذلك لأن المسألة لا تتعلق بكمية الأموال وحجم الاقتصاد، وإنما هي طموح الدولة، والصين لا تملك هذا الطموح مثل ما تملكه الولايات المتحدة، وذلك يعود إلى ان الصين لا تملك عقيدة لتروجها في العالم. والأمر لا يتعلق بالتسلح أيضا، وإنما بالرغبة في الهيمنة على العالم، ويوجد لدى الولايات المتحدة رغبة كهذه، وتقوم بتكييف الأمور حسب هذه الرغبة، بما فيها الإيديولوجيا القوية والمتغيرة والقابلة للترويج في الدول الأخرى. والصين كما قلت لا تملك هذه الإديولوجيا بل لديها ثقافة تاريخية غير قابلة للانتشار، فلا يمكنك جعل الأمريكي صينيا، بينما يمكن محاولة جعل الصيني أمريكيا، ومن هذا المنطلق فلا يمكن أن تحل الصين محل الولايات المتحدة الأمريكية.
س – ما هي المعطيات التي بني عليها هذا التقرير؟
يستند هذا التقرير على توجهات نمو الاقتصاد الصيني والهندي والأمريكي، ويبني توقعاته المستقبلية على أساسه، انطلاقا من استمرارية تطور الأمور كما هو حاصل، وإن صح هذا يمكننا القول أن الصين ستلحق بالولايات المتحدة بسرعة، ولكن مشكلة هذه التقارير تكمن في عدم نظرها إلى الحالات غير الاعتيادية. وكما شاهدنا خلال العقود الثلاثة الماضية هناك حالات غير منتظرة، لذلك فهذا التقرير هو محاولة لمد واقع اليوم لعقدين إلى الأمام.
س – ما هي الأوضاع التي تفوق العادة؟
قد تواجه الصين مشاكل معقدة حتى العام 2030، إن فترة النمو الاقتصادي السهل للصين قد انتهت، وسيكون أصعب في المستقبل. ولن نرى مؤشرات كهذه، ولا نعلم كيف سينعكس هذا على الوضع السياسي. وأظن أن تقرير الخبراء الأمريكيين يرسل صورة مثالية للصين، ولكنني أشك في حصولها.
س – ما هي برايكم الاحتمالات الجيوسياسية الدولية التي يرجحها هذا التقرير؟
تنطلق التقارير المشابهة من الوضع الراهن، وتسرد سيناريوهات متوقعة. إحدى هذه السيناريوهات يظهر أن الولايات المتحدة ستتجاوز مشاكلها وستكون في طليعة دول العالم كما هي الآن، وستهيمن عليه. السيناريو الثاني يتحدث عن عدم تجاوز الولايات المتحدة لمشاكلها ولن تبقى مهيمنة على العالم، ويتكون لدينا عالم متعدد الأقطاب، تسوده المنافسة والصراع واللا استقرار. أما السيناريو الثالث فيقول، إن الولايات المتحدة ستتجاوزمشاكلها جزئيا، وسيتقلص نفوذها ولكنها ستبقى الدولة الأقوى. وهذه السيناريوهات معروفة بلا هذا التقرير، وأرجح السيناريو الثاني، أي أننا لن نشهد أي مفاجئات