مناقشة كتاب (العرب ومستقبل الصين) لسامر خير في المكتبة الوطنية
موقع المدينة نيوز الأردني:
ضمن نشاط كتاب الاسبوع الذي تقيمه دائرة المكتبة الوطنية الأردنية، جرت مساء الاحد مناقشة كتاب (العرب ومستقبل الصين) لمؤلفه سامر خير.
وقال خير في الامسية ان واقع العلاقات العربية مع الصين،لا بد من تفحصه ضمن سياقات نظرة الصين الى العالم الخارجي، وسياساتها تجاهه.
ولقد تغيرت نظرة الصين إلى العالم الخارجي منذ إصلاحات ما بعد ماو تسي تونغ، فبينما كانت في عهد ماو محكومة إلى الإيديولوجية باتت في العهد الجديد الذي بدأ في العام 1987 مرتبطة بتحقيق مصالح الصين وخدمة مشروعها الوطني النهضوي، فقد أراد الزعيم الجديد دينغ شياو بنغ ان يضع سياسة بلاده الخارجية في خدمة مشروعه التنموي والنهضوي، ولهذا اوقف سياسة ماو حول الصراع الطبقي في العالم والثورة المستمرة ضد الامبريالية واستخدم سياسة التعاون والمصالح المشتركة بدلاً منها.
وبين خير أن هذه كانت الخطوة الاولى في هذا المجال وهي تجميد الخلافات مع دول الجوار ومع الغرب ولكن دون حلها تماماً لصالح التركيز على بناء العلاقات الاقتصادية، مبينا ان هذه السياسة نجحت بخاصة مع اعداء الصين التاريخيين كاليابان والهند وباتت الصلات قائمة معهما على اساس التعاون الاقتصادي، وهو ما انعكس ايضا على العلاقات الثقافية في المستوى بين العرب والصين فكانت الى فترة طويلة محدودة ورمزية ألا انها اخذت بالتطور من بوابة التعليم، اذ توجهت اعداد متزايدة من الطلبة العرب للدراسة في الصين ، وكذلك تم افتتاح العديد من معاهد كونفوشيوس لتعليم اللغة الصينية في القاهرة وتونس واخر في عمان، اما في الصين فأقيمت اقسام وكليات لتدريس اللغة العربية لكن ذلك لم يختص بالعربية وحدها اذ اندرج في اطار جهود تعليم مختلف اللغات الاجنبية في الصين ضمن مساعي الانفتاح على الخارج.
وتناول الدكتور مجد الدين خمش النموذج الصيني في الانفتاح على الرأسمالية والعالم الخارجي وكيف ان الصين استفادت من كافة الخبرات والانجازات الخارجية، وبين انه على العرب الاستفادة من النموذج الصيني وخاصة في مجال التنمية والنمو الاقتصادي.
واشار خمش الى أن الصين أخذت في الانفتاح على العالم مما ساعد في استقرار مجتمعها وسد الثغرة بين المناطق الغنية والفقيرة.
وقارن الدكتور زيد حمزة بين كتاب (الصين الشعبية والمسيرة الكبرى) للكاتب المصري محمد عودة قبل ستين عاما، وكتاب سامر خير الذي يتحدث عن الصين وعلاقتها مع العرب، مشيدا بالتجربة الصينية والنموذج الآسيوي الذي اصبح ينافس النموذج الاوروبي.
ورأت الدكتور لانا مامكغ ان الصين بحضارتها وعدد سكانها الذي تجاوز المليار وثلاثمائة مليون نسمة ضبطت عملية الانجاب مع المحافظة على بقاء المجتمع بفورة عنفوانه، لافتة الى ان الصين بقيت تركز على العمل اليدوي مع احترام ثقافة المنتج اليدوي.