جمالية العربية على ألسِنةٍ صينية!
صحيفة الديار الأردنية:
الأستاذة القاضي فهيمة:
“عشنا لنرى”.. نعم، الى الصين وفيها عادت العربية “الى سابق عهدها”. فمنذ اندثاء طريق الحرير لم يعد للغتنا الجميلة والعظيمة مكان في تقلبات التاريخ الصيني وصفحاته، وبين اختراعات الصين واكتشافاتها المتواصلة، الى أن دنا عهد الانفتاح والاصلاح الشهير، بكلمة من “دينغ هيساو بينغ” والى “شي جين بينع” مروراً بـ”هو جين تاو”؛ حين عادت العربية الى الصين، من بكين الى غربها حيث تقطنها الى الان القبائل المسلمة والعربية الأصول، التي تعود دماً وعِرقاً وسحنةً الى آسيا العربية وشمالي أفريقيا الكبرى، وأضحت العربية تشغل مواقع جديدة بين السكان والمختصّين بل وفي اوساط تلاميذ المدارس وطلبة الجامعات رغبة في العلم والمعرفة، وأيضاً سعياً وراء الأعمَال في عَالم العرب وتوظيفاتهم، وفي سبيل وحدة إنسانية بين العالمين العربي والصيني على هدي الحديث النبوي الشريف “أطلبوا العلم ولو في الصين”.
في الصين تحتل العربية مكانة مرموقة وخاصة في إذاعة الصين الدولية، التي تبث يومياً بساعات طويلة على كل العالم العربي. فقد افتتحت الاذاعة منذ فترة ممثليات لها في عدد من الدول العربية، وأخال بأن آخرها كان في موريتانيا، وقبلها في مصر الخ، وهو تأكيد على أن الصين الجديدة تسعى الى علاقات وطيدة مع العرب وعالمهم المترامي الاطراف والمساحات، ومؤشر على نفع هذه العلاقات وطبيعتها التي تعتمد الانسانية طبيعة والمصلحة الشريف هدفاً ضمن ندية ورغبة في المنفعة الجمعية، نأمل أن يكون هناك إفتتاح لمُمثليات أخرى في الجزائر والاردن، تعميماً للفائدة الإعلامية والسياسية الصينية.
ففي العشرين من هذا الشهر، وقبيل انتهاء العام 2012 بأيامٍ، ستُجري إذاعة الصين الدولية وبجهود رئيسة قسمها العربي العتيد الاستاذة الصينية فائزة تشانغ لي مسابقة للغة العربية تشارك فيها مؤسسات علمية وتعليمية صينية وعدداً من الهيئات والجامعات والشخصيات الرفيعة الصينية والعربية من دبلوماسية وسياسية وإعلامية وأكاديمية، ووكالات أنباء ووسائل إعلام وفضائيات، وبإختصار سيكون لهذه المسابقة وهي على ما اعتقد الثانية على التوالي في الصين، وقعٌ خاص في القيادة السياسية والحزبية الصينية والقيادات العربية، وعلى عقول وقلوب العرب والصينيين سواء بسواء. ففائزة تشانغ لي تعمل على نشر العربية والصينية كلمة وصورة، وصورة العرب والصينيين على نحو واقعي وراقٍ يُخَالفُ تلك الصورة النمطية التي إعتاد الإعلام الصهيوني و”الغربي” ترويجها عالمياً إضراراً بالصينيين والعرب وبحرف الضاد ولغة “هان”.
ولا بد هنا، ومن الضروري، إعطاء كل ذي حق حقه، خاصة إن كان يُناصر العربية ويتعاضد وإياها خلال سنين طويلة، لتصبح رفيقته المُحبّبة والمحبوبة. وهنا أشير بكل مشاعر الاحترام والتقدير والتبجيل للسيدة والاستاذة فائزة تشانغ لي مديرة القسم العربي بإذاعة الصين الدولية والمذيعة والمترجمة والإنسانة الخلوقة. فرغم أن اختصاصها الجامعي كان في الاقتصاد والتجارة، إلا أنها اختارت العمل في الإذاعة، فهي إنسانة من تركيبة تحب المكان العربي لذا فضّلت العربية على التجارة والاقتصاد، فأخلصت لها وكان أكبر إنجاز حققته خلال تجارب حياتها في السنوات الماضية هو معرفة معاني الحب والامتنان وبادلت غيرها حباً بحب وفي مقدمتهم وطنها الصيني وقيادته السياسية والعالم العربي والعربية، وقد نالت السيدة فائزة محبة العرب واحترامهم الكبير، ولعلها أصبحت لكثيرين منهم قدورة حسنة في حياتهم ونشاطاتهم الإعلامية والانسانية والصداقية، وفي ترويج العربية شفاهة وكتابة وللالتصاق بها والإعلاء من شأنها في الصين الكبرى والعظمى سواء من خلال تنظيمها لمسابقات اللغة العربية على نحو واسع يشمل الصين بأكلمها، أو لجهة جهدها الجبار حقاً لصالح هذه اللغة عموماً، أو من خلال القسم العربي الزاهر للاذاعة الصينية التي نفخر بأثيرها وصوتها في عالمنا العربي.. فشكراً لكِ فائزة تشانغ لي لجهودك وسهرك المتصل ليل نهار لصالح العربية والصداقة الصينية العربية.
· كاتبة وشاعرة ورئيسة فرع الجزائر للإتحاد الدولي للصُحفيين أصدقاء الصين.
سلمت يداك صديقتي الغالية مايا رئع كل ما سطرتية