هولاند الخميس في الصين للترويج للصناعات الفرنسي
وكالة الصحافة الفرنسية:
يقوم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الخميس والجمعة باول زيارة رسمية الى الصين على رأس وفد من الصناعيين، يسعى خلالها الى اعادة التوازن الى المبادلات التجارية بين البلدين، داعيا الى تنويع اكبر لوجود الشركات الفرنسية خصوصا الزراعية-الغذائية.
ولخص جوناتان هولسلاغ الاخصائي في العلاقات الصينية الاوروبية في الجامعة الحرة في بروكسل الوضع بقوله “ان الصين حصلت تقريبا على ما تريده من الشراكة، لكن فرنسا لاقت صعوبة من جهتها في جني ثمار النمو في الصين”.
وهولاند هو اول رئيس دولة اجنبية يستقبله في بكين شي جينبيغ منذ تسلمه الحكم قبل خمسة اسابيع. ومن المقرر ان يعقدا ثلاثة لقاءات بينها عشاء رسمي الخميس وغداء الجمعة يقتصر على انضمام زوجتي الرئيسين فاليري تريرفيلر وبينغ ليوان المغنية الشعبية التي منحت رتبة جنرال.
ويأمل الجانب الفرنسي اجراء “نقاش معمق وطويل الامد” حول عولمة العملة الصينية اليوان التي تأسف باريس لتخفيض قيمتها. وقد وضع هولاند هذه المسألة في المرتبة العاشرة في صلب الاولويات ال60 التي تعهد بتحقيقها اثناء حملته الانتخابية، داعيا الى قيام “نظام مالي عالمي جديد”.
وفضلا عن المواضيع الساخنة الكبرى -كوريا الشمالية وسوريا…- يعتزم فرنسوا هولاند “بكل تأكيد” التطرق ايضا الى مسالة حقوق الانسان بحسب اوساطه.
اما في ما يتعلق بالشق الاقتصادي “فهناك ضرورة لاعادة التوازن (وهي مسالة) يوافق عليها الطرفان” حتى وان كان الامر لا يتعلق ب”تصحيح الوضع بعصا سحرية بل بتصويب المسار” كما قال مصدر في الاليزيه.
وحصة فرنسا في التجارة الخارجية الصينية مستقرة منذ سنوات حول 1,3%، مقابل حوالى 5% لالمانيا، وهو فارق يفوق بشكل واضح التباين الكبير بين الاقتصادين.
فان كانت الصادرات الفرنسية الى الصين ازدادت بنسبة 11,9% العام الماضي لتصل قيمتها الى 15 مليار يورو، فان العجز التجاري الفرنسي بلغ 26 مليارا. وهي ترتكز بنسبة الثلث على الصناعات الجوية فيما يشكل القطاع النووي ركيزتها الاخرى.
وبمناسبة هذه الزيارة قد توقع شركة اريفا الفرنسية والشركة الصينية سي ان ان سي اتفاقا لبناء مصنع لمعالجة الوقود النووي، وقد تعطي بكين موافقتها لشراء طائرات ايرباص من قبل شركات صينية بحسب خبير طلب عدم كشف اسمه. وتجري حاليا محادثات لتقوم شركة رينو لصناعة السيارات ببناء مصنع في يوهان قادر على انتاج 150 الف سيارة سنويا.
الى ذلك فان القطاع الزراعي الغذائي الذي لا يمثل سوى 11% (1,6 مليار يورو) من الصادرات الفرنسية الى الصين يعتبر واعدا جدا لانه يتوقع ان تبلغ قيمة الواردات الصينية في 2017 مئة مليار دولار سنويا. وتعول باريس خصوصا على اتفاق يفتح الاسواق الصينية امام اللحوم الباردة الفرنسية التي تصطدم حتى الان بمعايير صحية دقيقة.
وفي الاجمال تستخدم الشركات الفرنسية المقدر عددها ب1200 شركة في سائر انحاء الصين نحو 500 الف شخص في حوالى 2200 موقع. وتعد فرنسا 11 الف شركة مصدرة الى الصين، بينها 5% فقط من المجموعات الكبرى. لكن هذه الاخيرة تحوز لوحدها على ثلثي القيمة المصدرة.
وعلى الصعيد الثقافي يتوقع ان يدافع هولاند ايضا عن السينما الفرنسية. ففي السوق الصينية تمثل السينما الاميركية ما بين 40 و45%، والصينية 50% بينما يتقاسم بقية العالم 5 الى 10% كما تؤكد ايزابيل غلاشان من هيئة “اوني فرانس” لترويج الافلام الفرنسية في الخارج.
وباتت الصين السوق العالمية الثانية للافلام وراء الولايات المتحدة. وبالرغم من فرضها رقابة مشددة على الاعمال الثقافية وتحديدها حصصا صارمة لدخول الافلام الاجنبية، تعتبر الصين بمثابة “الدورادو” عالمي.