الصين تحذر من التفاؤل المفرط إزاء التجارة الخارجية
شبكة الصين:
قوانغتشو 22 مايو 2013 (شينخوا) تواجه التجارة الخارجية للصين حاليا وضعا متقلبا، في ظل استمرار حدة الضغوط داخل البلاد وخارجها، فلا يمكن التفاؤل المفرط إزاء نمو التجارة الخارجية هذا العام، حسبما قالت وزارة التجارة الصينية مؤخرا.
على الرغم من أن نمو التجارة الخارجية للصين جاء أكبر من التوقعات منذ بداية العام، وخاصة أن الصادرات تجاه المناطق المعينة كهونغ كونغ شهدت نموا بسرعة عالية، غير أنه لا يمكن تجاهل عوامل غير طبيعية قد أدت إلى هذا النمو. وفي الوقت نفسه، لم يكن هناك تحسن جوهري في الطلب الخارجي، حيث ان الأسباب المحددة مازالت قيد البحث والتحليل.
وكشف المتحدث باسم الوزارة شن دان يانغ عن خصائص التجارة الخارجية الصينية في الأشهر الأربعة الأولي من هذا العام، والتي تمثلت في نمو مستقر لصادرات الصين إلى أمريكا والآسيان وزيادة سريعة لصادرات المناطق المتوسطة والغربية الصينية ونمو مستقر لكل من التجارة العامة وتجارة المعالجة وزيادة سريعة نسبيا في صادرات المنتجات الميكانيكية والكهربائية، بالإضافة إلى انخفاض قيمة الواردات لمعظم منتجات الطاقة والموارد.
أوضحت أرقام المعرض الصيني للواردات والصادرات السلعية والمعروف باسم معرض كانتون، أكبر معرض تجاري في الصين، أن التجارة الخارجية الصينية قد تشهد انتعاشا متواضعا هذا العام ولكنها ما زالت تواجه سلسلة من التحديات.
ويعتبر معرض كانتون المنعقد مرتين سنويا في مدينة قوانغتشو، حاضرة مقاطعة قوانغدونغ جنوبي الصين بارومترا ومحددا لاتجاه التجارة الخارجية الصينية. وقد اختتمت دورته الربيعية الـ113 لعام 2013 في وقت مبكر من هذا الشهر.
وقال ليو جيان جيون، المتحدث باسم معرض كانتون إنه مقارنة بالدورة الـ112 السابقة والتي أقيمت في أكتوبر العام الماضي ، فإن هذه الدورة شهدت المزيد من المشترين من الخارج وعدد أكبر من الصفقات التجارية، حيث بلغ عدد المشترين أكثر من 202 ألف شخص من 211 دولة أو منطقة، بزيادة 7.06 بالمائة عن الدورة الخريفية السابقة، بينما انخفض هذا العدد بنسبة 3.83 بالمائة عن الدورة الـ111 في نفس الفترة من العام الماضي.
وذكر ليو وهو أيضا نائب مدير مركز التجارة الخارجية الصينية أن القيمة التعاقدية للصفقات التجارية في المعرض بلغت 35.5 مليار دولار أمريكي، بزيادة 8.8 بالمائة عن الدورة السابقة. بيد أنها تراجعت بنسبة 1.4 بالمائة مقارنة مع الرقم المسجل في الدورة الربيعية للعام الماضي.
وفقا لأحدث البيانات الصادرة عن الجمارك الصينية ، وصل إجمالي الواردات والصادرات للصين إلى 1130.75 مليار دولار أمريكي في الفترة من يناير إلى ابريل من هذا العام، بزيادة 14 بالمائة على أساس سنوي. ومن بينها، بلغ قيمة الصادرات 695.87 مليار دولار أمريكي، بزيادة 17.4 بالمائة على أساس سنوي. وجاءت هذه الزيادة مرتفعة عن الرقم 7.9 بالمائة المسجل في العام الماضي بأكمله، بينما شهدت تراجعا مقارنة بنسبة 18.4 بالمائة المسجلة في الربع الأول من هذا العام.
وأفاد ليو أن المصدرين الصينيين يواجهون العديد من التحديات، بما في ذلك ارتفاع تكاليف العمالة والمواد الخام وزيادة قيمة اليوان وارتفاع تكاليف التمويل وتزايد الاحتكاكات التجارية.
جدير بالذكر أنه من بين الصفقات التي تم إبرامها في المعرض، ما زالت الصفقات طويلة الأجل قليلة، حيث جاءت حوالي 84 بالمائة من الصفقات في صورة عقود لمدة ستة أشهر أو أقل، ما يدل على أن المشترين من أنحاء العالم مازالوا يتوخون الحذر في إبرام الصفقات طويلة الأجل في ظل تأثيرات الأزمة المالية العالمية.
وتابع ليو أن المصدرين الصينيين لا يريدون قبول عقود طويلة الأجل نظرا لتقلبات أسعار المواد الخام وأسعار صرف العملات الأجنبية.
إضافة إلى ذلك، فإن الشركات الصينية شهدت زيادة في إبرام صفقات مع الاتحاد الأوروبي وأمريكا واليابان بنسبة 6.3 بالمائة و9.9 بالمائة و38 بالمائة على التوالي على أساس شهري، بينما شهدت انخفاضا بنسبة 4.9 بالمائة و0.5 بالمائة و12.6 بالمائة على أساس سنوي.
يذكر أن الأسواق الناشئة تجلب زخما يساعد على زيادة ثقة المؤسسات الصينية في التجارة الخارجية. فازدادت الصفقات مع دول بريكس التي تضم البرازيل وروسيا والهند وجنوب إفريقيا بنسبة 6.0 بالمائة على أساس شهري و5.2 بالمائة على أساس سنوي ، كما ازدادت الصفقات مع منطقة الشرق الأوسط بنسبة 10 بالمائة على أساس شهري و6.5 بالمائة على أساس سنوي.