الجزائر وكوريا.. أحداث واستقلالية
صحيفة الديار الأردنية ـ
مايا الميسمي القاضي*:
في تحديد جائزة القائد الكوري العزيز “كيم جونغ إيل” الدولية اعتراف حقيقي بإرثه الثوري العالمي الذي أفضى الى تحقيق الأماني والتطلعات الإجماعية للبشرية التقدمية، والتي بدورها هبّت الى تخليد مآثره في الإنجازات السياسية والطبقية والمجتمعية التي اجترحها ويتم اليوم الاحتفال بها على أوسع نطاق محلياً ودولياً.
عندما نقول دولياً، فنحن ندرك بأن هناك الكثير من الجوامع العربية والجزائرية الكورية. فالعالم العربي والعالم الكوري يتمتعان بقواسم مشتركة في النضال والعمل وتحقيق المكاسب لأُمتيهما، وفي المجال الاقتصادي فقد تم تحقيق رخاء من نوع جديد، إذ تحررت كوريا من الهيمنة والاستعمار المباشر وها هي تصد الاستعمار غير التقليدي، الاقتصادي والسياسي، وها هي الجزائر ايضاً في طليعة الامة العربية تعمل على إحباط التآمر والتدخل في شؤونها الداخلية. والبلدان، الجزائر وكوريا، يعانيان من القوى الوقحة نفسها التي تساند الارهاب والتدخل وشطب منجزاتهما الوطنية ومحاولة تجييرها لرأس المال الأجنبي وقادته السياسيين لدول المركز الاستعماري. فمنذ نهايات العام الماضي تسود أجواء من التوتر الشديد في شبه الجزيرة الكورية والمناطق المحيطة بها جرّاء مخططات القوى المعادية لخنق الجمهورية الكورية، عن طريق تدبير “قرار بعقوبات” جائر واستفزازي وغير شرعي في مجلس الامن الدولي للامم المتحدة بحجة نجاح بيونغ يانغ في إطلاق قمر صناعي يحمل اسم “كوانميونغسونغ رقم 3” – 2″، الذي يعتبر تصنيعه وإطلاقه من الحقوق السيادية لكوريا على نفسها وحقاً لها في مسيرتها للتطور الصناعي والتكنولوجي. ومن الجهة الاخرى وفي خضم العدوانات حين يواجه الشعب الجزائري وتواجه الدولة الجزائرية المركزية أخطاراً على وجودها ومستقبلها، تباشر التصدي الحازم لها، تماماً كما في كوريا عندما تعمل قيادة هذا البلد ومنذ “كيم إيل سونغ”، مروراً “بكيم جونغ ايل”، وانتهاءً بالقائد الكبير “كيم جونغ وون” لوقف العدوان وتطوير القدرات الصاروخية والنووية، فهي بالتالي تضمن سيادتها واستقلاليتها على هدي “سونغون” الدفاعي، الذي لا يمكن له التراجع في مواجهات القرن الحادي والعشرين الذي هو قرن فاصل بين الموت والحياة، وبين التخلص من قيود الماضي والانطلاق الى التحرر وعصر الاستقلالية الناجزة.
واليوم عندما تحتفل كوريا بقضها وقضيضها بذكرى الحدث الكبير، ميلاد “كيم جونغ إيل”، إنما تقرر ان يكون هذا الرجل الشهم و”الكيمجونغئيلية” فيها وبين صفوفها الجرارة الى الأبد في مواجهة القوى الاسترقاقية، وخاصة الامريكية ومن يُناصرها ويعاضدها. والمحبب في هذه الذكرى بالرغم من انها أليمة، وفي كل يوم حين تكرّم كوريا قائدها الخالد الفعاليات التي يعقدها الرفيق “كيم جونغ وون” المحبوب الامين الاول لحزب العمل الكوري، الرئيس الاول للجنة الدفاع الوطني لجمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، القائد الاعلى للجيش الشعبي الكوري وتجسّد الحب الابدي من أعماق الامة الكورية واخلاصها لزعيمها وإرثه وأثره الفكري والفلسفي والفعلي والواقعي، وماالاجراءات الفعلية والأشد التي تتخذها كوريا الديمقراطية لصون نفسها إلا جزءاً أساسياً وضرورياً من تلك التي أقرها القائد “كيم جونغ إيل” وأوصى بها، لردع المعتدين والمتطاولين، ولتكن البلاد كلها في مأمن من الاخطار التي تتكسر على صخرة صلدة من صمود كوريا وقيادتها “الكيمجونغوونية”.
*كاتبة وشاعرة وممثلة رئيس مجلس التضامن العربي مع الشعب الكوري في الجزائر.