جولة شي جين بينغ الخارجية الأولى تلقي الضوء على “حلم الصين العالمي”

وكالة أنباء الصين الجديدة ـ شينخوا:
بدأ الرئيس الصيني شي جين بينغ الجمعة أولى جولاته الخارجية منذ توليه منصبه الاسبوع الماضي، ويعتقد خبراء هنا ان الجولة ستوضح اشارات شي الجديدة عن “حلم الصين العالمي”.

وقال شي ين هونغ استاذ العلاقات الدولية في جامعة رنمين الصينية “ستكشف الجولة عن بعض السمات الهامة لمفهوم شي عن النظام العالمي.”

وقال “من الاماكن التي سيزورها شي في جولته، يمكننا القول بأن الصين ملتزمة بتعزيز الديمقراطية في الشؤون الدولية وكذا اقامة نظام عالمي اكثر عدلا ومسؤولية”.

وفي مقابلة مشتركة مع صحفيين من الدول الاعضاء في مجموعة البريكس التي تضم البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب افريقيا، قال شي إن الصين تأمل ان تجري الدول والثقافات حول العالم تبادلات على قدم المساواة وان تتعلم من بعضها البعض وان تحقق تقدما مشتركا.

كما عبر عن امله في ان تقوم كل الدول بجهود مشتركة لبناء عالم متناغم يتسم بالسلام الدائم والازدهار المشترك.

وقال شي “انها نسخة شي من حلم الصين العالمي.”

واضاف “انها تتماشى مع التطلعات المشتركة لشعوب الدول المختلفة وترتبط بشكل وثيق بالحلم الصيني الذي وضعه شي.” وقال إن تحقيق الحلم الصيني للتجديد العظيم لشباب الامة الصينية يساعد على تحقيق الحلم العالمي فإذا تحقق الحلم العالمي فسيهئ بيئة خارجية سليمة للبلاد لتحقق “الحلم الصيني”. نوع جديد من العلاقات بين القوى

ارتكازا على جولة شي الخارجية الاولى وتفاعلاته مع القادة الاجانب الاخرين خلال الاسبوع الماضي، يعتقد محللون أن الصين ملتزمة بتطوير نوع جديد من “العلاقات بين القوى” بطريقة شاملة ومنفتحة على امل كسر النظرية الصفرية عبر تعزيز التعاون المربح للجميع. وعلى عكس العلاقات بين القوى في الماضي التي استهدفت في الاساس قوى عالمية بعينها، فتدعم الصين الان نوعا جديدا من العلاقة التعاونية بين كافة القوى الكبرى ومنها القوى الرئيسة في الدول النامية، حسبما قال روان تسونغ تسه نائب مدير المعهد الصيني للدراسات الدولية.

وقال “علينا تبني اتجاه جديد ومنفتح نحو كافة القوى”، مضيفا ان كلمة “جديد” الان تعني النظر لتنمية ونمو دول اخرى كفرصة لنمو دولة اخرى.”

وقال “عبر القيام بذلك يمكن تطوير العلاقات بين الدول بطريقة سليمة ودائمة.” وفي مقابلة مشتركة الثلاثاء الماضي، قال شي إن زيارته لروسيا تكشف عن “مستوى رفيع وطبيعة خاصة” للشراكة التعاونية الشاملة والاستراتيجية بين البلدين. وقال روان إن علاقة الصين بروسيا، اولى محطات شي، وصلت الى مرحلة تتسم بمستوى عال من الثقة المتبادلة، ترى فيها كلا البلدين ان تنمية الاخر فرصة لها. وقال “عقلية المعادلة الصفرية التي تعني الاعتقاد بأن نجاح طرف ما يعني فشل الاخر احد العوامل الكبرى التي تعيق الثقة المتبادلة وتخلق نزاعات بين القوى الكبرى.” واشار روان الى ان العلاقات الصينية – الروسية الشاملة شهدت احراز تقدم خلال العقد الماضي، الا ان ذلك لا يعني انه لا توجد مشكلات في العلاقات الثنائية. وتابع “ومع ذلك، يتفق الجانبان على عدم السماح للخلافات باعاقة نمو العلاقات الثنائية”.

الجولة الاولى لا تستهدف طرفا ثالثا

يشير محللون هنا إلى ان أولى جولات شي الخارجية كرئيس لدولة الصين ليس لها طبيعة خاصة ولا تستهدف طرفا ثالثا.

وقال تشانغ يوان يوان السفير الصيني السابق لدى بلجيكا إن سياسة الصين الخارجية شاملة.

وخلال جولته التي تستمر تسعة ايام، من المقرر ان يقوم شي بزيارة دولة إلى روسيا وتنزانيا وجنوب افريقيا وجمهورية الكونغو، ومن المتوقع ايضا ان يحضر القمة الخامسة لزعماء دول البريكس في دربان بجنوب افريقيا.

وقال تشانغ إن الزيارات تشمل عوامل متعددة، ومنها قوة عالمية ودولة مجاورة، ودول نامية وتعاون متعدد الاطراف، وكلها من اولويات سياسة الصين الخارجية.

ومنذ انتخاب شي رئيسا الاسبوع الماضي، استقبل زعماء صينيون اخرون ضيوفا مهمين واجروا اتصالات مع زعماء من دول اخرى.

ففي محادثة هاتفية اجراها يوم 14 مارس الماضي، وعد كلا من شي والرئيس الامريكي باراك اوباما بالقيام بجهود لتحقيق هدف بدء نوع جديد من العلاقة بين القوى.

وخلال لقائه مع وزير الخزانة الأمريكي جاكوب ليو هنا يوم 19 مارس الماضي، حث شي البلدين على رؤية مراحل نمو الاخر بموضوعية واحترام مصالح الاخر من اجل تعزيز التنمية والنظر لفرص الطرف الاخر وتحدياتها كأنها له.

واشار تشانغ الى ان بناء نوع جديد من العلاقة بين القوى واستكشاف سبل للقوتين الكبيرتين بالتقدم معا، سيقوي العلاقات الصينية – الامريكية وسيكسر اللعنة التاريخية بأنه “لا مفر من وقوع نزاعات بين القوى الكبرى.”

ومن ناحية اخرى، بدد روان تسونغ تسه المخاوف بشأن جولة شي، قائلا ان تلك المخاوف “غير ضرورية تماما”. وقال “ان السبب الذي يجعل الصين تسعى لبناء نوع جديد من العلاقة بين القوى هو انها لن تصعد عن طريق التحالفات.” وقال روان “لقد ولى زمن التحالفات القديمة او اسستهداف طرف ثالث”.