هل زايومي هى أبل الصين؟
صحيفة البيان الاماراتية:
كل الشركات الكبرى تنقل مصانعها إلى الصين، بل إن بعضها توقف نهائياً عن التصنيع في بلده الأم وأصبح يعتمد على المصانع الآسيوية اعتماداً كلياً، لكن ألا يوجد إنتاج خاص فائق الجودة للصين؟
كلنا يعلم أن شركة سامسونج منشأها ومصانعها وإدارتها في كوريا الجنوبية، وشركة HTC هي شركة تايوانية بامتياز، لكن حتى الشركتان السابقتان تصنعان بعض أجهزتهما في الصين، إذن فماذا تنتج الصين؟
نتحدث هنا عن شركة يعرفها الصينيون بأنها أبل الخاصة بهم وهي شركة “زايومي- Xiaomi”.
الشركة التي يعرفها الصينيون جيداً ويرونها “أبل” القادمة، كما أن مؤسس الشركة ومديرها التنفيذي قد أصبح هو “ستيف جوبز” بالنسبة للمعجبين بالشركة وعملائها.
ربما تكون الشركة غير معروفة حول العالم لكن في الصين هي اسم لا يغفله أحد، وكالة رويترز قدمت تقريراً مفصلاً حول الشركة ومؤسسها جاء به: كما هي أبل في الولايات المتحدة والعديد من دول العالم “زايومي” يمكنها أن تجذب أنظار الصين كلها وتوقف حركتها حين تعلن عن منتج جديد.
وليس مستهجناً أن يطلب الموظفون الصينيون إجازة من أعمالهم لكي يتمكنوا من أن يحصلوا على الجهاز الجديد من زايومي، ووفقاً لرويترز أيضاً فإن مؤسس زايومي “لي جون” يتبع مدرسة ستيف جوبز حتى في الأزياء فيرتدي كلما ظهر في العلن الجينز الأزرق والقميص الأسود.
في نفس المقابلة مع رويترز قال “لي جون” إن وسائل الإعلام الصينية تعتبره “ستيف جوبز” الصيني وأنه يرى هذا مجاملة رائعة، لكنها في نفس الوقت تضعه تحت ضغط كبير.
وأكد أن شركة “زايومي” تختلف عن أبل، فشركته التي لم يمر على إنشائها اكثر من ثلاث سنوات تصل قيمتها السوقية الآن إلى 4 مليارات دولار، ولا تنتج إلا هواتف ذكية بكميات قليلة جداً وكل الهواتف تباع عن طريق الإنترنت.
الشركة تحقق نجاحاً مبهراً في السوق الصيني وهو السوق الذي يستوعب أي كمية من أي أجهزة ويطلب المزيد لكنها تقدم دائماً إعداد محدودة من كل جهاز فلماذا؟
طريقة الشركة في البيع تعتمد على خلق مناخ جيد حولها فيصبح الجميع راغباً في اقتناء منتجاتها ولكنها تطرح كميات قليلة وتبيعها عن طريق الإنترنت فلا يتمكن الجميع من الحصول عليها ومن يحصل على أحد الأجهزة ينقل خبرته الجيدة إلى الآخرين فتنمو لديهم الرغبة في امتلاك جهاز.
أحدث أجهزة الشركة يدعى “Xiaomi MI-2” يماثل بدرجة كبيرة جهازي الآي فون 5 من أبل والجلاكسي S3 من سامسونج، لكنه اقل من نصف سعر أي من الجهازين في الصين، وهو يأتي بشاشة 4.3 بوصات بحجم 720*1280 وهي تعني كثافة ألوان 342ppi أي أعلى من الآي فون والسامسونج S3 ويأتي أيضاً بمعالج رباعي النواة 1.5 جيجا أي أعلى من الموجود في الجهازين أيضاً وذاكرة عشوائية 2 جيجا وهي ضعف الموجودة في الجهازين السابقين ومماثلة لتلك التي في جهاز سامسونج نوت 2 وأخيرا محرك رسوميات من نوع Adreno 320 وهو أفضل من المستخدم في نوت 2 والجالاكسي S3 وكل هذه المواصفات بسعر أقل من 400 دولار ويعمل أيضاً بنظام أندرويد 4.1.
الأداء الجيد لهذا الجهاز وقيمته كان ملحوظاً في السوق الصيني الذي ينمو بسرعه مذهلة، ولكن الحصول على MI-2 مازال صعباً للغاية، فالشركة المنتجة “زايومي” طرحت فقط 50,000 نسخة حين أطلقته في 30/10/2012 وفي أقل من دقيقتين كانت كل النسخ قد نفدت، وحتى الآن ورغم الإقبال الكبير لم تطرح الشركة سوى 300.000 نسخة وهو رقم ضئيل جداً بالنسبة للسوق الصينية لكنه يبقي من يستخدم “زايومي” مميزاً وهذا وجه الشبه الرئيسي بين الشركة و بين أبل، طريقة طرح عدد أقل من الطلب هي طريقة متبعة من الشركات لبناء شعبية ورغبه بين المستهلكين لامتلاك منتجاتها، وبهذا تكون منتجاتها مباعه من قبل حتى طرحها، ولن تسعى شركة تتبع هذه السياسة ان تطرح منتجاتها خارج الصين حتى تخلق هذه الحالة من انتظار منتجاتها والرغبة فيها.