شي جينبينغ رمز الثقة المستعادة في الصين يعقد اول قمة مع اوباما
موقع ايلاف الالكتروني:
بكين: يمثل الرئيس الصيني شي جينبينغ الثقة الجديدة التي تبرز في الموقف الصيني ويتجلى ذلك خلال زيارته لمدارس الاطفال او لحاملات الطائرات قبل توجهه للمشاركة في القمة الاولى له مع نظيره الاميركي باراك اوباما.
وتعتبر الولايات المتحدة البلد الوحيد الذي يتفوق على الصين لجهة السلطة والتاثير الدولي، وتنظر اليها الصين على انها منافستها الرئيسية وفي الوقت نفسه تولي اهمية كبرى لعلاقتها معها.
وفي ظل قيادة شي، اعتمدت الصين موقفا اكثر حزما في الخلافات الحدودية مع اليابان حليفة الولايات المتحدة ومع دول اخرى مجاورة، كما انها لا تتردد في الخوض في جدل حول قضايا تجارية او سواها مثل التجسس الالكتروني.
ويعقد الرئيسان اللذان يقودان اكبر اقتصادين وجيشين في العالم اجتماعا يومي الجمعة والسبت في الولايات المتحدة يامل مسؤولو البيت الابيض في ان يحقق الانسجام بينهما.
ومع ان الرئيسين قد يبدوان للوهلة الاولى وان كل منهما من عالم مختلف، الا ان بعض المحللين يرون قواسم مشتركة في تجاربهما في الحياة قد تشكل اساسا يمكن البناء عليه.
وقال ويلي لام الخبير السياسي في الجامعة الصينية في هونغ كونغ ان الرئيسين “شعبويان بطبعهما”.
وتحدى اوباما عقبات كثيرة قبل ان يصبح اول رئيس اسود للولايات المتحدة بينما عانى شي من الكثير من الصعوبات خلال الثورة الثقافية (1966-1976) عندما طرد والده بعد ان كان احد ابطال هذه الثورة وارسل شي نفسه الى منطقة ريفية للعمل.
وقال لام “لقد عاش في الريف، احد اكثر المناطق فقرا في الصين ولذلك تراه يروق للمواطن العادي والفلاحين واعضاء الطبقات المتدنية في الصين”.
وخاض الرئيسان مسيرة طويلة وباتا اليوم في اوج القيادة والسلطة.
وقال سكوت هارولد خبير شؤون الصين في معهد راند كوروبريشن للدراسات ان “عبء القيادة وحده عامل كاف للتقريب بينهما”.
الا ان محللين شددوا على المصالح القومية ستطغى على اي تفاهم شخصي عندما يتعلق الامر بالعلاقات الدبلوماسية.
ويعتبر شعار حملة شي “الحلم الصيني”، وقد اشار الى “النهضة العظيمة للامة الصينية”.
وتولى شي زعامة الحزب الشيوعي الحاكم ولجنته العسكرية المركزية في تشرين الثاني/نوفمبر قبل ان ينتقل الى راس السلطة في اذار/مارس.
وسيكون الاجتماع الذي يستمر ليومين الاول بينهما مع انهما التقيا العام الماضي عندما كان شي لا يزال نائبا للرئيس وقام بزيارة العاصمة واشنطن ومدن اميركية اخرى من بينها بلدة صغيرة في ولاية ايوا اقام فيها لفترة وجيزة في ثمانينات القرن الماضي عندما كان يقوم بجولة استطلاعية بصفته مسؤولا صغيرا في الحزب.
من جهته، حذر ستيف تسانغ خبير السياسة الصينية في جامعة نوتنغهام البريطانية من اعطاء دلالة اكبر من اللازم للتعابير المؤيدة للولايات المتحدة في حديث شي عن اعجابه بالحياة في وسط غرب الولايات المتحدة.
وقال تسانغ ان شي “يتحدث عن +الحلم الصيني+ الذي سينافس +الحلم الاميركي+ لكن بشكل مختلف”.
واضاف “اعتقد انه تعبير عن الثقة وعن نوع من الحزم لم نشهده في السابق”، في اشارة الى الدبلوماسية التي ينتهجها شي، واضاف انه يتوقع الا يكون “محاورا سهلا في المفاوضات مع الاميركيين”.
وسيتولى شي رئاسة الصين لعشر سنوات وهو لا يواجه اي منافس فعلي في الداخل بعد ان امضى سنوات عدة لترسيخ سلطته، بحسب محللين، مع ان هيكلية القيادة في الصين لا تزال جماعية بطبيعتها.
وتابع هارولد “لقد انطلق من اساس قوي تمكن من تنميته اكثر من اي رئيس سابق في الصين منذ ماو تسي تونغ”.
واضاف “لا يوجد احد ينافسه على السلطة”، خلافا لما كان عليه الوضع ابان هو جينتاو وجيانغ زيمين.
ومضى هارولد يقول ان جيا كينغوو خبير شؤون السياسة الخارجية في جامعة بكين ان شي “كسب مصداقية وقدرة قيادية” من خلال تعرضه لمشاكل اساسية في الداخل وفي الخارج منها الفساد والعلاقات مع كوريا الشمالية.
وقال جيا “لقد نجح في ان يصبح قائدا دون منازع للصين ولديه هامش كبير لممارسة السلطة وادارة البلاد”.
واثار شي الذي ترافقه زوجته الانيقة بينغ ليوان اعجاب المسؤولين الاميركيين الذين التقوا به.
وقالت وزيرة خارجية الولايات المتحدة السابقة هيلاري كلينتون لمجموعة من مسؤولي السياسة الخارجية الاميركية الشهر الماضي “لقد رايت كيف يتفاعل مع زملائه الصينيين ومع مسؤولين اميركيين”. واضافت انها تراه شخصا “براغماتيا وسياسيا اكثر بكثير” من هو الذي كان يعتبر بشكل عام شخصا متصلبا ولا يتمتع بالحضور.
ويشكل اختيار مكان الاجتماع في منتجع انينبورغ المنعزل في الصحراء بشرق لوس انجليس دليلا على ان شي مستعد لمواجهة الولايات المتحدة بثقة اكبر من اسلافه، بحسب تسانغ.
واضاف تسانغ “انه يتمتع بما يكفي من الثقة حتى لا يحتاج لدعوة الى عشاء رسمي في البيت الابيض”. وختم بالقول “انها رسالة قوية يوجهها الى الولايات المتحدة”.