“الجينبينغية” المُخلِصة للتحالفات الكونية

موقع الصين بعيون عربية ـ
يلينا نيدوغينا*:

في أُولى تصريحاته الدولية القوية، أعرب الرئيس الصيني المُنتخب حديثاً، شي جينبينغ، السبت الماضي، عن دعمه للقضية السيريلانكية. كان ذلك في حديث هاتفي أجراه الرئيس مع نظيره السريلانكي ماهيندا راجاباكسا. الرئيس “شي” أكد دعم الصين للجهود التي تبذلها سيريلانكا “لحماية سيادتها الوطنية”، وأبدى استعداد بكين لتقديم المزيد من المساعدات.
الرئيس السيريلانكي كان هو الآخر صريحاً عندما أكد إن بلاده ستواصل دعمها “القوي” للصين فيما يتعلق بالقضايا الخاصة بسيادة الصين الوطنية وحماية أراضيها.
في حديث “شي” نكتشف التالي: ان علاقات البلدين كانت وستبقى على ثباتها، وتضامنهما سيبقى ويستمر مع بعضهما بعضاً في مختلف المناحي؛ ومن جانبه أعرب “شي” عن إخلاص البلدين لعلاقاتهما الثنائية على مدار سنوات عديدة سابقة ومحافظتها السَّارة على قوة دفع “سليمة ومستقرة”، ولتحقيق التعاون المتبادل إثماراً في القطاعات “كافة”.
الصين مهتمة بدعم العالم لقضاياها الرئيسية على مِثال أحقية تمثيل البر الصيني للامة الصينية ووحدة الصين تراباً وشعباً وتاريخاً، ومبدأ “صين واحدة”، بعيداً عن الانعزالية والتفتيتية التي انطبعت بها سياسة تايوان المدعومة أمريكياً؛ إضافة الى اهتماتم بكين بتلقي المُسَاندةِ لشرعية الامة الصينية الموحَّدة، ومصالحها الآسيوية والعالمية التي تلتقي مع مصالح ومواقف الامم. وفي الدعم السيريلانكي الطويل للصين، أهمية كبرى للصين، أعرب عن مداه الطويل الرئيس “شي” لنظيره السيريلانكي، منوّهاً بأن الصين “تقدّر بشدة تطور العلاقات مع سيريلانكا”، وستكثف جهودها وعلاقاتهما الشاملة للتعاون والشراكة مع كولمبو إلى مستويات “أعلى”.
وقفت الصين طوال الحقبة المنصرمة الى جانب وحدة التراب السيريلانكي، ودعمت “بقوة” الجهود السريلانكية الرامية إلى حماية استقلال وسيادة البلد، وسلامة أراضيه، وفي حديث الرئيس الصيني نلحظ ان الصين تواصل النهج نفسه وستُبقي عليه في المستقبل، فالمساعدات الصينية، المتعدّدة، ساهمت بدرجة محسوسة في رد الهجمة الدولية على سيريلانكا وتصليب دفاعاتها وسحق التمرد السابق المدعوم خارجياً والذي أودى بحياة مئات الألوف من السيرلانكيين على مدار سنوات طويلة.
المحادثة الهاتفية بين الرئيسين الصيني والسيريلانكي تؤكد لنا الجزئيات المهمة التالية: فشل جيوش المحللين والخبراء في الشأن الصيني، من العرب والاجانب على حد سواء، في ادعاءاتهم بأن الرئيس”شي” هو “رجل بيريسترويكا الصين”، وفشل أحلامهم التي أطلقتها أقلامهم وأصواتهم للتشويش على مواقف “شي” وشخصيته والسياسة الصينية؛ مواقف الصين التي يُعَبّر عنها “شي” في علاقات بلاده مع كولمبو تشير الى ثبات الصين على سياسة ونهج التصدي للتدخل الاجنبي في شؤون الدول الآسيوية وغير الآسيوية؛ الصين تحتاج الى أصدقاء خُلصاء في العالم على مِثال سيريلانكا لتوظف قوتها الى جانب هذه الدول وإقامة تحالفات كونية معها، تضمن مسيرتها السلمية وتفعيل “الكتاب الابيض الصيني لتنمية السلام” العالمي والتعاون الدولي السلمي.
*عضو في المجلس القيادي التنظيمي للاتحاد الدولي للصحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين.