الأردن.. افريقيا والصين
صحيفة الديار الأردنية:
يلينا نيدوغينا*
في الاردن تتكاثر الأنشطة المدرسية والجامعية التي تعمل على تدريس اللغة الصينية ضمن مناهجها غير الالزامية، رغبة بالتعرّف عن كثب على دولة ارتبط بها العرب بطريق الحرير الشهير، ويرتبطون بها حالياً من خلال مختلف العلاقات والتبادلات الاقتصادية والسلعية، والدعم المعنوي والمادي.
وقد قرأنا العديد من الأخبار، أخيراً، في الصحف الاردنية اليومية، التي تتحدث عن تدريس هذه اللغة في أرقى المدارس والجامعات المحلية، ومشاركة السفير الصيني لدى الاردن، سعادة السيد يوي شياو يونغ، في نشاطات أفتتاحها وتفعيل رؤاها، والارتقاء بها تقنياً وعلمياً، وعملت الصين من خلال سفارتها في عمّان على تقديم المَشورة والنُصح والادوات التدريسية والمعلمين الصينيين القديرين، لنشر هذه اللغة الجِسر، لمزيد من إعلاء صروح العلاقات الصينية الاردنية. وفي الأنشطة في هذا الاتجاه، ترَافُقها مع تصريحات صينية تحدثت عن رغبة الصين بنمو علاقاتها مع افريقيا، وتحقيق نمو مستدام فيها، لمعالجة أسباب التأخّر المزمنة، ولإرساء وسيلة ناجعة لمعالجة الاسباب الجذرية للتقهقر، وللارتقاء بالقارة السمراء الى مستويات التقدم العالمي المنشود.
وفي افريقيا أيضاً، نقرأ الكثير عن تسارع في تعلّم ابناء القارة اللغة الصينية، التي يَجد فيها الافارقة وسيلة سهلة لنمو بلادهم وحياتهم ومداخيلهم المادية، وسبيلاً مأموناً للوصول الى السلام في فيها من خلال الاقتصاد القاري الجمعي، ولوضع حد للصراعات والمواجهات المسلحة فيها التي تنمو وتتفاقم على خلفية الفقر والفاقة ووقوف الغرب وعلى رأسه امريكا بوجه تقدّم القارة والافارقة عموماً، إقتصادياً وإنسانياً. وفي تصريحات أطلقها، لي باو دونغ، مندوب الصين في الامم المتحدة، بُعَيِد انتخاب الرفيق شي جينبينغ لمنصب رئيس جمهورية الصين الشعبية، بأن افريقيا تظل القارة الوحيدة التي تشهد اكثر الصراعات حدة، والوضع الامني الاكثر هشاشة في العالم ورغبة الصين انتشالها من هذا الوضع المتأزّم، نلمس توجّهاً صينياً لتنمية القارة، كما هو الامر لتنمية علاقات الصين بالاردن، من خلال اللغة والاقتصاد والتبادلات الانسانية، التي هي الأساس الاول لنجاح العلاقات الثنائية.
ان تواصل الصين المناداة بتطوير علاقاتها الآسيوية والافريقية، والاردن مِثال على هذا التواصل وندية هذه العلاقات وإكسابُها بُعداً شريفاً وقيمة مُضَافة في شتى حقولها ومناحيها، تترافق دعوة نشر العلاقات الثنائية بسلام مكين في الشرق الاوسط، واحترام سيادة دول المنطقة وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، وهو أساس آخر متين يضمن نمو العلاقات الثنائية والجمعية بين الدول ذات الانظمة الاجتماعية السياسية المتباينة، لذا تسعى الصين الى زيادة رساميل استثماراتها في افريقيا وترجمة اقوالها الى أفعال، عودة على بدء هذه العلاقات التي اكتسبت مِثالا يُحتذى، ونأمل في الاردن أيضاً ان تتطلع الصين بجدِّية الى زيادة أحجام استثماراتها في البلاد، وإعادة مصانعها التي أُغلقت سابقاً، لتعمل من جديد في مناطق الاردن المختلفة، تلبية لضرورات إضافة نوعية على علاقات الصين بالاردن، ضامنة لتواصل النسق الإستراتيجي الذي اختاره الطرفان لها منذ سنين طويلة خلت.
عضو في قيادة الاتحاد الدولي للصحفيين اصدقاء الصين